على مسرح راكهام العريق في مدينة أن آربر وضمن المهرجان العربي للموسيقى والفنون وبمبادرة طيبة من لدى رئاسة كونسرفتوار جامعة مشيغان في إحياء ذكرى عازف العود الأول في العالم الفنان العراقي منير بشير أحتفاء وتقديرا لهذه الشخصية الموسيقية الكبيرة والمعروفة عالميا وألذي قدم الكثير للموسيقى بشكل عام كونها اللغة المشتركة لشعوب العالم وبشكل خاص لموسيقى وطنه النابعة من بلاد ما بين النهرين ودوره الكبير في تعريف شعوب العالم على التراث الموسيقى العراقي
وقد أطلق على هذه الأمسية ( فن العود والمقام العراقي في ذكرى الموسيقار منير بشير) وقد تمت دعوة كل من سيدة المقام العراقي فريدة كون الفنان منير بشير هو عرابها وهو من ألتزمها و شجعها على أختيار هذا اللون الصعب من الغناء أضافة الى نجل الفنان عازف العود عمر منير بشير الذي بدأ نجمه الان في الأنتشار ويعدُ الان واحد من أبرز عازفي العود في العالم وعلى عاتقه تقع مسؤولية حمل تراث عائلة بشير الموسيقية هذه العائلة ألتي أنجبت للعالم أعظم موسيقيين وعازفين لآلة العود في القرن العشرين وهما جميل ومنير بشير بالأضافة الى مشاركة عازف العود العراقي المقيم في نيو مكسيكو رحيم الحاج
ليلة العود والمقام العراقي في ذكرى الموسيقار منير بشير .
حضر الحفل الذي أُقيم يوم السبت الرابع من اكتوبر 2008 عدداً غفيراً من ابناء الجالية العراقية والعربية اضافة الى عدداً كبيراً من الجمهور الامريكي ومنتسبي الكونسرفتوار وجامعة مشيغان أمتلأت بهم قاعة العرض ألتي تتسع لأكثر من ألف شخص.
بدأ الحفل بكلمة للفنان عمر بشير وتحية لوالده الاستاذ منير بشير مشيراً الى ما قدمه موسيقار العراق لالة العود و لاجيال من متذوقي الموسيقى العربية في العالم. ثم اتحف عمر الحضور بعزف العديد من المقطوعات الموسيقية الخاصة به و بوالده معيداً للحضور العراقي و العربي ذكريات الزمن الجميل و متواصلاً مع الحضور الامريكي بموسيقى عالمية مجتازاً اللغات والحضارات ومشيرا بعناوين الحب والسلام ، مختتماً وصلته بمقطوعة لموسيقى "فوق النخل" الشهيرة بمصاحبة الفنان عبد اللطيف العبيدي على الطبلة والذي أبدع بضرباته المتناسقة الجميلة على آلة الطبلة وبالتكنيك العالي حيث قابله الجمهور بالتصفيق الحار وذكرنا الثنائي عمرولطيف بأبداعات منير بشير وعازف الطبلة العراقي الشهير سامي عبد الأحد.
اما رحيم الحاج فقام بدوره بتأكيد وتركيز هذا التواصل من خلال مقطوعاته المستوحاة من واقع المغترب العراقي و حنينه للوطن معيداً هو الآخر تجربة استاذه منير بشير في محاورة المستمع الاجنبي.
وبعد ساعتين من اللهفة الواضحة بين الحضور اطلت على المسرح فرقة المقام العراقي بقيادة الاستاذ محمد حسين كمر الذي قدم اعضاء الفرقة الاساتذة الفنانين وسام العزاوي ،عدنان شنان ، وعبد اللطيف العبيدي ، و سيدة المقام العراقي صوت الرافدين فريدة محمد علي.
حيث بدأ الفنان محمد كمر بتحية الجمهور الغفير وكذلك اللجنة المنظمة على دعوة الفنانة فريدة وفرقة المقام ومن ثم ألقى كلمة بحق أستاذه الكبير منير بشير حيث قال:
أستاذنا ومعلمنا الكبير منير بشير أنت في قلوبنا وذاكرتنا الى الأبد، تعلمنا منكم كيف نحب تراثنا الموسيقي ونحافظ عليه وها نحن نحمل رسالتك ألتي بدأتها في نشر تراثنا الموسيقي العراقي الأصيل الى العالم ... نحن هنا اليوم لنحتفل بذكراك وبفنكم الخالد .
ومن ثم بدء التصفيق من الدُم الاولى حيث امتزج صوت الفنانة فريدة الشجي بهتافات وترديد الحضور الذي بلغ ذروته في اغنيات "حمام النوح" و "اي شيء في العيد" و "طالعة من بيت ابوها" لما اثارت في نفوسهم من حب و حنين للارض و الوطن ، حيث الهبت فريدة الحضور بذكر البصراوية و المصلاوية و اللبنانية والفلسطينية والكردية و الكلدانية و النجفية و الكربلائية والكظماوية والمعظماوية و البغدادية و الامريكية ، و هو ما كان بمثابة تعداد لشمولية الحضور.
و في ختام الحفل عاد الى المسرح كل من الفنانين رحيم الحاج و عمر بشير بدعوة من الفنان محمد كمر لمشاركة الفنانة فريدة والفرقة الموسيقية بتقديم اغنية "فوق النخل". و لم ينتهي الحفل بموعده المحدد حيث استمر تصفيق الجمهور الحار حتى عادت الفنانة فريدة الى المسرح و قدمت "أنكور" اغنية "الليلة حلوة" و التي حيّت من خلالها الحضور و الكونسرفتوار المنسق للحفل.
والجدير بالذكر إجادة الفنانة فريدة المزج بين الرزانة و خفة الدم، بين الاصالة والشعبية ،وبين دلع البنت العراقية وجديّة السيدة الشرقية، وكانت وقفتها على المسرح هيبةً وفخر لموسيقى وحضارة بلاد الرافدين. أما صوتها الكبير فدوى بمقامات ومساحات ابهرت أذان الحضور واطربت قلوبهم.
ليث العطار/موسيقي أكاديمي من جامعة مشيغان
كلية الموسيقى في جامعة مشيكان
alattar@umich.edu