لقد تزايد الاهتمام بالطفل وحقوقه في السنوات الأخيرة،وانعكس ذلك على وضع الطفل في الوطن العربي فهناك جهود متواصلة على كافة المستويات في الوطن العربي في العمل على وضع التشريعات والأنظمة التي تعمل على تقديم الرعاية الشاملة للطفل،إذ بدأ العمل لحماية الطفل من التعرض للأذى من خلال وحدات رعاية تتبع مراكز حماية الأسرة.وقد ساهمت فلسطين في وضع تشريعات وأنظمة لحماية الطفل مستمدة من تلك التي وضعتها الأمم المتحدة وبالتعاون مع اليونيسيف واليونسكو،وقد تم وضع إستراتيجية تنمية الطفولة في فلسطين بحيث تتضمن الأبعاد المختلفة لمجالات تنمية الطفل التشريعية والاجتماعية والتربوية والثقافية والصحية وغيرها ذات العلاقة.
وان هذه الإستراتيجية تتطلب توفير مراكز ومؤسسات تقدم خدمات متكاملة تعمل على تنمية جوانب النمو المختلفة لدى الطفل أو وقايته أو علاج الصعوبات أو المشاكل سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو تعليمية أو جسدية التي قد يواجهها الطفل في مجالات الحياة المختلفة.
وكل ذلك بهدف تحقيق الأمن والوقاية والرعاية السليمة للطفل، وكذلك تقديم العلاج في حالة تعرضه للأذى أو عدم وجود أسرة ترعاه.
وهنا يظهر الدور الأساسي للعاملين في الإرشاد لمساعدة الطفل والأسرة على تحقيق صحة نفسية أفضل، وكذلك تحقيق نمو جسدي ونفسي واجتماعي ومعرفي وروحي للطفل.ولعل من أهم أساليب رعاية الطفل وإرشاده تلك الأساليب المستخدمة من خلال اللعب.
يعتبر اللعب وسيلة أساسية في عملية إرشاد الطفل لأنه لا يستطيع أن يعبر عن نفسه شفويا بطريقة سليمة، ولأنه يتفاعل مع البيئة المحيطة به من خلال اللعب.
فاللعب يزود الطفل بطريقة أفضل للتفاعل مع البيئة أو التحكم بها.
كما انه مفيد في تحقيق النمو الكامل والمتوازن لدى الطفل، ويعمل على حمايته ووقايته من الوقوع في مشاكل انفعالية حادة، إضافة إلى إتاحة الفرصة له للتخلص من التوتر الانفعالي.
وترتبط الألعاب المستخدمة في عملية الإرشاد بأهداف العملية الإرشادية، لكن هناك صفات عامة لا بد من توفرها في غرفة الألعاب وفي الألعاب ذاتها تتمثل في الألوان المستخدمة في الألعاب وغرفة الألعاب وأثاث الغرفة وان تكون من الألوان الزاهية والهادئة والمبهجة.أن يكون أثاث غرفة الألعاب سهلة التنظيف ومناسبة للطفل، هذا ويجب أن تتضمن الألعاب المستخدمة مواقف الحياة اليومية، وان تجذب انتباه الطفل واهتمامه، أن تناسب عمر الطفل وقدراته العقلية.كما يجب توفير الألعاب التي تتناسب مع حاجات الطفل ورغباته،ومتطلبات المرحلة العمرية التي يمر بها،ويفضل أن تكون قريبة من بيئة الطفل الأسرية والاجتماعية.
إن اللعب كأسلوب علاج أو توجيه سلوك الطفل يكون من خلال أساليب الحياة اليومية التي يستخدمها الآباء والمربون والمدرسون والمسئولون عن التربية في المؤسسات الاجتماعية لضبط أو تغيير سلوك الطفل.
وتعتبر هذه الأساليب فعالة في تحقيق ذلك،إلا انه يجب الانتباه والحذر في استخدامها حتى لا يساء فهمها،أو يساء مفهوم تغيير السلوك.لذلك يجب العمل على إعداد البيئة المناسبة التي تساعد الطفل على المبادرة والقيام بالسلوك التلقائي السوي،وكذلك مساعدته على تحقيق ذاته بأسلوب سلس طبيعي دون الاعتماد كليا على البيئة.
فاللعب يعمل على زيادة خبرة الطفل أيضا، وزيادة إدراكه وقدرته الجسدية وكفاءته وتآزره الحركي.وبالتالي يجعل الطفل مستمتعا بالحياة ويصبح هذا النوع من اللعب جزءا من حياة الطفل وان أصبح راشدا.
وعلى الصعيد الفلسطيني نجد العديد من المراكز والمؤسسات التي تهتم بالطفل والطفولة وتعتمد على أساليب حديثة ومتطورة في الاهتمام بالطفل وإرشاده وتوعيته وتثقيفه من ضمنها تلك الأساليب المعتمدة على اللعب بطريقة هادفة ومفيدة لإسعاد الطفل وتعليمه وتأهيله ليكون فردا نافعا في المجتمع وقادر على التواصل مع البيئة والتحكم بها بطريقة سليمة وصحيحة خاصة وان كافة النظريات والمؤسسات العالمية الحديثة أصبحت تنظر للطفل على انه فرد ايجابي في المجتمع له دوره وقيمته وتفاعله الخاص في المجتمع المحيط به.
وهذا يتطلب من كافة الأفراد والجماعات في فلسطين التكاتف والتعاون وتوفير الخدمات ودعم المراكز المعنية بالطفل والطفولة من اجل المحافظة على الطفل وحمايته وعدم حرمانه من حقوقه بالعيش واللعب والترفيه وغيرها من حقوق الطفل.
