تحرير المرأة بـ "مقاييس الرجل" مرفوض!
من التجارب الشخصية تتفجر الاسئلة وتنبع المعرفة، هكذا بدا الحال في الجزء الثاني من الجلسة الرابعة من جلسات الملتقى الاعلامي العربي الخامس التي حملت عنوان «نساء في واجهة الاعلام».
فقد عرضت خلال الجلسة 7 إعلاميات بارزات تجاربهن الشخصية في المجال الاعلامي، متحدثات عن الصعوبات التي واجهتهن خلال مسيرتهن العملية.
وبدا العامل المشترك بين المشاركات في الجلسة هو الرفض النسائي لفكرة تحرير المرأة، كما يريد الرجل او من زاويته هو.
إلى ذلك قسمت الاعلامية السعودية العاملة في قناة الحرة نادين البدير الفضائيات في تعاملها مع قضايا المرأة الى ثلاثة انواع.
وقالت البدير في ورقتها التي حملت عنوان «الاعلامية وقضية المرأة» ان النوع الاول عبارة عن فضائيات تروج لاجساد النساء ويتقبلها المجتمع الذي يدعي المحافظة بصدر رحب، والنوع الثاني هو فضائيات دينية هدفها وأد المرأة بهدف تشويه المجتمع وتخريب كل علاقاته الاجتماعية، والنوع الاخير هو فضائيات تكرس ثقافة المديح والرياء والنفاق لكل ما هو متعلق بالسلطة السياسية.
وطالبت البدير المرأة الخليجية بتكثيف وجودها الاعلامي، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي يقوم فيها اهل الرجعية باستغلال الاعلام لنشر افكارهم والتأثير من خلاله على المرأة سواء الذين يقصدون قمعها في المنزل او يقصدون تحويلها الى دمية صامتة تفكر في ارضاء رغبات الرجل الجنسية فقط.
كما طالبت الاعلاميات الخليجيات بتكثيف الضغط للحصول على مزيد من الحريات، مشيرة الى ان بعض الاعلاميين يريدون تحرير المرأة من زاويتهم هم.
إصلاح
من جانبها، شددت الاعلامية في قناة العربية منتهى الرمحي على انه من دون اصلاح التعليم والاعلام وتعزيز مسيرتهما لن ينجح اي حوار حضاري بين الشرق والغرب لا في الاعلام ولا في الثقافة ولا في الفكر، مؤكدة ان «السياسة مفسدة».
واتهمت الرمحي الاعلام العربي بالتقصير في هذا الحوار الحضاري، لكنها استدركت بان التقصير لا يتحمله الاعلام العربي وحده لانه «لا يمكنه تعويض غياب مؤسسات ديموقراطية في ظل ضعف مؤسسات المجتمع المدني وهيمنة انظمة سلطوية في منطقة الشرق الاوسط تدعي لنفسها القداسة والاحقية في الممارسة».
وقالت: نحن مختلفون في اوطاننا والمختلفون لا يستطيعون الحوارمع الآخر.
من جهتها، تحدثت الاعلامية نيكول تنوري عن دور الاعلاميين في التوعية وقالت ان الاعلامي يؤدي دورا اساسيا في تقليص المسافة الموجودة بين المواطن العربي والسلطة.
الى ذلك استعرضت الاعلامية اللبنانية مي شدياق في كلمتها جانبا من تجربتها ابرزت خلالها الصعاب التي تواجه الاعلامي في ممارسة عمله.
وقالت شدياق: منذ اخترت طريق الاعلام كنت اعرف اي مهام تنتظرني. واضافت:
في العالم العربي سقط قبلي وبعدي كثيرون على مذبح الكلمة والقلم، للبنان لائحة طويلة، من قبلي كامل مروة الى سليم اللوزي ورياض طه وسمير قصير وغيرهم الكثيرون. وبعدي كانت فاجعة الاعلام الحر باغتيال رمز المروءة والشهامة والتحدي، الصديق الحبيب جبران تويني. وزادت: ان تختار ان تكون صحافيا او اعلاميا في لبنان في فترة الحرب فهذا كان يعني انك اخترت ان تتعرض للمخاطر وانك قررت ألا تكون مجرد عابر سبيل على صفحات الجرائد او الشاشات الذهبية، وطالما كنت على قناعة بانه اذا لم يكن بامكان الصحافي ان يترك اثرا فعليه ان يختار مهنة اخرى، لقد اخترت ان اترك هذا الاثر، فما كان من هذا الخيار الا ان ترك آثاره علي.
مصاعب
واستعرضت الاعلامية اقبال الاحمد مجموعة من المصاعب التي صادفتها خلال مسيرتها الاعلامية. وقالت الاحمد" قد اكون حوربت وانتقدت لاسباب واهية لمجرد انني امرأة غير محجبة ولا شيء اكثر.
واضافت: من خلال برنامجي التلفزيوني كان هناك من يرفض المشاركة، وان شارك ادار وجهه طالما كنت بلا حجاب.
وختمت الاحمد بان المرأة الكويتية حاليا وليس الاعلامية فقط تقف في الواجهة في معركتها الانتخابية وعليها ابراز قضاياه والتعبير عنها بجرأة. واستعرضت خلال الجلسة ايضا الاعلامية د. الهام بدر تجربتها في مجال الاعلام وتدرجها فيه منذ بداياتها.
بروين حبيب: التلفزيون المنبر الأخطر ثقافة
اكدت الاعلامية د. بروين حبيب ان التلفزيون قد لا يكون بالضرورة المنبر الامثل للثقافة، لكنها شددت على انه المنبر الاخطر لما له من سلطة تأثير على قطاعات واسعة من الناس.
وطرحت حبيب في ورقتها التي حملت عنوان «انفجار فضائي عربي.. اسئلة وتأملات حول الفضائيات العربية، وعلاقتها بالثقافة» طرحت العديد من الاسئلة المثيرة وابرزها: هل التلفزيون جهاز منشط للوعي ومحفز للجمال وملهم للخيال والفكر؟ ام هو جهاز مخدر؟ وهل يمكن خلق توازن بين ما يسمى «الثقافة التلفزيونية» و«الحياة الثقافية» و«ثقافة المجتمع» بمعنى آخر، هل يمكن الموازنة في برامج التلفزيون بين ما هو امتاع ومؤانسة وبين ما هو فكر وثقافة وقضايا توصف بانها جادة؟
ووصلت حبيب في اسئلتها الى سؤال: كيف يمكن اصلاح الخلل الفادح في «ثقافة التلفزيون» التي تميل بصورة فاجعة لمصلحة «الطرب اليومي» و«حديث النجوم» المحشو بالسخف والخالي من كل طرافة قبل او بعد نشرة اخبار مبلولة بالدم؟!
وختمت بقولها: هناك بين المشرفين على الفضائيات من لا تبتعد ثقافته عن ثقافة العموم ومع ذلك فهم من نستأمنهم على ثقافة المجتمعوالاجيال الجديدة.