من محمد الكحط
مع الإستاذ الدكتور رياض البلداوي كان لجمعية المرأة العراقية متعاونة مع نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، وضمن البرنامج السنوي لنشاطاتها، في مساء يوم الجمعة المصادف 26 تشرين الثاني 2010، كان اللقاء في قاعة النادي في آلفيك، والذي تم في أوله تقديم الشكر والثناء والإشادة بالدورالفاعل الذي يؤديه إختصاصي وإستشاري الصحة النفسية للجالية العراقية من قبل السيد حكمت حسين سكرتير نادي 14 تموز الديموقراطي وجمعية المرأة وقبل بدء المحاضرة القيمة التي كان مقرراً تقديمها تم الترحيب بالحضور أيضاً، وقد اعتدنا سنوياً اللقاء مع الدكتور البلداوي والإستفادة من محاضراته التي تتناول مواضيع الإندماج ومشاكل الهجرة وما يلاحقها من تبعات الإختلافات الإجتماعية والمعرفية التي ترافق تعاقب الأجيال وتوالدها في بلدان المهجر واللجوء، وكانت المحاضرة التي ألقاها تتكون من محورين تم تناول المحور الأول الذي أخذ عنوان العنف المنزلي وتأثيره على العلاقات العائلية، وقد شاركته مشكورة الباحثة الإجتماعية حياة ججو التي تعمل في مشاريع وبرامج تناهض العنصرية وجرائم الشرف وتسعى إلى تفعيل دور المرأة اللاجئة والمهاجرة ومساواتها في المجتمع السويدي.
لقد بدأ الدكتور البلداوي محاضرته بتعريف العنف المنزلي وتقسيمه إلى نوعين المباشر واللامباشر معتمداً بشرحه على وسائل إيضاح مرئية لتسهيل إيصال الفكرة إلى الحاضرين، وبين الفرق بين كليهما حيث العنف المباشر المسلط على الضحية مباشرة متمثلاً بالعنف الإقتصادي (الحرمان) والجسدي الذي يترك آثاراً واضحة والجسدي الذي لا يترك أثراً والجنسي والنفسي، أما العنف اللامباشر فتكون فيه الضحية ليست هي المستهدفة والمثال على ذلك ممارسة العنف ضد الأطفال من أجل تعذيب الأم، هذا النوع من العنف الذي يحمل تبعاته النفسية الأطفال ومن دون ذنب وقد تتبدل الصورة فتعذب الأم الأطفال نكاية بالأب، وأشار الدكتور البلداوي إلى أن العنف ليس من الضرورة بمكان أن يكون موجهاً من الرجل إلى المرأة بل هناك العنف الموجه إلى الرجل من قبل المرأة، وكان لعنف من نوع جديد حضوره في كلام المحاضر وهو عنف الأطفال ضد الآباء والذي بدأ يتطور بشكل ملحوظ وبدأت البحوث بتناوله. وإن العنف بأشكاله وأنواعه يشكل سلسلة حلقات مترابطة تؤثر كل منها على الأخرى، ونبّه الدكتور المحاضر من إمكانية تحول العنف المباشر إلى غير مباشر والعكس صحيح، وأعطى أمثلة وقرائن عديدة على ذلك من ضمنها الإقلال من الشأن، والضغط الجنسي والإقتصادي وصولاً إلى الإجبار الجنسي والذي تم تبوبيه عنفاً في القانون السويدي.
وقد تم تناول العنف الجنسي الأسري كموضوع محوري في المحاضرة ومن خلاله تم عرض جزء من فلم يحمل عنوان (صرخة صامتة) من إخراج علي طالب وقد كانت مادة الفلم وثائقية حقيقية بصوت واضح وصورة ضبابية من أجل الحصانة، لفتاة مهاجرة طلبت هي بنفسها أن تنقل حالتها للعلن وكانت تتعرض للإغتصاب الجنسي و لسنوات منذ أن كانت طفلة من قبل اخوتها الأكبر سناً منها، وهي في البلد الأم وبعد إنتقال العائلة إلى السويد استمرت هذه الحالة معها يضاف لذلك ما تتعرض له من ضرب مبرح متواصل أرقدها المستشفى في بعض الأحيان، وقد حاولت مرات ومرات عبر ما جاء به حديثها من إخبار الأم بما يدور ولكن الأم كانت تقمعها وتكذبها وتتكتم على هذا الفعل الشنيع ،وبدأت تكبر أوجاعها مع كبر سنين عمرها حتى قررت الهرب طالبة المساعدة من الجهات السويدية لحمايتها من هذه الإنتهاكات السافرة، والتي أحالتها بدورها إلى حجرات الطب النفسي حيث جلسات العلاج من أجل أن تستعيد الفتاة صحتها النفسية وتوازنها، وقد تفاعل الحاضرون مع مشاهد الفلم وكان للدكتور رياض البلداوي وللسيدة حياة ججو حضورهما في الفلم أيضاً.
لقد تخللت الأمسية وقفة إستراحة لدقائق مع الشاي والقهوة والمعجنات والجزء الثاني شمل مداخلات وحوارات مفتوحة ما بين الحضور والدكتور البلداوي وكذلك السيدة حياة ججو وقد إنتهى زمن المحاضرة بتقديم باقات زهر ملونة عرفاناً وامتناناً، ولا يسع لجمعية المرأة ونادي 14 تموز إلا أن يقدموا: جزيل الشكر للأخ الكبير الدكتور رياض البلداوي، وموصول الشكر للأخت حياة ججو التي ساهمت في إثراء المحاضرة، وكلنا إنتظار لزمن الجزء الثاني من المحاضرة والذي سيكون يوم 17 كانون الأول 2010 وبذات السياق ولكن مع عنوان آخر، ونتمنى أن يتم تفعيل خوض غمار هكذا مواضيع شائكة وحساسة من أجل بناء إنسان سوي خالي من الإضطرابات والمشاكل النفسية.
تحيات المكتب الإعلامي /
جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم .