عندما رََفضَتْها الجامعة في مصر، ولم تعترف بشهادتِها، عادت مقهورة ومرغمة إلى كندا، لكنها بعودتها أصبحت أول إمرأة عميدة لكلية الهندسة في تاريخ كندا، وذلك لأنها إلإمرأة الأُولى التي تحصل على الأُستاذية في الهندسة الصناعية في كندا . وكذلك أصبحت أول إمرأة مستشارة لوزير الدفاع الكندي، كما تم أنتخابها كزميلة في الأكاديمية الدولية المرموقة لبحوث الأنتاج في باريس .
إنها المصرية هدى المراغي" المهندسة الوحيدة التي تم ذكر أسمَها في كتاب الأضواء الشمالية للمرأة الكندية المتميزة، ولم تقتصر جهودها على المجال الأكاديمي، بل أسست "مركزاً لنظم التصنيع الآلي" في "جامعة ويندسور" المدينة التي تقع علي الحدود مع "ديترويت الأمريكية" ثم تعاقدت معها شركة "فورد" التي استفادت من أبحاثِها وأستعانت بها كمستشارة في بناءِ مصنع فورد للسيارات للإنسان الآلي، واستعانت بها شركة "كرايسلر" للسيارات لتحديث مصانعها .
هدى المراغي : Hoda ElMaraghy) المولودة في مصرعام 1945م ، هي أستاذة جامعية مصرية تحمل الجنسية الكندية ومديرة مركز أنظمة التصنيع والإنتاج الذكية في جامعة ونزر الكندية، الذي أسسته مع زوجِها الأستاذ الجامعي وجيه المراغي في يوليو عام 1994م، وهي أول إمرأة كندية تحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية . وفي عام 2002م فعُهِدَ إليها بمقعد أنظمة التصنيع المرنة في البرنامج الكندي لمقاعد البحث العلمى .
«شعرتُ بالمرارة عندما أردتُ خدمة بلدي، بعد قضاء 10 سنوات في كندا بين العلم والأبحاث، ولم أجد التقدير الذي أستحقه، فقد طُلب مني أن أتعين في الجامعة كأني مازلت معيدة فيها ولم أحصل على درجة الدكتوراه، أنا لم أكن أطمح بالحصول على المادة بقدر رغبتي في خدمة الوطن»...
هكذا عبَّرت الدكتورة هدى المراغي عن حزنِها من عدم تقدير البلاد لها، تقول مراغي : كان قرار عودتي إلى مصر هو لعزمي على خدمتِها بالعلم الذي حصّلته، لكني وجدت التعقيدات الإدارية تقف حائلًا أمامي، وأمام أحلامي في الإسهام في تطوير البلاد، لذا قررت العودة إلى كندا، حيث وجدت كل الإهتمام والتقدير، وبذا استطعت أن أحقق إنجازات كثيرة ..
كانت مراغي من المتفوقين خلال فترة دراستها، لذا تم تكريمها ضمن الطلبة المتفوقين في عيد العلم، وقابلت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عدة مرات، وكانت لديها ميول للاكتشاف والابتكار، وخلال فترة طفولتها كانت تميل لمعرفة كيفية عمل الألعاب، وليس الاستمتاع بها فقط .
درست في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وحصلت على المركز الأول على دفعتها، سافرت إلى كندا لتحضير رسالة الدكتوراه مع زوجها، وكانت أول سيدة تحصل على درجة الدكتوراه في مجال الهندسة الميكانيكية في كندا .
عندما كانت أستاذة هندسة بجامعة ماكماستر الكندية، أعلنت جامعة وندسورعن حاجتها لعميد لكلية الهندسة، فرشحت نفسها للمنصب، ورشحها أشخاصٌ آخرون، وتم اختيارها من بين المتقدمين لشغل المنصب، وبذا أصبحت في عام 1994م، أول سيدة تتولى منصب عميدة كلية الهندسة .
بالإضافة، إنها حصلت على جائزة أفضل مشرفة على الطلبة في جامعة وندسور، لأن فلسفتها في التعليم تعتمد على توفير أفضل مناخ للتعلم وتقديم الأبحاث، وتحفيزالطلبة على القيام بالأبحاث الهامة .
لقد تمكنت المراغي من ربط التعليم بالصناعة، من خلال إدارتها مركز ويندسور للأبحاث الصناعية، كما كانت تهتم بالأبحاث بنفس قدر اهتمامها بالإدارة، وكانت تشجع أساتذة كلية الهندسة على تدريب الطلبة عمليًا وإدماجهم في العملية الصناعية .
هدى المراغي، هي أول سيدة من أصل عربي تحصل على وسام الشرف من الدرجة الأولى في مقاطعة أنتاريو بكندا، تكريماً لجهودها العلمية فى مجال الهندسة .
وأخيراً، أنها تؤمن بأن يمكن للمرأة أن تقوم بأي شيء، وأن تؤدي أي مهنة، طالما كانت قادرة على ذلك، إلّا إذا كان الأمر يرتبط بخصائص جسمانية لا تتوفر لديها .