الإبريق الملكي/قصص أطفال

2008-04-10
الإب//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/43094a9f-649f-4588-8cbb-139b3a12e2bc.jpeg ريق الملكي
تأليف: أميمة عز الدين
حجم الكتاب الالكتروني: 824.27 KB

ملخص

لم تشأ يونج أن تدخل الحزن إلى قلب أخيها الصغير سو. لقد تعودت أذناه سماع الحكايات الممتعة والمسلية منها وذلك قبل أن يأوي إلى فراشه، فرغم شعورها بالتعب الشديد ومحاولة اعتذارها برقة وتعللها بالإجهاد إلا أن سو المدلل تذرع بالبكاء وشرع في خبط الأرض بقدميه.. لذلك رضخت يونج وهى تبتسم ابتسامة رائقة لما لمحت علامات السرور على سو وبدأت في الحكي قائلة بصوت منخفض حنون:

-يحكى أن أحد ملوك الصين في العصر القديم كان يحكم البلاد بالقوة والشدة والبطش وكانت الرعية لا تحبه وتتمنى موته في كل لحظة.. لكن لم يجرؤ أحد على الوقوف أمامه والاعتراض على قراراته الظالمة المجحفة دائمًا.

وكان هذا الملك من عاداته أن ينظم سباقًا في العدو والركض يشترك فيه بنفسه مع عامة الشعب وكان يقول دائما وعلى ملأ من الناس في فخر:

إنني ملك متواضع !

وفى كل مرة كان الملك يفوز بالمركز الأول وكان هذا يسعده كثيرًا حتى إنه كان يقيم الولائم الكبيرة الفاخرة ويجعل الرعية تأكل من الطعام الملكي في هذا اليوم ويصر على عدم تقديم الأرز على المائدة ويقول في تفضل واستعلاء:

لا داعي لتقديم الأرز اليوم فالرعية قد شبعت منه طيلة العام.

ويشعر بالسعادة وهو يرى الفقراء من شعبه يلتهمون ما تقع عليه أيديهم ثم حدث أن تسرب الملل إليه؛ لأنه دائمًا يفوز بالمركز الأول ويشعر بأن المتسابقين يساعدونه على ذلك بقصد وإصرار.. لذلك لم يعد يشعر بالسعادة فالنجاح يأتي إليه سهلا دون تعب وعلى طبق من ذهب، حتى كلمات التهنئة التي تعود سماعها من وزيره الخاص والحاشية الملتفة حوله لم تعد تطربه.. أعلن في غضب سافر وفى سخرية لاذعة:

أليس في البلاد متسابق شجاع يسبقني؟!

ما من إجابة تصله، بزجر وزيره الخاص الذي يشرف على تلك المسابقة السنوية، يعتذر الوزير في وجل واضطراب:

_ لا أحد يجرؤ يا مولاي على هزيمتك.. لأنك تستحق الفوز عن جدارة .

ثار الملك قائلا:

- يا لك من وزير مخادع!!

أطرق الملك هنيهة ثم صاح قائلا:

سوف أعلن عن جائزة ثمينة لمن يستطيع هزيمتي!

لم يصدق الوزير وتمتم في خوف:

أحقا يا مولاي؟!

قال الملك:

نعم!! سوف أهدي الفائز الأول أبريق الشاي ذا الغطاء الذهبي!

فغر الوزير فاه وقال في تعجب الإبريق الملكي؟!

قال الملك في إصرار وتأكيد: أجل.

وهنا تقدم الوزير في شجاعة لأول مرة وقال:

اسمح لي أن أسابقك هذه المرة يا مولاي؟

ضحك الملك ساخرًا وقال:

سوف أفصلك من البلاط الملكي لو هزمتك أيها الوزير وأودعك السجن مدى الحياة.

وفى اليوم المحدد للسباق استعد الوزير وهو يمني نفسه بالإبريق الملكي، سوف يكون كنزه الخاص الذي سيتوارثه الأبناء من عائلته ويفخرون بأن والدهم استطاع هزيمة الملك.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved