نداء إلى ارباب العمل : لا تبخلوا على موظفيكم، بكراسٍ رفيقةٍ بعمودهم الفقري
على مدى أجيال كانت تتردد النصيحة التي تقول : من أجل سلامة الظهر ، ومن أجل سلامة العمود الفقري، ولتجنب أوجاع الظهر وأمراضه، يجب ان نحرص على ان يكون جلوسنا بظهرٍٍ مستقيم بحيث يشكل الجذع مع الفخذين زاوية قائمة، اي زاوية مقدارها تسعين درجة . لكن الآن ومع بداية القرن الواحد والعشرين توصلت دراسة وبحوث المختصين، إلى نتيجة تقول :
ان وضع الجلوس الذي يشكل تسعين درجة والذي كان ينصح به المختصون أثبتت الدراسات بأنه هو الذي يخلق آمراض الظهر ويجعل آلامه أشد وأتعس، فإن الضغط الذي يحدثه الجذع على مؤخرة العمود الفقري يسبب حركة في تلك الفقرات والتي تسمى (الدسك)وبالتالي فإنها تحدث الألم وانزلاق الفقرات، فالأفضل أن يكون الجلوس بزاوية مقدارها مائة وخمسة وثلاثين درجة،وينصح الخبراء والباحثين الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة على المقاعد، أن يكيفوا حركة مقاعدهم بحيث يمكنهم أن يكونوا في وضع راحة واسترخاء، ووضع الاسترخاءالذي يحصل عليه الجالس يمكنه من تجنب آلام الظهر ومشاكله لسنين حياته المقبلة لان الجلوس بالطريقة الخاطئة لمدة ساعات طويلة يومياً ولمدة سنين سينتج عنه حتماً مشاكل لا حصر لها في العمود الفقري وفي باقي أجزاء الظهر .
وفي بريطانية يعتقد الباحثون والمختصون، بأن ثلث الناس في بريطانية يعانون من آلام الظهر ومشاكله في مرحلة معينة من حياتهم رغم أن أكثرهم يعملون بالنصيحة والتوجيهات في طريقة جلوسهم . د . وسام بشير رئيس الباحثين في جامعة ألبرتا في كندا يقول :
- إن البشر لم يخلقوا للجلوس ساعات طويلة على المقاعد، لكن الحياة الحديثة، تطلبت من الكثير من الناس الجلوس لساعات طويلة بحكم عملهم في دوائر أو شركات، فنوعية العمل تضطرهم لإطالة جلوسهم على المقاعد، وليس لهم خيار آخر . فللذين يطيلون الجلوس على المقاعد، توصلت الأبحاث، والدراسات إلى أن طريقة الجلوس لها علاقة وثيقة بالآلام والأمراض المزمنة في الظهر .
وطريقة الجلوس التي كانوا ينصحوا بها وهي استقامة الظهر، هي السبب المباشر في تلك الآلام ، ويؤكد على أن الوضع الأفضل هو الجلوس بدرجة مقدارها مائة وخمسة وثلاثين درجة، وهذا الوضع يجعلنا نتجنب المعاناة من آلالام، ولذا فإنه يتوجه بندائه إلى أرباب الأعمال، ومسؤولي الدوائر والشركات أن يساعدوا على القضاء على المشكلة بتجهيز مكاتب موظفيهم بمقاعد ملائمة تتماشى مع ما توصلت إليه الدراسات .
