حروبُ استنزافِ المستنزَف

2016-07-28
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/4a6192d3-40e6-447f-8e1e-604ea71a179f.jpeg
الحروبُ ، حتى التافهة منها ،  " ما يجري في الرمادي " ، لها سايكولوجيّتُها ، السايكولوجيّة الجمْعيّة ،
الكلاسيكية ، في أيّ حربٍ ، حتى لو جرت هذه الحربُ بين مدينتَين  ، أو بين حيَّينِ من مدينة . تَصّاعَدُ الطنّاناتُ : النشامى . الأبطال.  شهداء الحقّ ...
من المؤسفِ أن ينقادَ كُتّابٌ  أعرفُهم في العراق ، إلى هذه الغوغائيّة .
هؤلاء الكُتّابُ ليسوا أغراراً ، أو مغرَّراً بهم .
بعضهم تجاوزَ السبعينَ في حياةٍ غيرِ  مُجْديةٍ .
عن أيّ حربٍ يتحدّثون ، ويتصارخون ؟
أن يقتلَ عراقيٌّ ، عراقيّاً !
ليتهم همسوا همسةَ استنكارٍ لِما فعلَه الغزاةُ الأميركيون بالعراقيّين .
الهيروشيمات الثلاث  ، في العراقِ ، مرّتْ عليهم مَرَّ السحابةِ .
جاسم الحلفي يهتفُ  : يا نشامى !
وهو يعني الجنودَ العراقيّين ، الذين يَقتلون عراقيّين في الرمادي ، ويُقتَلون بكل مَسْكنتِهم هناك .
إن كان الواحدُ منّا يشعر ببقيّةٍ من مسؤوليةٍ  فعليه أن يقول بالصوت العالي :
أوقفوا حربَ الإخوةِ  !
ليتوقّف العراقيّون عن قتل العراقيّين ! 
وإلاّ فما معنى دعارة " ساحة التحرير" ؟
ما معنى أن يُستغفَلَ الناسُ ، ليقتلَ بعضُهم بعضاً ؟
إنْ أنت أقمتَ ولايةَ فقيهٍ
فللآخر أن يقيم دولة خِلافة ...
الحلُّ ؟
لا ولاية فقيه
لا دولة خلافة ...

لندن  28.12.2015


سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved