عبر عالم من الجمال والتاريخ.. والاصالة..!! وعلى أطراف مدينة بابل كان يوجد قصر الملك ( نبوخذ نصر) بمساحاته الواسعة واسواره العالية، وفوقها أبراج للمراقبة، وبجانبه كانت مجموعة الحدائق المعلقة التي هي من أروع المشاهد جمالاً وبهاءً وفتنة، حيث تدخل السرور والمرح الى قلب ناضرها ... 

 

زرعت في هذه الجنائن المعلقة  جميع أنواع الاشجار، والخضروات والفواكه والزهور لكل المواسم وبذا فانها تظل مثمرة زاهية الألوان طوال العام، ووزعت الثماثيل باحجامها المختلفة في جميع أنحاء هذه الجنائن   ...

 

انها اعظم ما في مدينة بابل، والتي تعتبر فتنة وعجيبة العصور والأزمنة، وقد بنيت على عقود الحجر النفيس المقدم هدايا للملك، وفي الزراعة كانت طبقات تصلح لمختلف النباتات والأشجار والماء يرفع ويخزن في الطبقات العليا بصهاريج لسقاية الأشجار وكانت تحيطها ثماني بوابات وكان أفخم هذه البوابات بوابة عشتار الضخمة .

 

 وسميت حدائق بابل بالمعلقة، لأنها كانت ممتدة على شكل مصاطب مدرجة الواحدة فوق الأخرى، محمولة على عوارض وأعمدة من الحجر والرخام، وكانت ترى من أي جانب من جوانب مدينة بابل بسبب ارتفاعها الشاهق، وكانت هذه المدرجات مزروعة بأشجار عالية من السنديان والبلوط الأخضر والصنوبر والنخيل والبرتقال والرمان، وكانت مدرجاتها تتصل فيما بينها بسلالم من الرخام الرائع التصميم، وكانت هذه الحدائق تسقى بالمياه على مدار العام عن طريق مجموعة من الأنابيب مما يجعل الجو رطباً ومنعشا،ً حيث كانت تدفع المياه من نهر الفرات إلى أعلى طبقة فيها ...

 

 واستنتج العلماء احتمالية استخدام انبوب لولبي الشكل، يشبه اللولب الذي اخترعه ارخميدس لاحقاً، في ري  مدرجات حدائق بابل. وبنوا استنتاجهم هذا على الأوصاف التي ذكرتها الكتب القديمة للحدائق وطريقة ريها، وكذلك ذكرت بأن ري الحدائق كان يتطلب 8,200 جالون من الماء (37,000 لتر) يومياً .

 

يعد  بناء جنائن بابل المعلقة من أعظم الفنون المعمارية التي بلغتها بابل ونينوى، حيث تتصل الطبقات مع بعضها بدرج واسع وعندما ياتي الربيع وتزهر وتورق الأشجار والورود في هذه الارتفاعات في وسط أجواء الحرارة العالية تكون هذه الحدائق جنة في الأرض تنشر الرائحة العطرة والبرودة واللطافة لتستحق أن تكون من عجائب الدنيا السبع التي بناها نبوخذ نصر كاجمل هدية لزوجته، بهوائها وجمالها ورائحتها ولطافة جوها وخلابة منظرها ...

   

 نسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذنصر الثاني، الذي حكم بين العامين 562 و 605 قبل الميلاد. وذكر بأن سبب بناؤها، هو إرضاء زوجته ملكة بابل والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه والذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين. وكانت تدعى اميتس الميدونية والتي افتقدت المعيشة في تلال فارس وكانت تكره العيش في مسطحات بابل. لذلك قرر نبوخذنصر أن يسكنها في بناء فوق تلال مصنوعة بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق بها شرفات .

   

 يبلغ ارتفاع حدائق بابل 328 قدماً (100 متر) - وهو مايعادل 4/3 ارتفاع الهرم الأكبر. وأحيطت بسور قوي محصن يبلغ سمكه 23 قدماً (7 أمتار)، واتصلت "الشرفات" ببعضها  بواسطة سلالم رخامية تساندها صفوف من الأقواس الرخامية أيضاً. كما صنعت أحواض حجرية للزهور مبطنة بمعدن الرصاص، وضعت على جانبي كل شرفة، وملئت بأشكال عديدة من الأشجار والزهور ونباتات الزينة المختلفة. وتحتوي الشرفة العلوية على فسقيات تمد بالماء باقي الشرفات وحدائقها، ويأتي هذا الماء من نهر الفرات بواسطة مضخات تدار بسواعد العبيد.

ان حدائق بابل المعلقة ليست العجيبة الوحيدة التي كانت موجودة في بابل، فكانت أسوار المدينة والمسلة التي نسبت إلى الملكة سميراميس أيضاً من عجائب المدينة

 كانت المدينة ذات :أسوار يبلغ ارتفاعها 350 قدماً وسمكها 87 قدما وكان لهذه الأسوار مائة باب مصنوع من الذهب ولكل باب قوائم وسقوف من االذهب أيضاً .