احتفت غرفة صديقات أجمل العمر بالشاعرة خديجة بن شقرون بتقديم قراءة في ديوان "لا تقل شئنا "
تفضلت بالتقديم وتسيير اللقاء ذ لطيفة حليم وقدمت القراءة النقدية ذ عائشة حسمي
وتناولت جلسة صديقات أجمل العمر قضايا في الشعر كما تم الإستماع عبر الأثير إلى :
من جبلة (سوريا) الشاعر محمد سعيد أسبر
من مدينة أسلو ( النرويج) الشاعرة زكية خيرهم
من الدار البيضاء ( المغرب ) الشاعر إدريس الملياني
"لا تقل شئنا
وأنت تحاورها تدرك معنى الحب، جميلة في كينونتها، في عشقها للحياة، تغزلت بالحب فانبثقت أحاسيسها بين أشعارها، يقترب منها القارئ مع كل سطر، هي العاشقة الأبدية، تأنقت كلماتها فأحسنت وصف الأحاسيس وأنضجت ثمرات ديوان " لا تقل شئنا "
وصل عدد كلمات الحب المستعملة في الديوان أكثر من ثلاثين مرة، وتستحق بذلك أن تكون شاعرة الحب بامتياز ووجه الأنثى الباحثة عن المحبة في كل تجلياتها .
هي الشاعرة خديجة بن شقرون، تفاديا للتكرار اقتبسنا فقرة من شهادة زوج الشاعرة السيد محمد الرافعي :
" لقد كانت تختلي بنادي اليخت الذي كان وكراً لها تراقب فيه غروب الشمس وتشاهد مياه البحر تمتزج بمياه وادي أبي رقراق وتكتب ما تجود به قريحتها حسب الزمان والمكان .
انطلاقا من هذه الشهادة نستطيع القول أن الشاعرة متيمة بمشاعر الحب على منوال نزار قباني، رومانسية في حياتها وشعرها، أحبت الطبيعة وألوان الطرز الذي أتقنت فنه، أحبت الوطن وتغنت به أشعارها فالحب إذن ديدن شاعرتنا وعشقها الأبدي .
"لا تقل شئنا" عنوان تضمنه الشاعرة جرعة نغمية في البناء الشعري وفي ذلك دلالة على أنها تشبعت بالفن الجميل وأرهفت السمع إلى القصائد المغناة فالعنوان يذكرنا بأم كلثوم شامخة تشدو " لا تقل شئنا فإن الحظ شاء " حيث يرمز معنى العبارة إلى تراجع مؤلم عن شيء ضاع وإلي انكسار غير قابل للتفسير لذلك استوحت الشاعرة صيحة اليأس الأخيرة من أشهر القصائد، الأطلال لإبراهيم ناجي .
ثم تفتتح الديوان بأول همسة شعرية، " قصائد شعري " ضمنت الجمع في الواحد والكل في الجزء، بنص خارج القياس، يتحدث عن رتبة الكمال في الحب الذي تنسكب فيه كل حالات العشق .
ويتحدث نص فحص وتحاليل عن جدلية الحضور والغياب المؤلم الذي يؤثث قصص الحب، تحاشت الشاعرة الألم العضوي في لحظة اختبار لمعرفة أسباب المرض فانبثق وجع الغياب وتحول الحب إلى داء ودواء، والأرجح أن شاعرتنا تأثرت واستلهمت من التراث الأدبي ومن واحات الشعر العربي الأصيل التي أجادت في وصف سقم الفؤاد ووجع الهجر والغياب .
الحب والأسطورة، نلامس بهذه الهمسة حبا متبلا بالحلم، تتغنى الشاعرة بالحب تتشبه بالعصفورة ثم بالفراشة دلالة على إحساس عميق بالطفولة وارتباط في اللاشعور بالجذور والحب الأول الذي لا ينتهي .
أبدا ما جفت وديانه ولا هدأت من تلاطم الأمواج بحوره
من الناحية الأدبية يبدو أن الشاعرة اعتمدت في هذا النص على تصوير المعنى فطغى ذلك نسبيا على البناء الشعري حيث تغلب النفس السردي على شعرية النص وهذا الإنزياح إلى النثر لم يفقد النص جماليته لكنه وضعه في منطقة بين الشعر والنثر .
في النصوص الأخرى من الديوان ارتكنت الشاعرة إلى الحزن فخاضت في مستوياته أكثر من خوضها في الحب، تحولت ألفاظ العشق إلى شكوى امرأة حزينة وآهات سكبها الشجن في العبارات والصور .
نستطيع القول بعد هذه المتعة الشعرية أن الشاعرة عادت بنا إلى زمن رقي الإحساس وسموه .
بعيدا عن الحذلقة البيانية وبأدواتها اللغوية البسيطة ومخزونها الثقافي قدمت لنا تجربة إبداعية تلامس الروح وتخلق نوعا من التواصل العاطفي بين القارئ وبين أشعارها وكم بدا واضحا تبادل التأثر والتأثير بين هويتها وبين هوية ديوان " لا تقل شئنا " .