لقاء غرفة صديقات أجمل العمر يوم السبت 11 دجنبر بين منتريال والمغرب، تحت إشراف الروائية لطيفة حليم .
توالت الأيام غريبة مريبة تشاكسنا، بكائن غريب حدَّ من تحركنا إنه كوفيد ومتحوراته، وكما قلت يوما :
كوفيد هل عشقك غير راحل، وتاجك يحمل شوكاً وغابت جواهره يسري سُمُّك بالهامات والأبدان، وما جف لعاب أنيابك ونواجدك .
إذا كانت التنمية والإبداع اقترنا بالتنمية الاجتماعية، فالصراع مع كوفيد ليس فقط في مجال الاقتصاد، ولكن ساءَ هذا الواقع إلى ميدان الثقافة أيضاً . وكان لا بد من كسر الحواجز وعودة الأقلام للواجهة وعودة اللقاءآت الأدبية لقطع المسافات عبر أجواء الأثير
الصالون الأدبي للأديبة لطيفة حليم وهوغرفة صديقات أجمل العمر،عرف نشاطات ثقافية متنوعة عبر سنوات، بمدينة الرباط، وعبر فضاء التواصل التكنولوجي، سواء عندما تكون بكندا، أو عند العودة للمغرب .
يوم السبت 11 دجنبر تابعت الغرفة نشاطها من منتريال، بعد أن تعذر السفر للمغرب بسبب الجائحة . يحضرني قول الأستاذة القديرة نجية أبو الفرج في زجليتها باللهجة المغربية :
مرغمون لا أبطال نكسروالشوق بالنّقّال اللي في يدينا، وهكذا تم اللقاء الفعلي بمنزل الأديبة لطيفة حليم بمنتريال، على شرف الأديبة سوزان سامي جميل التي تحملت عناء السفر من هاملتون هي وابنتها طالبة الماجستير، ضمّ اللقاء خيرة النساء المقيمات بكندا : الأديبة الإعلامية عاليا كريم، والأستاذة بشرى الغساسي والأستاذة دفرحسن، ثم تواصلتُ معهن من المغرب لأستمتع بجمال الإبداع والنقاش . استمعنا لبعض القصائد للشاعرة سوزان ومنها قصيدة تحمل وجع الغربة وأنين البعاد عن الوطن، وقد أشجتنا بعواطفها عبر التذكر المترع بالشجن :
هذا الغرب في بلد السفوح
يأخذك البرد حيث يشاء
أنت على موعد مع الذكريات
وربما الشجن
تقسو على نفسك
وعلى حزنك المتأصل فيك
تحاول انتشال قصاصات
من الفرح الصغير
وتعبر بها صوب الأمل
تترك كل شيء
وتخطو نحو السرير
هاتفك بيدك وكأنه العالم
تقلب الصفحات بوتيرة واحدة
تبحث عن شيء لا تعرفه
أو تعرفه وتتناساه
وتستمر حتى يتسلل إليك ذلك الوجه البعيد
فترمي بهاتفك للمكان
وتختلي بزمنك
وتغط في النوم
نومٌ عميق
لا بل هو أخف من جناح فراشة..!
وبعد قراءة الشاعرة سوزان، جميل، قرأت لنا الإعلامية المتميزة عاليا كريم قصة قصيرة بعنوان :
حلم
كان يسكن في البيت المرقم 34/ ب الواقع في حي الكرادة البغدادي .. لم يخطر يوماً له ان هذا البيت الذي لم يفارقه يوماً، ستصبح رؤياه حلماً يسكنه سنين طوال .. ذلك الحلم المستحيل كان يراوده في يقضته ومنامه .. كان في حلمه يدخل البيت متعطشاً لتلك النخلة التي كانت تفترش ارض حديقتهم .. لم تكن كباقي النخلات ... كانت قصيرة للحد الذي يمكنهم من أكل تمرها العسلي المكتنز وهم متحلقون حولها يتجاذبون اطراف الحديث، والشحن المتقد بين الاخوة والاخوات ...عندما تحقق حلمُه، آمن ان عصر المعجزات لن ينتهي ... أخيراً تمكن من الذهاب إلى بيته ... بل وجد نخلة أحلامه .. ... لكنها، كانت شبه مطمورة بين أنقاض منزله، الذي دكته غارة ... ...
الحلم هو حلم العودة برموز من رعاه أن يجده مدثراً بتراب القهر والهمجية، حلم العودة يصطدم بواقعٍ مرير ! كان الحلم ولكن بقي جماله في الذكريات والتذكر لأنه هزم بمرارة الواقع . تحية تقدير للأديبة عاليا وللأستاذة بشرى في رؤيتها لأبعاد النصوص الشعرية، وخلفياتها الفلسفية ورسائلها التي تبعثها، وهذا ما أشارت إليه أيضاً الأديبة عاليا. الحضور متميز والجلسة هادفة، والاستضافة الكريمة من طرف الأستاذة لطيفة حليم، وعبر الهاتف تحدثنا عن العراق وعن حضارة عريقة عبر العصور، وعن التألق الأدبي في العصر العباسي لعمالقة الشعر، والذين مثلوا لنا الإرث اللغوي وجمال القصيدة العربية . إنها جلسة هادفة جميلة بضيافة من أديبة تؤمن بقيم التسامح وتقبل الآخر بكل روح جميلة، فلك كل المودة صديقتي لطيفة حليم . أأنجز تقرير الجلسة من طرف الشاعرة لطيفة السليماني الغراس .