لا املك بيتًا من بيوت الشعر
ولا بحرًا من محيطاته
بل لدي كلمات يتيمة
أصطلي بها
أمام جذوة محتظرة
وشمعة حزينة في مهب العاصفة
ذبحت كل أحلامي وقرابيني
وأحرقت مسوداتي
على محراب الشعر
ثم دخلت يومًا
معبد الإلهام
فلم يتقبل توبتي
وتوسلت إلى القمر
فلم ينير سبيلي
لن أُغادر هذا الحلم
وأنا متحزم بكابوس الأوهام
لوكان الأمر بيدي
لنبشت ذاكرة الأعوام
ثم أُلقي اللائمة
على تعاسة الأيام
كأني احرث ارضًا بورًا
اسأل الشعر فيجيب :
هل تريد فجاج الأرض
أم غبار القحط ؟
أم حصاد قافية
لفظتها بحور مفخخة
في راحة يدي قصيدة
لم أقرأُها بعد
منعني مقص الرقيب
من كتابتها
أربعة عقود
وما زلت أحفر على جدران المنفى
حتى اتباعي من الغاويين
فقدوا بوصلة التيه
هكذا هي تجربتي الشعرية
شغبٍ تحت ظل شجرة
أمام قطار سريع صادم
يتماهى مع سراب المسافات
ولن يعود أبدًا الى المحطة
في كل لحظة حرجة
امعن النظر في ورقة بيضاء
على منضدة مهترئة الأضلع
لا أستطيع استيعاب المسارات الحلزونية
بعضهم يسألني :
متى تعود أُمورك إلى نصابها ؟
أقول لهم :
سوف أحذف خمس ثواني
من ساعة يدي
وسأنتظر
رعشات شاعرهرم
فقد الذاكرة
لينبهني عن الأخطاء الجسيمة
وغير المقصودة
التي ارتكبتها في خربشات
نصوصي الرديئة