غوخ الأنطباعي المتفرد

2016-06-11
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/372d8d8a-3f0a-4044-8831-1c0791a2364a.jpeg
الوقت الوحيد الذي أحس فيه أنني حي هو عندما أرسم
 
 منذ رحيله، أثيرت الكثير من الأسئلة والشائعات، عن حياته وموته، ففي حياته، كان إحدى أكثر الظواهر الفنّية استعصاءً على الفهم والتفسير، حيث أصبح هذا الرسّام رمزا للعظمة الفنّية، وتحوّل من رائد للرسم الحديث إلى احد أهم رموز الثقافة المعاصرة.
وتحوّلت حياته  بعد موته إلى أسطورة، ولغزاً قابعاً بين فقره وتشويهه لنفسه ومن ثمّ انتحاره،. بات الكثيرون ينظرون إلى قصّة جنونه بما يشبه الاحترام والقداسة. وكما كانت حياته لغزاً غامضاً مستعصياً كذلك موته، فمنهم من قال ان موته المفاجئ لم يكن انتحارا، وإنما نتيجة حادث مدبّر. ومنهم من يجد مؤشرات تدلل على انتحاره، ورافق تمجيده ورفعه إلى مستوى القدّيسين والأبطال، اختفاء صورة الإنسان الحقيقيّ فيه والذي ابتلعته اسطورة موته وحياته ..
 
والذي يفسر هذا التناقض والإختلاف، الذي طوقه في الحياة والمماة، هو طبيعته نفسه. فقد كان ابنا لمبشرّين هولنديَّين، وكان في حياته المبكّرة متيماً بالدين. لذا فإنه هو والمحيطين به مسئولون، بقدر ما، عن يأسه وبؤسه . 
 
 في عام 1869 علمه عمه تجارة الفن ليأخذ موقع مناسب في العمل وكان سعيد في تلك اللحظات، لكن سرعان ما شعر باليأس، وترك عمله عام 1876، وبعد فترة من الزمن نما لديه حماس ديني كبير، وشعر ان مهنته الحقيقية هي ان يصبح قس، فأرسلته عائلته الى امستردام ليتعلم علم اللاهوت عام 1877، فتوجه إلى أمستردام في 9 مايو/مايس لتهيئة نفسه لدراسة علم اللآهوت، وتلقى دروس اللغة اليونانية واللاتينية والرياضيات هناك، ولكن بسبب قلة براعته أرغم في النهاية على ترك الدراسة بعد 15 شهراً . ووصف هذه الفترة لاحقاً بأنها أسوأ فترات حياته . وهكذا أخفق في التأهل للمدرسة التبشيرية في لايكين، ولكن أوصت الكنيسة في النهاية على أن يذهب إلى منطقة التنقيب عن الفحم في بوريناج ببلجيكا.
في يناير/كانون الثاني من عام 1879، بدأ فينسنت بوصاية عمال مناجم الفحم وعوائلهم في قرية التعدين واسميس . شعر فينسنت بارتباط عاطفي قوي نحو عمال المناجم. تعاطف مع أوضاع عملهم المخيفة وفعل ما بمقدوره، كزعيم روحي، وذلك لتخفيف عبء حياتهم . هذه الرغبة الإيثارية أوصلته إلى مستويات كبيرة جداً عندما بدأ فينسنت بإعطاء أغلب مأكله وملبسه للناس الفقراء الواقعين تحت عنايته . على الرغم من نوايا فينسنت النبيلة، رفض ممثلو الكنيسة زهد فان غوخ بقوة وطردوه من منصبه في خريف العام 1880، وبعد أكثر من عام من العيش بفقر في بوريناج، توجه فينسنت إلى بروكسل لبدء دراساته الفنية. تشجع فينسنت على بدء هذه الدراسات نتيجة للعون المالي من أخيه ثيو. كان فينسنت وثيو قريبين من بعضهما البعض على الدوام في طفولتهما وفي أغلب حياتهما التالية، حيث بقيا يراسلان بعضهما البعض باستمرار. عدد هذه الرسائل وصل الى أكثر من 700، وهي تشكل أغلب المعرفة بتصورات فان غوخ حول حياته الخاصة وحول أعماله.
وبحكم انشغالات غوخ الدينية في البداية، فانه لم يبدأ الرسم بوقت مبكر، فاول لوحة رسمها كان في سن ال 27 من عمره، وكانت أول اعماله الناجحة هي لوحة اكلة البطاطا في عام 1885. وعرف ايضاً  بلوحاته الذاتية حيث قام برسم نفسه اكثر من 20 مرة ليكتشف مهارات جديدة بين العامين 1886 و 1889 .
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/50ded7ac-b30a-482b-80e4-78c383824515.jpeg
ولد فينسنت فان غوخ في جروت زندرت بهولندا في 30 مارس/آذار 1853، لقس في كنيسة هولندية يدعى ثيودوروس فان ،وجاءت ولادة فان غوخ بعد سنة واحدة من اليوم الذي ولدت فيه أمه طفلاً ميتاً بالولادة، كان اسمه أيضاً فينسنت. لقد كان هناك توقع كبير لحدوث صدمة نفسية لفينسنت فان غوخ لاحقاً، كنتيجة لكونه أخ لميت بنفس الاسم وتاريخ الولادة. ولكن هذه النظرية بقيت غير مؤكدة، وليس هناك دليل تاريخي فعلي لدعمها .

عانى غوخ في حياته من نوبات متكررة من المرض العقلي — توجد حولها العديد من النظريات المختلفة — ، فاتجه غوخ للرسم التشكيلي للتعبير عن مشاعره وعاطفته. وفي آخر خمس سنوات من عمره رسم ما يفوق على 800 لوحة زيتية .
 
تدهورت العلاقة بين فان غوخ وصديقه المقرب غوغان، في ديسمبر/كانون الأول، فأصبحت مجادلاتهما الساخنة كثيرة الحدوث. في 23 ديسمبر/كانون الأول أصيب فينسنت فان غوخ بنوبة عقلية جنونية، فقطع الجزء الأوطأ من أذنه اليسرى بواسطة شفرة حلاقة، ثم انهار. اكتشفته الشرطة ثم أدخل إلى مستشفى هوتيل ديو في آرل. بعد أن أرسل غوغان برقية إلى ثيو، اتجه فوراً إلى باريس دون أن يزور فان غوخ في المستشفى. تراسل فان غوخ وغوغان لاحقاً لكنهما لم يجتمعا شخصياً مرة أخرى. كان فينسنت وهو في المستشفى تحت عناية الدكتور فيليكس راي (1867 - 1932). عانى بعد أسبوع من الكثير من فقدان الدم. كان ثيو الذي أسرع بالمجيء من باريس على يقين من أن فينسنت سيموت، لكنه تعافى كلياً مع نهاية ديسمبر/كانون الأول وبداية الشهر التالي .
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d9ce2cf7-924f-41cc-872b-8fa499b8ed20.jpeg
قبر فينسنت وثيو فان غوخ في فرنسا
 
كان فينسنت مسروراً من أوفير سور أوايز التي أعطته الحرية التي لم يحصل عليها في سان ريمي، وفي نفس الوقت زودته بالمواضيع الكافية لرسمه. أسابيع فينسنت الأولى هناك انقضت بشكل هادئ. في 8 يونيو/حزيران، قام ثيو وجو وطفلهما الرضيع بزيارة فينسنت وغاشي ليقضوا يوماً عائلياً ممتعاً. بقى فينسنت طوال يونيو/حزيران في حالة نفسية جيدة وكان كثير الإنتاج، فرسم بعض أعماله المعروفة مثل "صورة الدكتور غاشي" ولوحة "الكنيسة في أوفيرس".
علم فينسنت بعد ذلك بخبر غير جيد وهو أن ابن أخيه أصبح مريضاً جداً. كان ثيو يمر بأكثر الأوقات صعوبة منذ الشهور السابقة. بعد تحسن الطفل الرضيع، قرر فينسنت زيارة ثيو وعائلته في 6 يوليو/تموز فذهب إليهم مبكراً بواسطة القطار ثم عاد إلى أوفيرس. في أثناء الأسابيع الثلاث التالية، استأنف فينسنت الرسم وكان سعيداً.
 
رسم فنسنت فان جوخ اكثر لوحاته شهرة كلوحة ( ليلة النجوم ) عندما كان يقيم في المستشفى النفسي  سان ريمي في فرنسا بسبب اضطراباته العصبية التي كان يعاني منها، ووضع تحت عناية دكتور يدعى ثيوفل .
كانت لوحة غوخ ليلة النجوم الشهيرة، للمنظر الذي تخيله خارج غرفته في المصح، وكتب لأخوه ثيو في ذلك الوقت “الموت مثل رحلة الى النجوم، ان تموت بسلام كأن تذهب الى هناك سيراً على الاقدام ” واللوحة موجودة الان في متحف نيويورك للفن الحديث .
تمتع فينسنت بالرسم في ضواحي باريس طوال العام 1886. وبدأت لوحاته بالابتعاد عن الألوان الداكنة وبدأت تأخذ ألوان الانطباعيين الأكثر حيوية . وما أضاف من تعقيد أسلوب فان غوخ أنه حينما كان في باريس أصبح مهتماً بالفن الياباني،  فبعد قرون من الحصار الثقافي، فتحت اليابان موانئها مؤخراً للدول الغربية، وكنتيجة لتلك الانعزالية الطويلة سحر العالم الغربي بالثقافة اليابانية. بدأ فان غوخ باكتساب مجموعة كبيرة من الطبعات الخشبية اليابانية الموجودة الآن في متحف فان غوخ في أمستردام، وعكست لوحاته في أثناء ذلك الوقت الاستعمال الحيوي للألوان المفضلة عند الانطباعيين والألوان اليابانية المنعكسة. بالرغم من أن فان غوخ أنتج ثلاث لوحات يابانية فقط، إلا أن التأثير الياباني على فنه كان موجوداً بشكل دقيق طوال بقية حياته . 
 
 قام فان غوخ باعماله الاكثر شهرة  في 10 اعوام قبل موته بشكل مفاجىء ومأساوي، ففي هذه الفترة رسم ما يقارب 900 لوحة والتي تعتبر من اعظم الأعمال . ومن بين هذه ال900 عمل، لم يبع في حياته سوى عمل واحد في معرض Lee XX  في بروكسل وهي The Red Vineyard، ولم تصبح لوحاته الأغلى والأكثر شهرة في العالم الا بعد وفاته . فلوحة Dr.gachet هي اللوحة الاغلى من بين جميع اعماله، اذ بلغت قيمتها أكثر من 148 مليون دولار، قام برسمها عام 1890 وبيعت بهذا السعر في مايو عام  1990، وكذلك  لوحة A Wheatfield with Cypresses اذ بيعت عام 1993 ب 57 مليون دولار .
وفي تلك المناسبات النادرة عندما تكون إحدى لوحات فان غوخ مطروحة للبيع في المزاد، فإنها تكسر الأرقام القياسية وتحصد عشرات الملايين من الدولارات. ومع ذلك فإن اللوحة الوحيدة التي قيل انه باعها أثناء حياته حقّقت له حوالي عشرين دولارا فقط . 
  ان الحزن يدوم إلى الأبد
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c779748a-441f-45bb-9927-e281f53e0c9d.jpeg
في مساء يوم الأحد الموافق 27 يوليو/تموز 1890 أخذ فينسينت فان غوخ مسدساً وأطلق على صدره رصاصة. استطاع فينسنت العودة إلى رافو وهو يتمايل حيث انهار على السرير ثم اكتشفه رافو. تم استدعاء الدكتور مازيري وكذلك الدكتور غاشي، وتم الإقرار على عدم محاولة إزالة الرصاصة من صدر فينسنت، ثم كتب غاشي رسالة طارئة إلى ثيو. لم يكن لدى الدكتور غاشي عنوان بيت ثيو وكان لا بد من أن يكتب إلى المعرض الذي كان يعمل فيه. لكن ذلك لم يتسبب في تأخير كبير، فوصل ثيو في عصر اليوم التالي .
بقى فينسنت وثيو سوية حتى الساعات الأخيرة من حياته. ذكر ثيو لاحقاً بأن فينسنت أراد الموت بنفسه، فعندما جلس إلى جانب سريره قال له :
."أن الحزن يدوم إلى الأبد". مات فينسنت فان غوخ في الساعة الحادية والنصف صباح يوم 29 يوليو/تموز 1890 عن سن الـ 37. الكنيسة الكاثوليكية في أوفيرس رفضت السماح بدفن فينسنت في مقبرتها لأنه انتحر، لكن مدينة ميري القريبة وافقت على الدفن والجنازة، وتم ذلك في 30 يوليو/تموز.
 
توفى اخيه ثيو فان غوخ في أوفر سور أوايز بفرنسا بعد رحيل فينسنت بست شهور. دفن في أوتريخت لكن زوجته جوانا طلبت في عام 1914 بإعادة دفن جسده في مقبرة أوفيرس إلى جانب فينسنت. طلبت جو أيضاً بأن تتم زراعة غصين النبات المعترش من حديقة الدكتور غاشي بين أحجار القبر. تلك النباتات هي نفسها موجودة في موقع مقبرة فينسنت وثيو حتى هذا اليوم . 
 
وهكذا وضع فان غوخ الفنان الهولندي، احد فناني الإنطباعية، وأكبر الفنانين البارزين في التاريخ، عصارة اعماله وقمة ابداعه، في السنوات العشر، قبل موته المأساوي المفاجئ، انه عاش تقلبات عديدة في حياته لتنتهي بهذا المصير المأساوي في 29 يوليو 1890 وهو في ال37 من عمره .
 
لوحاته
 
 لوحة آكلوا البطاطا (أبريل 1885)
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c1ce93a8-dd83-4c7a-811b-c15592835dbe.jpeg
بعد العمل الشاق وتطوير الأساليب باستمرار في السنوات الماضية استطاع إنتاج لوحته العظيمة الأولى وهي " آكلوا البطاطا". عمل فينسنت على لوحة آكلوا البطاطا طوال شهر أبريل/نيسان من العام 1885. أنتج مسودات مختلفة لتحضير النسخة الزيتية الكبيرة الأخيرة على الجنفاص. تعرف لوحة آكلوا البطاطا بأنها أول قطعة حقيقية نادرة لفينسنت فان غوخ، فتشجع إثر ردود الفعل بشأنها. ولكن صديقه وزميله الفنان أنتون فان رابارد (1858 - 1892) لم يعجب بعمله، وأدت تعليقاته حول لوحته إلى نهاية صداقتهما. وبالرغم من أن فينسنت يغضب وينزعج من نقد أعماله، إلا أنه كان مسروراً من النتيجة عموماً .
 
 
"غرفة نوم في آرل" 1988.
 
اللوحة تمثل حجرة نوم الفنان فينست فان غوخ، انتقل فينسينت فان غوخ إلى آرل في بداية العام 1888 لعدة أسباب منها كرهه لباريس وللشهور الطويلة من الشتاء فيها. السبب الآخر كان حلم فينسنت بتأسيس نوع من المطارحات للفنانين في آرل، حيث يلجأ إليه رفاقه في باريس، ويعملون سوية، ويدعمون بعضهم البعض نحو هدف مشترك. وجد فينسنت آرل باردة بشكل غير اعتيادي. لا بد وأن يثبط ذلك من عزيتة، لانه ترك كل شئ وراءه ليبحث عن الدفء في الجنوب . وهكذا جاءت لوحته معبرة عن ضجره  واحباطه .
 
 منظر طبيعي 
 
عندما ارتفعت درجة الحرارة، لم يهدر فينسنت فرصة البدأ بالعمل في الطبيعة، وقام بعدة أعمال من بينها رسمه لطريق وأشجار مشذبة"، ولوحة "الطريق عبر حقل الصفصاف". أنتجت الرسمة في مارس/آذار حيث تبدو الأشجار والمنظر الطبيعي كئيبة جداً بعد فصل الشتاء.
 
بورتريه الدكتور غاشيه 
 
رسم فان غوخ بورتريه الدكتور غاشيه في يونيو من عام 1890، أي قبل انتحار الرسّام بشهر ونصف، والبورتريه يصوّر طبيبه الخاص وهو يسند رأسه على يده بينما يمسك بيده الأخرى حافّة الطاولة التي يستقرّ فوقها كتابان وزجاجة تحتوي على نبات علاجيّ .
كلّ جزء من هذه اللوحة مشحون بالمعنى، كما أنها تضجّ بالإيقاعات الثقيلة وضربات الألوان الجريئة التي تميّز فان غوخ، وتعبيرات غاشيه الحزينة ليست سوى انعكاس لحزن فان غوخ نفسه، بينما يرمز النبات لتخصّص الطبيب .
المعروف أن اللوحة خضعت للترميم مرّتين في الخمسينات، وهو أمر أسهم في خفض قيمتها وفقدانها معظم خصائصها، إذ لا يظهر فيها سوى جزء يسير من آثار فرشاة وأسلوب فان غوخ المتفرّدين .

 عائلة رولن
 
الشهران التاليان كانا محوريين وكارثيين لفينسينت فان غوخ ولصديقه الحميم، الفنان بول غوغان . في البداية كان فان غوخ وغوغان جيدين سوية، حيث قاما بالرسم في آرل، كما ناقشا الفن والتقنيات المختلفة. ولكن مع مرور الأسابيع، تدهور الطقس ووجد الاثنان أنفسهما مرغمين على البقاء في الداخل كثيراً. مثلما هو الحال على الدوام، تقلب مزاج فينسنت لمجاراة الطقس. واضطراره للعمل في الداخل، أدى إلى التخفيف من كآبته. بعث فينسنت إلى أخيه ثيو رسالة قائلاً فيها أنه قام برسم لوحات لعائلة كاملة وهي عائلة رولن، تلك اللوحات بقت من بين أفضل أعماله .
 

لوحة ليلة النجوم (1889)
 
حالة فان غوخ العقلية الهادئة نسبياً لم تدم طويلاً، فأصيب بنوبة أخرى في منتصف الشهر يوليو/تموز. حاول فينسنت ابتلاع لوحاته الخاصة ولذلك وضع في المستشفى ولم يسمح له بالوصول إليها. رغم أنه تعافى سريعاً من الحادثة، أصيب فان غوخ بالإحباط بعدما حرم من الشيء الوحيد الذي يحبه وهو فنه. في الأسبوع التالي، سمح الدكتور بيرون لفان غوخ باستئناف الرسم، تزامن ذلك الاستئناف مع حالة عقلية جيدة. أرسل فينسنت رسائل لثيو تفصل حالته الصحية غير الثابتة. كما أن الأخير كان مريضاً أيضاً في بداية العام 1889. لم يستطع فان غوخ مغادرة غرفته لمدة شهرين، لكنه في الأسابيع التالية تغلب على مخاوفه مرة أخرى واستمر بالعمل. في أثناء ذلك الوقت بدأ فينسنت بالتخطيط لمغادرته النهائية من المستشفى النفسي في سان ريمي. طرح ذلك على ثيو الذي بدأ بالاستعلام عن البدائل المحتملة لعناية فينسنت الطبية.
بقت صحة فان غوخ العقلية والجسدية مستقرة جداً في بقية العام 1889. تعافت صحة ثيو أيضاً وكان مستعداً للانتقال إلى بيت مع زوجته الجديدة، كما ساعد أوكتافي موس الذي كان ينظم معرضاً (اسمه Les XX) في بروكسل حيث عرضت فيه 
 وخلال 10 سنوات قضاها في الرسم أنتج عدد كبير من اللوحات اشهرها  بعد لمحة غرفة نوم، ليلة النجوم والمقهى الليلي ..

اضغط على الصورة للتكبير



 






 
 
 
 







عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved