حكماء الخيبة

2009-02-24
(الحلقة الأولى).
حكماء الخيبة
البداية...معرفة


بعد كل شيء ...اي بعد اكثر من ستين عاماً من التشرد والضياع والتخبط والجهل ..بعد كل تلك المغامرات والحماقات والبرامج والافكار والشعارات الضخمة ....وبعد ان جربنا كل شيء ...كل شيء حتى السماء ...
ماذا بعد كل هذا الهم الهائل من الخسارات والخذلان والخيبات ؟؟؟؟؟
ففي الوقت الذي باتت فيه "الجذوة الوطنية" على وشك الانطفاء بسب الرياح الموسمية العجولة والسامة ..
وعوامل الحث والغباء بقصد او بغير قصد...
في وقت التيه والافلاس اصبح كل شيء مباح الى مابعد الخيانة وما فوقها ؟؟؟
فالواقع المعاش - اليومي - اصبح عادياً ومألوفاً الآن ... ولا يحتوي على مؤشرات تفيد بالدهشة
او التحريض او التساؤل .
كل ما في الامر ان الخيبة سيطرت على مساحات شاسعة من ارادتنا الجماعية وحلمنا الوطني...وهذا بحد ذاته
مأساه جديدة ستؤدي بنا حتماً الى القاع حيث النهاية جماهيرية ونخبوية وسلطوية والتصفيق عالٍ وصاخب.
ان الحركة ذات السرعة والجودة والتكثيف الزمني الهائل ... والتحكم الراسمالي "الانيق" بفعالية في اللحظة التاريخية بكل ماتحمله في طياتها من جوانب و مناحي سياسية ام اقتصادية ام دينية ..الخ ...يحكم بدوره ويؤثر في " المسالة الفلسطينية "... ولكننا نحن اصحاب هذة القضية لا نتحكم بهذة الحركة بل نَركبها وكأنها لا تعنينا...
مع انها قادتنا وتقودنا الى التفكك...وتقضي علينا بحنان زائف مُعوْلََم ...وتشغلنا عن الهم الجماعي والوطني ببرامج مرحلية واخرى مُستقبليةَ تخطها اقلام ذات عقول تدرك ماذا تفعل وتعي انها ليست قادرة على المعالجة ولا حتى تفادي الازمة والصراع بقدر ما هي قادرة على التحكم التام بمصيرنا وخلق واقع يتناسب وطموحاتها الرامية الى صناعة وعي تابع لها .....وهذا كله دون اطالة في التحليل "الذهاني" المقيت سببه الجهل...وعندما نضع الجهل في هذا السياق فإننا نقصد التالي :
البداية :علينا ان نعترف بكل مرارة وأسف بأننا نجهل أنفسنا اولاً والواقع الحقيقي لمأساتنا ومحددات قضيتنا ثانياً....وفشلنا في أسطرة الهاجس التاريخي لوجودنا ولمأساتنا _ النكبة _ ثالثاً...وعلينا رابعاً أن ندرك أن وعي التحرر الجمعي الذي بحوزتنا هو وعيٌ مزيْف ومُشوْش وطفولي لأنه إنعكاس لواقع "مَسخ" ومزيْف أيضاً ... إذ أن جهلنا التام في القدرة البناءة والنقدية على تحليل الواقع سببه السطحية والتقشف الفكري المتعمد والميكانيكية التي قتلت "التحليل الملموس للظرف الملموس".
فنحن لا يمكننا أن نتوجه إلى بناء مُحرك "عقلي - تقني" خاص بنا ينطلق بإحترافية وبدقة من و في عمق الواقع...
و بإختصار فإن الجدل هنا هو: المعرفة الفلسطينية الخالصة :
الكم الهائل من الجهل الجماعي يعكس "وعي النقص" _ هيجيل _ بمعنى إذا أدركنا بآلية تكفل إستخلاص وعي النقص الذي يؤمن بدوره الدفع بإتجاه إيجاد مُحرك عقلي -تقني قادر على ترجمة الجهل الى معرفة وهذا هو الجوهر.(Core)
جوهر كل شيء هو أن نعرف وأن نعرف وأن نعرف....ولكي نُنجز التغيير علينا أن نمتلك النقد ولكي ننتقد جيداً علينا ان نكتسب المعرفة وهي المُعادل الجدلي المُحكم البناء والمتانة والمفتوح نظرياً على الإسترشاد والإستخلاص والنقد ...
ولكي نُؤسس لبداية المعرفة علينا أن نعترف ...أن نُطهر أنفسنا وذاتنا الوطنية من رجس التدافع والعجلة والسطحية والجهل ....ومن كبرياء الإنجازات التي لم ولن تصون دماء أجدادنا وآبائنا وأبنائنا......
ومن هنا علينا أن نبدأ من "الأول"ولكن بمعرفة فلسطينية خالصة......

الأسير:باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم ثلاث مؤيدات

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved