هي صروح عظيمة ابدعها قدماء المصريون مقابر لرفات ملوكهم، ومقتنياتهم، فأبهرت العالم، وأصبحت معجزة بشرية شاهدة على احدى أهم حضاراته القديمة .
الأهرامات هى المنشآت التاريخية القديمة التى تحتضن مومياءات الفراعنة - ملوك قدماء المصريين - وتعتبر من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة. وأكثر أهرامات مصر شهرة على الإطلاق توجد فى جبانات الجيزة وتعد من أكثر مناطق الجذب السياحى فى العالم .
منذ 2000 عام قبل الميلاد بنيت الأهرام التي تعد احد أعظم الصروح التاريخيه لحضاره وادي النيل، والتي تعتبر أحدى عجائب الدنيا السبع، لما تحتويه من عظمة ودقة بنائيه بالنسه لذلك العصر, والذي زاد من تلك الدقة اهتمام المصريون القدماء بعلم الفلك فهي تعد اول الحضارات التي اهتمت بهذا العلم وتطبيقه في الامور العلميه والتنجيميه.
ان معرفتنا بالدرسات الفلكيه الفرعونيه قليله جدا, حيث ان معظم المعلومات الفلكيه كانت مرسومة على الأضرحة والقبور, ولكن الاكتشاف الاهم ان الأهرامات تربطها بالسماء علاقة وثيقه حتى انها بنيت على اشكال سماوية مما يشير الى ان هندسة الاهرامات هندسة معقدة وذكيه.
على مر السنين أثارت الأهرامات المصرية تساؤلات الباحثين: كيف بنيت ؟ وما هي عدد الأحجار التي استخدمت في البناء؟ كيف نقلت هذه الأحجار لبنائها ؟ كيف تغلب المصريون القدماء على صعوبات بنائها ؟ وغيرها الكثير من الأسئلة عن هذه المعجزة البشرية المعروفة بــالأهرامات...
يتراوح عدد الأهرامات المصرية بين 90 و100 هرم، وتقع جميعها على خط واحد يبدأ من منطقة أبو رواش بالجيزة وينتهي عند منطقة هوارة بالفيوم. وقد تم بناء معظمها في الصحراء، غربي النيل، بحيث تغرب من خلفها الشمس، اعتقادا أن روح الملك المتوفى تغادر الجسد وتسافر للسماء مع الشمس كل يوم، وعندما تغرب الشمس تعود الروح إلى المقبرة في كل هرم من الأهرامات لتجدد نفسها.
وكان تصميم أغلب الأهرامات بحيث تكون مداخلها في منتصف الواجهة الشمالية، ولكن مع مرور الزمن تغيرت تصميمات بنائها، ولكن ظل مدخلها الرئيسي في الواجهة الشمالية يؤدي إلى ممر سفلي، أو لغرفة دفن الملك، وغالبا ما تقام داخل الأهرامات غرف مجاورة لغرفة الملك تستخدم لتخزين أشيائه ومقتنياته والتي قد يحتاجها في رحلته إلى الحياة الأُخرى .
ومن أشهر الأهرامات المصرية، الهرم الأكبر بالجيزة، ويقدر عدد ألأحجار المستخدمة في بنائه 2.300.000 حجر، وكل حجر من أحجار بناء الأهرامات قد يصل وزنه إلى 2.5 طن، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 15 طن.
نقلت أحجار الأهرامات من جبال المقطم في مصر، بواسطة السفن، عبر نهر النيل من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية، ثم تجرها الثيران على زحافات خشبية اسطوانية، يسهل جرها حتى تصل إلى مواقع الأهرامات المصرية الحالية.
أكثر من 4600 عام مرت على بناء الأهرامات في مصر، إلا أنها مازالت تقف في شموخٍ وتحدٍ للزمن، يتوافد عليها الالاف من السائحين والباحثين يقفون في ذهول ودهشة ويتساءلون في أنفسهم عن أسرار بناء هذه الأهرامات، وعن مدى العلم والتطور الذي حظى به المصريون القدماء لبناء الأهرامات العظيمة بهذه الدقة والعناية رغم الصعوبات التي لا حصر لها.
كان الإعتقاد السائد منذ فترة ان الاهرامات هي فقط مقابر لحفظ جثث الفراعنه وممتلكاتهم، وقد تبين بعد ذلك انها صممت لأهداف اخرى واول من بدأ قصة الاكتشاف شاب بلجيكي يدعى روبرت بوفال سنة 1979 عندما قرأ كتاب عن الطقوس الدينيه لقبائل الديغون يدعى ( لغز الشعرى اليمانيه )The Sirius Mystery حيث درجوا على الاحتفال كل 50 سنه تقديسا لهذا النجم.
وتبين بالأرصاد الفلكيه ان لهذا النجم رفيق عباره عن قزم ابيض يدور حوله كل 50 سنه وتستحيل رؤيته بالعين ولم يشاهد الا بالمراصد الفلكية الكبيرة, والغريب انهم كيف استطاعوا تحديد هذه المدة, هل يعقل ان تكون صدفة .. ولا زال أمرها غير معلوم ؟!!!
لذلك اهتم بوفال بالآثار القديمه وخصوصا الفرعونيه وتوقع انها يكتنفها العديد من الأسرار, وعند دراسته لأهرام الجيزه الضخمه (خوفو , خفرع , منكاورع) وجد انها عباره عن نقل لصورة نجوم النطاق او ( حزام الجبار) وهي عباره عن ثلاثة نجوم مصطفة في السماء. وعند رصده لهذه النجوم وجد ان لمعان نجم ( دلتا الجبار) يقل عن النجمين الآخرين وايضا ينحرف عن مستواهما، وعندما اخذت صوره للأهرام من الجو وجد ان هرم منكاورع يقل حجما عن الهرمين الآخرين اضافه لإنحرافه عن مستواهما، وبذلك بدت الصورة مطابقه بشكل مذهل لنجوم حزام الجبار، مما يدل على انهم نقلوا صورة النجوم الى الاهرامات, ويستدل على ان الموضوع ليس مصادفه حيث ان الاهرامات الثلاثه تقع غرب نهر النيل ونجوم النطاق تقع غرب نهر المجره ( الحزام المجري) وهي الحزمة الضبابيه التي تقطع السماء من الشمال الى الجنوب تماما.
ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد بل اكتشفوا ان الاهرام بنيت بهندسة غاية في الدقه حيث ان زاوية وموقع هذه الاهرامات نسبة الى نهر النيل تتناسق تماما مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجرة، مما يدل على ان نهر النيل هو انعكاس لنهر المجره. وقد حدث هذا التطابق قبل 10500 عام حيث كان درب التبانه يشاهد وكأنه يقطع السماء من الشمال الى الجنوب مثل نهر النيل مما دفع الفراعنه لبناء اهرامات الجيزه على شاكلته .
لقد اكتشف علماء الآثار فوهات في الأهرام تبدأ من غرفة الملك، وتنتهي بسطح الهرم, حيث وجدت فوهتان في غرفة الملك خوفو واثنتان ايضا في غرفة الملكة, احدى هاتان الفوهتان في غرفة خوفو، تتجه جنوبا بإرتفاع 45 درجة تماما والأخرى تتجه شمالا بإرتفاع 32 درجه و 28 دقيقه, اما فوهات الملكة فتتجه احداها جنوبا بإرتفاع 39 درجة ونصف والأخرى شمالا بارتفاع 39 درجه.
وقد ظن علماء الآثار ان هذه الفوهات هي عبارة عن مسالك للتهوية ولكن ذلك لم يقنع عالم الآثار المصري ( ألكسندر بدوي ) اذ احس ان اهمية هذه الفوهات تحوم حول معتقدات شعائريه ودينيه حيث اكتشف الباحثون داخل هرم خوفو متونا تدل على ان الفرعون الذي يموت تصعد روحه عبرها حيث الخلود. لذلك عندما نظر بدوي خلال هذه الفوهات لم يرى نجوم ذات اهمية فإستعان بفلكية امريكيه تدعى ( فرجينيا تمبل) التي درست تغير اماكن النجوم نتيجة ترنح الاعتدالين وهي حركه بطيئة تتغير فيها مواقع النجوم الظاهرية في السماء بدرجه واحدة كل 70 سنه فوجدت ان زمن ميلاد الأهرامات اي قبل حوالي 2450 سنه كانت الفوهة الجنوبيه في غرفة الملك خوفو تتجه نحو حزام الجبار او بالأخص نجم ( زيتا الجبار) والغريب بالأمر ان الهرم نفسه يطابق موقع هذا النجم, مما يدعم نظرية ان بناء الاهرامات يتطابق مع نجوم النطاق, وتتجه الفوهة الشمالية الى نجم الفا التنين ( الثعبان ) الذي كان النجم القطبي في زمن الفراعنة وقد تغير موقعه بسبب الحركة الترنحية للأرض.
وقد وجد الباحثون ان الفوهة الجنوبيه في غرفة الملكة تتجه نحو نجم ( الشعرى اليمانية ) , والفوهه الشمالية في غرفة الملكة تتجه الى نجم بيتا الدب الأصغر( كوشاب ) وهو ألمع الفرقدين.
وليس أهرام الجيزة فقط التي تصور السماء، بل ايضا الأهرامات الأخرى كهرم ابو رواش الذي يقع شمال الجيزة يمثل نجم كابا الجبار وهرم زاوية العريان الذي يمثل نجم غاما الجبار، وهو ما يسمى عند العرب بــ ( الناجذ ) والهرم الأحمر الذي يمثل نجم الدبران، وايضا الهرم المنحني الذي بجانبه، ويمثل نجم ( ابسلون الثور) او مايسمى عند العرب بــ ( القلائص ) .
عندما درس علماء الآثار الأهرام المصرية وجدوا فيها العديد من الخصائص المدهشة، والتي ممكن تلخيصها في عدة نقاط وهي:
- الجهات الأربع لهرم خوفو تتجه الى الجهات الرئيسيه الأربع بشكل غاية في الدقة تفوق دقة اتجاه بعض المراصد العالمية .
- لو اخذت المسافه بين هرم خوفو ومدينة بيت لحم وقسمت على الف سيكون الناتج 2138 وهو عدد السنين التي سبقت ميلاد النبي عيسى عليه السلام اثناء بناء الأهرامات.
- نسبة مجموع وزن حجارة الهرم الى كتلتها يماثل نسبة مجموع وزن الأرض الى كتلتها.
- الظل الساقط من هرم خوفو يتحرك في كل يوم بمقدار درجه واحدة ( بسبب انتقال موقع الشمس الظاهري في كل يوم مقدار درجة واحدة ), ولو حسبنا مقدار هذه الدرجات لوجدنا ان الظل يكمل 365 مرة في السنة وهو عدد ايام السنه الشمسية.