يسألون عن سرّ ابتسامتي... هي شرود!.. هي ذهول!... هي خيال!... هي أنثى مُغمضة العينين... فإن متُّ في دنياك، لا تعتذر، بل طوِّق بكفيك وجهي وقل: حبيبتي بين كفيكِ أبقيني..
آن رجوعي إليكَ... كيف لا أزهو!؟.. وأنتَ كضوء اليه يجذبني. ضمَّ أصابعي واجعلها أقلاماً، ففي ميلادك تمّ سرّ تكويني...
إن شئتَ إبق!.. وإن شئتَ غادر... كل مكان ما زال عطركَ فيه يُبكيني... لا تخش دمعتي ولا تخش انتحاري، فأنت الروح التي تُحييني..
حبيبي...
لن أجتاح موطناً في صدرك هو الحبيبة.. هو خلود قدس عنها تُقصيني. مُدَّ ذراعك كموج يغرِّد ويناديني: ضُحايَ أنتِ يقظتي وحُلُمي... أنتِ كونٌ يغفو استفاق اغتباطاً، وأنجمٌ رمت شُهبها كتبتْ اسمكِ على جبيني... إن تمّ لقاؤنا وعدنا كسرب النوارس نبعث الحياة في صمت يُشجيني!.. أحضنيني... كي أستعيد طفولتي، لأكون جديراً بامرأة أستطيب قلبها تفكُّ قيدي!... تزور أحلامي!.. تُرسل ضوءًا من عينيها فتستريح أجفاني... أصغي لهمس من شفتيها!.. يرويني...
يا وميضَ صبح... ما أعظم الله!.. حين خلق الخلق، فكُنّا المبتدا والمنتهى... أشهد أنكِ نثرتِ حُبّكِ، فأورق في صدري زنابق حبّ إليكِ تهديني...
حبيبي...
كلّما فتحتُ أوراقي أراك حبيباً يطير طوعاً بين جناحيه يُخفيني.. أشرِق في مهد الأقمار شمساً تُصاهل الكواكب، فيزداد قلبكَ نبضاً في شراييني... كشموع نحن يضيؤون بنا عتمة نأتْ عن أضواء جعلتنا حبيبين.. ويسألونني عنك!... ماذا أقول؟!.. هو من أحيا فيه ويحيا فيَّ؟... أم هو حرف أزهر عزاً؟.. أم زخّة مطر اختمرت على شفاهي؟... أم مجنونة تهذي؟... بالأمس عجوزٌ.. واليوم حبيبة عاشق أحبَّ وطناً على خارطة كون منفي هو من طينك وطيني...
لا تقل وردة الحبّ أين أنتِ انتظريني؟....
ألبستُ الزمان ثوباً أتزيّن به، فأين أمواج الحياة تغمرني؟.. أين دفء حبيب هو في قلبي وبين أحضاني كعصفور يرتجف عبثاً في عتمة ليل صرخ في أرجائي...
إقرأ... كل حروف رسائلي وتذوّق خفقة روح نافياً كل معنى لم يفك قيودي... هذا ثغري هنا رسمتُه حرفاً من رماد، مزجته مع دمعي، كي تحمله لكَ أوراقي، فلا تزرع الألم في صدري، في عمق أعماق ذاتي...
حبيبي...
كُن زاهداً في معبد الحرية لنحطّم شرائع عبودية خرساء، وانقش حبّكَ في ذاكرة سنيني..
كُن واثقاً أنك أنتَ الحبيب دائماً... وأنتَ هو من أهديه ألف رسالة أكتبها في صمتٍ وشموخ جرح أناملي...
ضحى عبدالرؤوف المل