هل سئمت طوال فترة الصيف وما قبله من محاولة التخلص من تلك الكيلوغرامات الزائدة حول الخصر أو حول الردفين؟ هل تشعر أو تشعرين ان التمارين الرياضية مضيعة للوقت ولا تأتي بالنتيجة التي تصبو إليها؟ لا تنزعج لست وحدك في هذا المأزق، والسبب ليس تقصير منك، يمكنك الآن لوم جيناتك الوراثية عن والديك.
إذ أظهرت دراسة طبية حديثة أن مدى تجاوب الجسد مع التمارين الرياضية يتعلق بإحدى الجينات الوراثية الموجودة داخل السائل الحمضي النووي والمسؤولة في الوقت نفسه عن سرعة تفاعل الجسد مع التمارين لدى الأشخاص "المحظوظين".
يقول دكتور كلود بوشارد من جامعة لويزيانا في الولايات المتحدة الأميركية أن الأجساد تنقسم إلى ثلاثة أنواع "سريعة التفاعل" أو "بطيئة التفاعل" أو "معدومة التفاعل" مع التمارين الرياضية.
وأجرى بوشارد بحثه على 742 متطوعا على مدى 20 أسبوعا حيث تم زيادة وتيرة هذه التمارين تدريجيا على جميع المتطوعين لملاحظة الفروقات. وتم دراسة معدلات ضخ الدم لدى الأشخاص وعدد دقات القلب، ضغط الدم ومقاومة الإنسولين.
ووجدت الدراسة أن 10إلى 15 % من المتطوعين لم يتفاعلوا مع التمارين الرياضية، في حين ارتفع معدل الأوكسجين في العضل إلى 40 % لدى آخرين، وجزء آخر لم يظهر أي تقدم في مستوى أداء القلب.
وقال الباحثون :"بكل بساطة، البعض يستجيب جسده جيدا مع التمارين الرياضية ولديهم معدلات أقل من الكوليسترول وضغط الدم وتفاعل جيد مع الانسولين بالإضافة إلى عوامل أخرى إيجابية. اما البعض الآخر وبعد ممارسة نفس نوعية التمارين الرياضية تبين أنهم لا يحصلون على نفس النتائج، والأمر متعلق بالجينات.
وأظهرت الدراسة، وفق صحيفة التلغراف، أن عدم تجاوب البعض مع الرياضة لا يعني اليأس، إذ أظهر الجسد تحسنا في أماكن أخرى. ويسعى الدكتور بوشارد إلى إلى تحديد ماهية ومكان هذه الجينات المسؤولة.
ويقول مدربون رياضيون إن الحافز يلعب دورا كبيرا في خسارة الوزن والحصول على قوام ممشوق، "صحيح أن الاستقلاب او الـ metabolism يختلف من شخص إلى آخر لكن الدافع والمثابرة من أهم العوامل الإيجابية".
ويضيف أحد المدربين "لدينا مشتركون في النادي يأتون 4 مرات أسبوعيا ولكنهم لا يبذلون مجهودا كبيرا. للحصول على تغييرات جذرية لا بد من مضاعفة المجهود تحت مراقبة مدرب شخصي".
ونصح الأشخاص الذين يمارسون الرياضة الوقائية أيضا ببذل مجهود أكبر إن كانت أهدافهم صحية أو للوقاية من أمراض القلب.
ويبدو ان نصيحة جامعة أميركا للرياضة الوقائية ومؤسسة القلب الأميركي على وشك التعديل، إذ كان الفكر السائد سابقا أن نصف ساعة رياضة معتدلة يوميا كافية للحفاظ على جسد صحي، اما اليوم فالمفاهيم تغيرت ونصف ساعة رياضة لا تكفي، المطلوب هو نصف ساعة يوميا لمدة خمس أيام في الأسبوع، بالإضافة إلى جلستي حمل أوزان أو أي رياضة أخرى لشد العضل مريتن في الأسبوع.
والسؤوال هنا إلى قرائنا: ما هي أنواع الرياضة التي تمارسها وما هي وتيرتها وهل تحصل على النتيجة المطلوبة أم نلوم الوراثة والوالدين؟؟