تجسدت مغامرة اللعبة الاولى، في اعمال كفاح عبد الجبار الستة والعشرون، في معرضه الشخصي الذي اقامه على قاعة اكد في العاصمة بغداد، والذي كان عملية نبش الذاكرة وابراز طاقة اللاوعي لديه، حيث كانت كل لوحة عبارة عن زاوية ساطعة من زوايا اللاوعي، ولذا كانت اعماله مغرقة بالرموز والمفردات، لإعتقاده بان لا قاعدة في تشكيل اللوحة الفنية، ولإيمانه بان المنجز الابداعي التشكيلي ليس بالضرورة ان يعبر عن حالة بحد ذاتها، لكنه كالنغم الموسيقي يثير ويستفز مكامن الذات برموزه ..

بحث جمالي

اعمال الفنان كفاح عبد الجبار عبارة عن بحث جمالي مغرق بالرموز التي بالضرورة تلتقي مع ما اشتغل عليه الآخرون، لكنها تختلف عنها بالطرح والاسلوب، فاللوحة لديه مسكونٌ فضائها  بتاثيرات السابقين، لكن بطرح ومضمون معاصر، يمس هموم المرحلة التي يعيشها، بل انه جعل رموزه مستوحات من رسوم الاطفال ممزوجة برسوم الانسان البدائي التي رسمها على جدران الكهوف لقهر مخاوفه والسيطرة على الارواح الشريرة، فلا تخلو اعماله من الرموز البدائية التي ابدعها انسان الكهوف ممزوجة بعفوية وصدق خطوط الاطفال على الصفحات البيضاء .

بصمات حضارة وادي الرافدين

وعن تاثير الحضارة العراقية القديمة في اعماله يقول كفاح عبد الجبار ":
لا بأس ان اشتغل على نفس الرموز التي اشتغل عليها الفنانون الاخرون، لكن ليس بنفس الطريقة التي انجزت اعمالي فيها.. فتأثيرات السابقين موجودة فينا.. لكن المهم كيف نشكلها بلوحاتنا بصيغ ومضامين جديدة . فالابجدية التي طرحْتها، خاصة بتجربتي التي استلهمتها من الحضارات الرافدينية القديمة .. واتمنى انني قدمت تجربة جديدة جديرة بان تثير البصيرة، انه ليس تكرار.. واؤكد انه مجال بحث تشكيلي.. ومن خلال هذا البحث لابد ان يكون هنالك تقارب بين عمل واخر وحتى تكتمل التجربة فانها تنتقل من لوحة الى اخرى.. فمن اول عمل تستمر الانتقالات الى الاعمال الاخرى رغم انها بطيئة.. فهي لعبة مناورة من الفنان.

وأضاف :

 باعتقادي الخاص ان اللوحة يجب ان تمثل ذات الفنان لانها لن تكون صادقة اذا لم تنبثق من ذاته ولكن هذا لا يعني ان ذاتيته منعزلة عن الشارع وهموم الناس فهو فرد منهم، يؤثر ويتأثر، يتفاعل ويُفَعِّل، هوشخص موجود يعيش في اوساطهم .. فمن خلال ذاته، نجد عبر لوحاته اسقاطات ما يحيط به من هموم وقلق.. وفق نظرته للحياة.

بدائية الرموز ... ابجدية خاصة

 عن مغامرة اللعبة الاولى كتب حسن عبد الحميد :

بدائية الأشياء وبطولتها التلقائية ,, مغامرة اللعب الأولى ,, أضحت بمثابة لعب وأسرار وهمسات ما ارادت همسه ولعبه وافشاء سره معاً , اعمال الفنان التشكيلي ( كفاح عبد الجبار ) عبر اجتـهاد طفولي بارع ومقصود في تفويض اشكاله ورموزه في هتك معادلات التفكير المنظم بفعل عناصــر ومسببات عقلية لا وجود لها في اقتراحات هذا الفنان اللونية ,, حروف واشكال هندسية، علامات ورموز تشي بتجسيد بدائل عفوية هي تداعيات حرة قائمة على حساب بدائل لاشعورية واضاءات تشع من وهج ذاكرة حية احتوت تلك الاشارات والذكريات المرَمّزة باصولها التاريخية ومعتقداتها وانتباهاتها لاختصارات، اشكال , علامــات , اشياء , وحـدات احتوته تنويعات كفاح عبـــد الجبـارالذي درس العلوم وتخصص في الفيزياء التي اعطت له - ربما - هذا الاندفاع والتناغي الحـــــرمـع مكونات الواقــع الذي استطاع تحويله الى كائنات صوريــة وحسيــة راحت تلعب على حبــال الذاكرة واعتماد رسوم الاطفال وعوالمهم وموجزاتهم الشكلية مخرجاً ومنحى يبرر لنا قبولهــــا، اي تلك المصفوفات بسحر برائتها وحتمية بدائيتها الباهرة , بل بطولتها وحتى دهشة اعماقهــــــا بانساق تواجدها بهذا النحو المفتوح على اقصاه فوق السطح التصويري للوحة الواثقة من نفسهــــا والوانها ورمزيتها المتأتية من موجزات ما يرسمه الأطفال دون أدنى اهتمام بالمنظور ومنطـــقا للاحتفاظ بالظل والضوء وبذلك الميل الواضح الى التسطيح والتبسيط بحجة غياب منطق التفكيرالمهيمن على البالغين من الناس من دون شمولهم بذلك الانضباط ( اي الاطفال ) .. وهذا ما اعطى- بكل تأكيد - سحر وجمال عفوية الأشكال والرموز والحروف في عمـــوم لوحات كفاح عبــــدالجبار الغارقــة بنبل وصدق و صراحــة الطفولة المتباهية بجمــال ما تحمل من الوان صريحـــة واخرى غارقة بوهج ضوء قنديل الطفولة الذي لم يزل قائماً وموجوداً وهو يضيء بيت اللاشعور فينا دائماً وعلى طول مراحل اعمارنا كما يذهب الى ذلك ( باشلار ) ...

اشارات بدائية ومربعات صغيرة , حروف و مثلثات , علامات , اهواء تسبح في فيض مساحات لوحات كفاح عبد الجبــارلكي تعيد لكل تلك الموجودات طفولتها الساحرة بحاصل فعلها الاستذكاري وتحويل الذكريات الى عناوين ومداخل بغية استعادتها على منوال آخر يتوافق ومقدرات العمل الفني ومقومات التعامل الابداعـي مع هكذا اجراء وتبني اتجاهات مغايرة تختلف تماماً عـن الســائد والمتداول والمألوف لكي تناور بتطويع مقدرات الرسم من مرحلــة الى اخرى لكنها تبقى في مأمن الأحتفاظ بألسباحــة واللعب على ضفاف التفكير الحر والطوعي في عوالم التعبير الحسية والنفسية والوجدانيـــــــة عمومـاً , مادام الفن هو نتاج أفعــال وسلوكيات وآليات انسانيــة بحتة قادرة على توسيع مديـــات الحياة التي هي أصلاً مسرحاً لكل ممارسات الفن بكامل ملاكه الابداعي .

لعلنا من هنا نلمس سحر التلقائية وعفويتها الحاضرة في أغلب محاولات كفاح عبد الجبار و هــو يعطي للرسم هذه السمة وهذا الانحياز للبراءة على انها نتاج قصدي للوحة قادرة هي الاخرى في التعبير عن نفسها ضمن مقومات فهم الحداثة عبر الاختزال والتأويل واعطاء فسحة للمشاركـــة ما بين اللوحة والمشـاهد كما الفنا في معابر تبنينا حداثة الفن ونواحي الفــن الحديث على ضــوءهذا الأعتقاد الذي أخذ ب( كفاح ) نحو التجريب والتجديد وقـرع أبواب الانضمام الى المتميزين المبدعين في مضمار التشكيل العراقي الراهن .

يمكن تلخيص عموم محاولات هذا الفنان من خلال اعتماد الرسم البدائي مدخلاً مقترباً من رسوم الأطفال مع حاصـل قصد الاعتراف ايضاً بأهمية الأخذ والأهتمام من زمـن الرسم على جـدران الكهوف هو رغبة الأنسان القديم بطرد كل أسباب هواجس الخوف من روحه وعن كل ما يحيطبه من تهديدات وخوف عارم من المجهول .

كفاح عبد الجبار

-2004 معرض( من اور الى بغداد ) بالتعاون مع منظمة اليونسكو _ قاعة الواسطي

-2005 معرض المصغرات - متحف الشارقة للفنون - الامارات
-2006 المعرض الافتتاحي لقاعة مدارات - بغداد

معرض (صور من العراق) برعاية السفارة البريطانية - بغداد

-2007 معرض ( اكد تنهض من جديد ) مختارات من الفن العراقي المعاصر قاعة اكد - بغداد -

معرض ( اليوبيل الذهبي ) لتاسيس جمعية التشكيليين العراقية

1956- 2007  قاعة الجمعية - بغداد

2008 معرض (فن واعد لعراق واحد) للفن العراقي المعاصر برعاية شركة كلكامش للانتاج الاعلامي والفني - قاعة حوار _ بغداد

معرض رؤى اجيال - للفن العرقي المعصر اسبوع المدى الثقافي السادس قاعة العلوية بغداد

-2010 معرض صدفة مختارات من الفن العراقي المعاصر قاعة زاموا السليمانية بالتعاون مع قاعة اكد في بغداد

معرض نقابة الفنانين العراقيين مختارات من اللفن العراقي المعاصر قاعة اكد بغداد

-2011 معرض (يوم فائق وجواد) للفن العراقي المعاصر قاعة جمعية التشكيليين العراقيين بغداد

يعمل فنان متفرغ