كميل بن زياد : اسم لا يحتاج تعريفاً، فقد شرّفه الإمام علي (عليه السلام) بذلك الدعاء البهي البديع، ومن خلال الدعاء نزن منزلته لدى إمام البلاغة وسيد النهج . أما الحجاج فهو الحاكم الدموي الساخط على العراقيين . في نفس اليوم وبعد أن ضرب الجلاد عنق الفقيه المبارك سعيد بن جبير . دارت هذه المحاكمة المرتجلة :
الحجاج : أتشهدُ على نفسك بالكفرِ؟
كميل : والله لا أشهدُ..
الحجاج : إذن أقتلك .
كميل : أفعل ما تريد.. وإن الموعد فيما بيننا عند الله... وبعد القتل الحساب
الحجاج : ستكون الحجة يومئذ عليك لا لك
كميل : ذلك إن كنت َ أنت القاضي يومئذ
الحجاج : أقتلوه ُ .
في هذه المحاكمات تستوقفني الروح الصوفية المتسامية في عشقها الإلهي وأدركُ ان الصوفية ليست حكراً على الصوفيين، كميل بصدق إيمانه وعشقه لله لم يهمه شيئاً سوى الوصول الى مقام الرضا وأن سفك دمه الزكي الطاهر .