"البهرة​" شعائر وطقوس في الخفاء

2018-02-21
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/33ddf2bb-215b-43f3-9356-d3da6e3a9cde.jpeg
كانت تَعْتَبر مصر مركزاً روحياً لها، حيث كان أجدادهم يعيشون في مصر في عهد الدولة الفاطمية، سنة 487 هـ، وسلطانهم كان "مفضل سيف الدين" وآثارهم قائمة في قاهرة المعز، تشير اليها وثائق ودلائل شاخصة، اما محطتهم الاولى فكانت أرض اليمن، لكن سرعان ما انتشرت البهرة في الهند عن طريق العمل بالتجارة، ونجحت في ان تجذب اليها عدد كبير من الهندوس، وفي هذه المرحلة اصبحت الهند هي المركز الرئيسي لها .
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/0ebe223d-70d3-4d01-89d6-3bb9803a5dd1.jpeg

 في الهند، يقع قصر سلطانهم الداعي المطلق الـ53، مفضل سيف الدين، ويصل عددهم اليوم إلى مليونين، وأهم الدول التي يعيشون فيها بعد الهند واليمن هي: باكستان، كينيا، تنزانيا، ودول الخليج، خاصةً الكويت والإمارات ومنطقة نجران بالمملكة العربية السعودية، وفي عام 1976 وجدت الطائفة طريقها إلى مصر مرةً أخرى، وعملت على ترميم العديد من المساجد، منها الحاكم بأمر الله، والأقمر، ومقصورة السيدة رقية، والسيدة زينب، ونجحت هذه الخطة في ترسيخ وجودهم في مصر، إلا أن وصول جماعة الإخوان إلى الحكم زعزع تواجدهم، مما أدى إلى هجرة عدد كبير منهم، ولكنّهم عادوا مرة أخرى بعد 30 يونيو 2013 عقب لقاء شهير بين الداعي مفضل سيف الدين والرئيس السيسي . والآن هم يتوافدون إلى مصر باستمرار، ومنهم من يعيش بشكل دائم في القاهرة، ويقدّر عددهم بنحو 2000 شخص" .
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/21c6cef6-7f09-4f5c-baff-fe677213e2c6.jpeg

 انها طاائفة البهرة، والبهرة، كلمة هندية معناها التجارة، أو التاجر، باللغة الغوجارتية الهندية، وهي إحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية التي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي سنة 487 هـ .
 
والبهرة طائفة غير دعوية، لا تسعى إلى نشر مذهبها، اتباعها بعيدون كل البعد عن العمل السياسي، وينصب كل اهتمامهم على التجارة التي حققوا فيها نجاحات كبيرة .

 يتشبث اتباع البهرة بكل ما يعود إلى العهد الفاطمي، ويحاولون إحياءه في طقوسهم، واحتفالاتهم. يتزعمهم السلطان الذي يتولى حكم الطائفة، ويُطلق عليه الداعي، ويعتبر ممثلاً دنيوياً، ودينياً للإمام . ويُعرف عنهم تعظيمهم سلطانهم، والتزامهم الكبير بمذهبهم وتقاليده .
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/09e8a7ab-d2a2-4196-a8ed-f5a10f22cade.jpeg

 
في حلقاتهم الدينية يرتدي الرجال زياً موحداً في الشكل واللون الابيض، وللنساء زياً موحّداً أيضاً، لكنه بألوان متنوعة زاهية، يجلسون في حلقة نقاشية، خلف ستائر تعزلهم عن غيرهم من المصلّين، كما تعزل رجالهم عن نسائهم، يتوسطهم رئيسهم الذي يشرح لهم تاريخ الفاطميين الذين ولدت البهرة من رحمهم . ثم يؤدون صلات المغرب .
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/50f5c9c6-46b9-4d8b-8c5d-854358451309.jpeg  

 تعاليمهم وشعائرهم تغلّف بسرية تامة، وذلك بسبب ما تعرضوا له من إبادة وتهجير على يد صلاح الدين الأيوبي . فقد كان مجيء صلاح الدين إلى مصر أكبر محنة تاريخية مرّت على طائفة البهرة، فبعد أن أصبح حاكماً لمصر، قام بإبادتهم بالقتل، والحبس، ومطاردتهم خارج مصر، وكذلك طردهم من اليمن عبر البحر الأحمر، بذا هربوا إلى جزيرة مدغشقر والشاطيء الشرقي لأفريقيا . ولم تكن رحلاتهم وتنقلاتهم آمنة، بل كانت محفوفة بالمخاطر، وظلوا هكذا قرابة 200 سنة. ولذلك دربوا أنفسهم على التكتم والسرية، فهم لا يأمنون على أسرارهم الدينية، فلا يبوحون بأسرار مذهبهم لأحد من خارج الطائفة، لذا نُسجت حولهم الشائعات والقصص، مما اضطرهم للعيش في مصر حياة انعزالية . لا يختلطون بباقي المصريين، ويسكنون في أماكن محدده، أشهرها القاهرة الفاطمية، المهندسين وتحديداً شارع سوريا حيث يوجد مبنى خاص بهم يضمّ إدارة شؤون الطائفة . ويعيش عدد كبير منهم في فندق "الفيض الحاكمي" بمنطقة الدراسة المجاورة للأزهر الشريف . 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/ee5af412-04de-4bb1-9d11-9d383b01dad2.jpeg

للاحتفالات أهمية كبيرة في حياة البهرة، وهي بالطبع امتداد للاحتفالات التي كانت تُقام في العهد الفاطمي. ومن أهم احتفالاتهم، بالإضافة إلى عيدي الفطر والأضحى، عيد مولد الأئمة الفاطميين وعيد سلطانهم الذي يحتفلون به في شهر مارس من كل عام في مسجد الحاكم بأمر الله، بعد صلاة الفجر .

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d2a24440-79bf-4ede-8218-051e28d250e3.jpeg

 
كما يحتفل البهرة بعيد الغدير في 18 ذو الحجة . وبحسب معتقدهم، هو اليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة عيّن فيها علي بن أبي طالب مولى للمسلمين من بعده، وذلك أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يسمى بـ "غدير خم" .

وتُعدّ زيارة قبور الأجداد ومشاهدة آثارهم من أهم الطقوس لدى البهرة، فهم يأتون إلى مصر لزيارة مساجد الحاكم بأمر الله، الجيوشي، الأقمر، وغيرهما من الآثار الفاطمية الشهيرة .
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2be67835-1610-448f-adbf-a0c93edb3723.jpeg

 وفي كل عام، يتوافد عشرات الآلاف من البهرة إلى منطقة حراز التي تبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء نحو 90 كيلومتراً لزيارة ضريح حاتم الحضرات، حاملين سلطانهم فوق حمالة خشبية، ومرددين الأدعية الخاصة بهم . كما يتوافد الآلاف منهم لزيارة ضريح أروى بنت أحمد الصليحي . أنهم يحتفلون بعيد سلطانهم بعد صلاة الفجر، تجنباً لأيّة مضايقات قد يتعرضون لها .

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/21eab688-c336-4d0d-9d4d-3e866186adb6.jpeg


















عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved