الجيوسي رائدة اذكاء التواصل الحضاري بين الأمم\ سين

2008-12-24

سلمى//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7a956a83-7362-4fc6-a182-7b8cca093949.jpeg الخضراء الجيوسي اديبة وشاعرة وناقدة ومترجمة اكاديمية فلسطينية ، ولدت عام 1928 ترعرعت في مدينة عكا وفي القدس، وبعد نكبة 48 عاشت في الأردن.

 ولدت سلمى الخضراء الجيوسي لأب فلسطيني وأم لبنانية، وقد نشأت في بيت معروف بوطنيته وثقافة أبناء العائلة.

 ان بعض العائلات العربية المقيمة تحديدا في منطقة جغرافيا بلاد الشام تبدو في تشتتها الجميل داخل هذه الجغرافيا التي ظلت جغرافيا مقدسة عبر التاريخ، وكأنها تود من خلال عبورها التاريخي لهذه الجغرافيا إن تتطابق فعليا مع هذه الجغرافيا وتقسيماتها الجميلة، تلك التقسيمات التي لاتخضع في جماليتها إلى حدية الجغرافيا السياسية التي ولدتها اتفاقية سايكس بيكو، بل تخضع إلى ذلك التنوع الجميل في الطبوغرافليا وتنوع اللهجات.

هذا هو المولد الرئيس لعائلة الشاعرة سلمى الخضراء الجيوسي، التي ولدت في الضفة الشرقية لنهر الأردن، في مدينة ‘'السلط''الأردنية، وأمضت طفولتها وشبابها في كلية شميث الألمانية بالقدس، ثم درست الأدبين العربي والانجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت. وتزوجت من دبلوماسي أردني.

أن هذا التوزيع الجغرافي الذي شكل خامة الوعي الأولي لشخصية سلمى الخضراء الجيوسي قد منحها عمق المواطنة الحضارية لقاطني بلاد الشام. فأن يكون مسقط رأس الجيوسي هو جبال السلط فهذا يعني بأن هذه الجبال قد منحت روحها في وقت مبكر، طعم تنشق الهواء الطلق والنقي، وأنها كانت في طفولتها المبكرة قادرة على أن ترى جبال فلسطين بالعين المجردة من كل شيء إلا من البراءة، هذه الجبال التي تظل وتقابل جبال السلط برفاقية لا يعرفها إلا من اعتلى قمم الجبال وأطل على الجهات الأربع المحيطة بها.

وكان على الطفلة الجيوسي أن ترحل في وقت مبكر من طفولتها إلى عكا لتقضي بعض سنوات طفولتها فيها، وأن تمتلك في عكا قدرة التحديق في المدى البحري من فوق تلك القلعة التي ظلت عصية على الغزاة، ومن شموخ عكا هبطت الجيوسي بطفولتها النضرة الفتية نحو القدس كي تكبر الفتاة وتدرس الثانوية في كلية - شميت- الألمانية في القدس.

ولأن جغرافيا بلاد الشام تظل تطل على سلمى الخضراء الجيوسي بمغنطتها وجاذبيتها الخاصة، فقد استجابت للنداء الغامض الذي تظل تطلقه بيروت لعشاق المعرفة، وعشاق التفتحات الثقافية الجميلة والمدهشة. ولهذا كان على الجيوسي في وقت مبكر أن تعود إلى عمان، وتعبر إلى دمشق، ومن ثم إلى بيروت كي تدرس في الجامعة الأمريكية الأدبين العربي والانجليزي. وأن تحصل لاحقا على درجة الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة لندن.

وقد كان التعميد الحقيقي للروح الإبداعية الوثابة عند الجيوسي في بيروت ستينيات القرن الفائت. بيروت التنظيمات السياسية الواعدة بحلم تحقيق الدولة العربية الناهضة بالفكر والثقافة والتنظير السياسي المعافى، وبيروت الحاضنة للمنفيين السياسيين العرب، وبيروت الصحافة النجيبة والمتطورة، وأخيرا بيروت الشعر. شعر يوسف الخال وأدونيس والسياب والماغوط ومجلة شعر. وقد كان للشاعرة سلمى الخضراء الجيوسي حضورها المبكر وسط هذا التخلق الشعري الجديد في الساحة الثقافية العربية. وفي هذه المرحلة أصدرت الجيوسي مجموعتها الشعرية الأولى ‘' العودة من النبع الحالم'' العام .1960

لكن القفزة الحضارية الأهم في حياة سلمى الخضراء الجيوسي هي وعيها المبكر بدور الترجمة في إذكاء التواصل الحضاري بين الأمم. وربما من هنا تجيء جرأتها في ترجمة عدد من الكتب عن الانجليزية في مطلع ستينيات القرن الفائت، حين ترجمت كتاب لويز بوغان ‘'انجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن'' 1960 وكتاب رالف بارتون باري ‘'إنسانية الإنسان'' 1961 وكتاب آرشيبالد ماكليش ‘'الشعر والتجربة'',1962 والجزءين الأولين من رباعية الإسكندرية للورانس داريل ‘'جوستين'' و''بالتازار''.

وفي رحيلها الجغرافي الدائم في عواصم ومدن العالم أدركت الفجيعة التي تمس الأدب العربي في أهم صفاته التواصلية مع العالم وذلك حين لاحظت بأن الأدب العربي ليس مقروءا على مستوى العالم.

ومن هنا جاءت خطوتها الحضارية في ترك التعليم الجامعي، لتؤسس بروكا ‘'مشروع ترجمة الآداب العربية''، وقد حررت الجيوسي ضمن هذا المشروع أكثر من ثلاثين عملا من أعمال ‘'بروتا''، ومن بين هذه الأعمال خمس موسوعات ضخمة للأدب العربي في الشعر القصة والرواية والمسرح.

· تعلمت في القدس وبعد أن أكملت دراستها الثانوية في مدرسة شميت الألمانية بالقدس، أرسلها أبوها إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تخرجت متخصصة باللغات.

· برزت موهبتها الشعرية مبكرة وهي صغيرة، إلا أن أباها نصحها بأن لا تكتب الشعر إلا بعد أن تتعلم العربية جيداً، وتمتلك نواصي الشعر.

· بدأت النشر في مجلة الآداب البيروتية قبل عام 1960، حيث صدر ديوانها الأول "العودة إلى النبع الحالم".

· قامت بالتدريس بعد تخرجها من لندن عام 1970 متخصصة بالأدب العربي في العديد من الجامعات العربية والأجنبية "الخرطوم، الجزائر، قسنطينة، يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم في جامعة مشيغان، واشنطن، تكساس".

· من خلال إقامتها في أمريكا والتدريس في جامعاتها اكتشفت ضعف تاثير الثقافة العربية على المجتمعات الغربية، ففكرت في تأسيس مشروع كبير يقدم الثقافة العربية إلى الغرب فأنشأت عام 1980 مشروع بروتا للترجمة، ونقل الثقافة العربية إلى أمريكا ودول الغرب.

· عملت في الترجمة وأنجزت العديد من ترجمات القصص القصيرة العربية والشعر العربي.

· بدعم من جامعة كولومبيا في نيويورك قامت بمشروع موسوعة الشعر العربي ونشره كما قامت بعدة مشاريع حيوية منها موسوعة الأدب الفلسطيني، مجموعة المسرح العربي الحديث، كما قامت بإعداد كتاب جامع عن الحضارة العربية في الأندلس.

· حصلت على عدة زمالات دراسية لإنجاز مشاريع محددة مثل "زمالة من جامعة مشيغان، وكذلك زمالة الفولبرايت في سوريا والأردن وفلسطين.

· أنجزت العديد من المشاريع الهامة في الحياة الثقافية العربية مثل دارسة شاملة في الشعر الأندلسي، وتحرير كتاب جامع عن حقوق الإنسان في النصوص العربية، وتجميع وتوثيق وترجمة المسرحيات العربية القصيرة إلى جانب نشاطها في مشاريع أخرى عن القدس، والعرب في إسبانيا، وعالم القرون الوسطى في أعين المسلمين.

 مؤلفاتها
نشرت شعرها وكتاباتها النقدية (بالعربية والإنجليزية) في عدد من المجلات والدوريات وصدرت مجموعتها الشعرية الأولى "العودة من النبع الحالم" عام 1960. وترجمت في مطلع الستينات عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها كتاب لويز بوغان "إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن" (1960) وكتاب رالف بارتون باري "إنسانية الإنسان" (1961)، وكتاب آرشيبالد ماكليش "الشعر والتجربة" (1962)، والجزأين الأولين من رباعيّة الإسكندرية للورنس داريل "جوستين" و"بالتازار".
نشرت دار بريل (ليدن) كتابها "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث" في جزأين عام 1977، ولقد تُرجم الكتاب حديثاً إلى العربية.
حررت سلمى الخضراء أكثر من ثلاثين عملاً من أعمال بروتا، ومن بين هذه الأعمال خمس موسوعات ضخمة للأدب العربي وهي:

1-"الشعر العربي الحديث" ( 93 شاعراً ) (منشورات دار جامعة كولومبيا، نيويورك 1987)،

2- أدب الجزيرة العربية" ( 95 شاعراً وقاصاً ) (الذي نشرته كيغان بول عام 1988 ثم جامعة تكساس 1990و 1994)

3- الأدب الفلسطيني الحديث" ( 103 شاعراً وكاتباً ) (منشورات جامعة كولومبيا، نيويورك 1992، 1993،1994)،

4- المسرح العربي الحديث" ( 12 مسرحية كبيرة ) (بالاشتراك مع روجر آلن، دار جامعة إنديانا 1995).

5- القصة العربية الحديثة"( 104 قاصاً ) .

وإلى جانب الموسوعات الأدبية فقد حررت كتاب "تراث إسبانيا المسلمة" وهو مجموعة كبيرة من ثمان وأربعين دراسة متخصصة عن جميع مناحي الحضارة الإسلامية في الأندلس، كتب لها فيه إثنان وأربعون أستاذاً متخصصاً في أمريكا وأوروبا والعالم العربي، وقد صدر عن دار بريل في هولندة عام 1992 في الذكرى المئوية الخامسة لنهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، ثم أعيد طبعه عدة طبعات آخرها طبعة ورقية (1994).

بعد ذلك أشرفت على تحرير السيرة الشعبية الشهيرة "سيف بن ذي يزن" التي ترجمتها وأعدّتها لينة الجيوسي وتصدر عن دار جامعة إنديانا (1996). ونتيجة لهذه الدراسة خطّطت لإعداد كتاب شامل عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام وعقدت لهذا الكتاب ورشتي عمل في معهد الدراسات العليا في برلين في صيف 1995.

تعمل سلمى الخضراء الجيوسي منذ عام 1989 على أنطولوجيا جديدة للشعر العربي سيصدر بالإنجليزية بعنوان "شعراء نهاية القرن"، كما تعد مجموعتين من المقالات النقدية بالعربية والإنجليزية للنشر.

وقد بدأت منذ عام 1993 مشروعاً شاملاً لدراسة الأدب والثقافة في دول المغرب العربي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وأقامت للكتاب مؤتمراً كبيراً في طنجة عام 1995. وقد دعيت إلى معهد الدراسات العالية في برلين فأمضت عام 1994 - 1995 فيه حيث أجرت دراسة عن تاريخ تقنيات الشعر العربي من عهد ما قبل الإسلام حتى الوقت الحاضر.

وصدر لها موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر - الجزء الأول: الشعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997.

لها عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية المنشورة في عدد من الصحف العربية والأجنبية ، وحضرت عددا من المؤتمرات والندوات وشاركت فيها ببحوث متميزة .وعضو الهيئة الاستشارية لشبكة مرايا.

الجوائز التي حصلت عليها:

1- نالت وسام القدس (1990)

2- الجائزة التكريمية التي يقدّمها اتحاد المرأة الفلسطينية في أمريكا (1991).

3-جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي
الدورة العاشرة 2006 - 2007

قرار مجلس الامناء جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي:

قرر مجلس أمناء المؤسسة في جلسته المنعقدة تاريخ 30/12/2007 منح سلمى الخضراء الجيوسي جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة كاملة تقديراً واعترافاً بدورها الريادي في خدمة العلم والثقافة ونشرها في الوطن العربي والعالم. فعلاوة على دورها الشعري والنقدي في الوطن العربي، فإن ريادتها غير مسبوقة في التصدي منفردة للتعريف بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية في الغرب، وإعادة الاعتبار لهذه الثقافة سواء من خلال نقل وترجمة الأعمال العربية الفكرية والأدبية إلى اللغة الإنجليزية أو من خلال مشروعاتها البحثية والدراسية كمشروع "بروتا" و "رابطة الشرق والغرب" وإسهاماتها في نشر الموسوعات والبحوث المتعلقة بالحضارتين العربية والإسلامية وبالأدب العربي المعاصر.

· صدر لها حتى الآن أكثر من 22 كتاباً هاماً تعتبر معظمها مصادر رئيسية في الثقافة العربية، وقد حققت بهذه الكتب جسراً ما بين ثقافتي العرب والغرب ومنها :

1) الكتاب المطول بالإنجليزية عن الشعر العربي الحديث في مجلدين.

2) دراسة مطولة عن الشعر الأموي في المجلد الأول من (موسوعة كمبريدج للأدب العربي).

3) مجموعة "أدب الجزيرة العربية" التي ترجمت فيها لأكثر من ستين شاعراً من الجزيرة وأربعين قاصاً.

4) موسوعة أدب الجزيرة العربية، عن دار جامعة تيكساس.

5) كتاب "تراث إسبانيا المسلمة".

6) "الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي" للكاتب محمد عابد الجابري.

· وترجمت إلى الإنكليزية عدداً من الروايات ومنها :

1) "الصبار" لسحر خليفة.

2) "الحرب في بر مصر" ليوسف القعيد.

3) "براري الحمى" لإبراهيم نصر الله.

4) "بقايا صور" لحنا مينا

5) "الرهينة" للكاتب زيد مطيع دماج.

6) "امرأة الفصول الخمسة" للكاتبة ليلى الأطرش.

7) "نزيف الحجر" للكاتب إبراهيم الكوني.

8) "شرفة علي الفكهاني" لليانة بدر.

· وفي مجال الشعر ترجمت إلى الإنكليزية عدداً من دواوين الشعر إلى كل من "أبي القاسم الشابي، فدوى طوقان، محمد الماغوط، نزار قباني، وغيرهم.

· كما ترجمت العديد من السير الروائية والذاتية لأعلام الأدب العربي.

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved