الخِطاب
ودَّعْتُ قيثاري وَعُودي والوَتَـــــرْ
وعَزَفْتُ أَلحاني وَعُودي من حَجَرْ
عَصَفَتْ بِيَ الأَوْهامُ في دُنيا الرُّؤى
وَرَوَيْتُ أرْضي من دُموعٍ لا مَطَــرْ
وَغَدَوْتُ أطْوي الدَّرْبَ يأْكُلُني الأَسى
وَهَجَرْتُ أَسْماري فَما عادَتْ خَبَـــــرْ
أوّاهُ كُنّا نَغْمَةً تاهتْ علــــــــــى
شَفَةِ الزَّمانِ فأُلْقِمَتْ سَهْمَ القَدَرْ
قُبِرَتْ بِأَرضٍ لَفّها الصَّمْتُ فلا
طيرٌ بها يشدو ولا أيُّ شَجَـــرْ
الجَواب
مَهْلاً - فَدَيْتُكَ - ساءَني هذا الخَبَرْ
إنّي على عَهْدِ الهَـــــوى فيما أَمَرْ
فارْجِعْ الى قيثـــــــارةٍ منها ارْتَوى
غُصْنُ المَحَبَّةِ فَانْتَشى، عندَ السَّحَرْ
أَفَتُشْعِلُ النيــــــــــــرانَ في قلبي بِلا
عَطْفٍ كما لو كــانَ قَلبُكَ من صَخَرْ؟
أَوَتَكْسِرُ الغُصْنَ الرَّطيبَ بِلَيْلَــــةٍ
ليْلاءَ يُرْهِبُ صَمْتُها مَنْ قد سَهَرْ
رِفْقـــــــــــــــاً بِقَلْبٍ أنتَ ساكِنُهُ فَما
في القلبِ قد أسْكَنْتُ غيرَك مِن بَشَرْ