سماءٌ معشوشبة ٌ على الأرض، جزرٌ ملونة بالأزهار ولكل لون ٍعطره، المكان منتبذٌ عن صخب المدينة، لكنه ليس بمنجى عن زعيق ِ الحافلات، الجمال ُ هنا لا عفوية فيه، للزراعة أيضاً هندستها الصارمة . جزر الورد وهذه الأريكة وشقيقاتها بوزن ومقدار، المسافات محسوبة بالمسطرة، أشعر الشخوص آليين.. يمثلون أدوارهم البيئية الحريصة
الورقة التي يمزقها الصبي ويرميها في ساحة المدرسة، هنا يرفعها عن الأرض ويودعها برفق في أول حاوية مهملات. هذا الرجل البدين أراه دائما يسرع في سياقته ويقذف عبوة البيبسي من نافذة السيارة ينحني ليعيد الأصيص الصغير الذي اوقعه أحد الاطفال، الى مكانه بين الأزهار .
امرأة تحمل كيسين، واحد فيه قشور الشمسي والأخر فيه قشور الفاكهة وبقية سندويجات أولادها وتسأل أحد المارة عن (الحاوية) وهي خلفها .
اترك كل هذه الاقنعة خلفي، التفت.. تراسلت عيناي مع غيمة القرنقل المتأمل المستريح.. سرى نسيم في ذراعي اليمنى، أنعش روحي واصلت السير.. كنت وحدي بحجوم صغيرة ملونة، قصدني غبار ملوّن كأنه رذاذ عطر .
توغلت خطاي.. خفت اللغط المبرمج، تلون قميصي الاحمر وتعطر..
وتنورت مجاهيل روحي .. كان هو هناك على العشب واقفاً يتدلى بايب من خشب الجوز من فمه، ويتصاعد منه دخان ينافس كل العطور.. عينان من بنفسج لا يذبل، يبتسم بهدوء فجر ندي، صار هو مراياي رأيتني ارتدي منتخباتٍ من زهور المكان و..