الكاتبة المغمورة و الناشر/صاحب الربيعي

2007-12-05

المقايض//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/092bc976-ca6a-489e-8f8f-68a8a88e23c6.jpeg ة السلعية لم تنتهِ في المجتمعات المتخلفة بالرغم من ظهور النقد، وإنما تم تطويرها بما يخدم أهداف ومتطلبات العصر، فبعد أن كان مفهومها يقتصر على مقايضة سلعة مقابل سلعة؛ أصبحت في الوقت الراهن تعني مقايضة الجسد مقابل الشهرة في عالم الثقافة. وبغض النظر عن نوعية وجودة النتاج الثقافي، المهم أن تكون منتجته تمتلك سمة الجمال وقادرة على إغواء الآخرين؛ خاصة النخب من الكتاب والصحافيين وأصحاب دور النشر للدخول معهم بصفقة تجارية لا تخسر فيها شيء ذو أهمية بالنسبة لها، فالجسد هو آلة إطفاء حرائق الغريزة الجنسية ليس إلا، وعقلها يحصد النتائج للفوز بالشهرة الإعلامية والترويج لنتاجها (الأدبي)! الذي ينطفئ وهجه مع انطفاء غريزة الجسد!.
ولا بأس من هذا الانطفاء عند شخص ما، فهناك حرائق غريزية أخرى مشتعلة عند كاتب أو صحافي أو ناشر، مازال ينتظر دوره في إطفاء حرائقه الجسدية ليروج لنتاج أدبي قادم... ومع الأيام يصبح جسد الكاتبة برسم الإيجار لإطفاء الغرائز الجنسية بعد أن يخمد وهج النتاج الأدبي الأول وتختفي شهرة الكاتبة لصالح شهرة بائعة الجسد!.

السؤال الذي يطرح نفسه: من يفسد الوسط الثقافي، بعض منتجات الثقافة من بائعات الهوى، أم من مروجي ظاهرة الدعارة من المثقفين في الوسط الثقافي؟.
تصف "هيفاء بيطار" الحالة على لسان بطلها الناشر قائلة: ( منذ أيام دُعيت لحفل توقيع ديوان شعر لشاعرة مغمورة تطبع ديوانها الأول، مقدمه كاتب مهم، وفوجئت بازدحام أهم الشخصيات الثقافية والفنية في حفل توقيع ديوانها. وحين قرأت شعرها لم يساورني شك أنه هلوسات مجنونة، لا يمت للشعر بصلة، بل ليس له علاقة باللغة كتعبير عن حالة... شيء مؤسف حقاً، لا شيء أكثر رداءة من تسليع الثقافة والفن ).

إن مبدأ المقايضة (الجسد مقابل الشهرة) أصبحت رائجة في الوسط الثقافي، والنتاج الثقافي لبعض النسوة بات يثير العديد من الأسئلة من حيث الجودة والنوعية قياساً بالنتاج الأدبي النسوي الجاد في الوسط الثقافي. وهذا الأمر بالنتيجة تتحمله الكاتبة الباحثة عن الشهرة لوحدها أكثر من الثقافة؛ طالما الأخيرة يمكن مقايضتها. وظاهرة الإفساد الثقافي أصبحت شائعة في الوسط الثقافي... فبمجرد بروز كاتبة مغمورة (موهوبة وجادة) وتبحث عن فسحة لعرض مواهبها الأدبية على المجتمع، يتم مساومتها على جسدها؛ فإن قبلت بمبدأ المقايضة حازت على الفسحة اللازمة!.

إن مهنة الناشر الحقيقية في الوسط الثقافي، هو تاجر في سوق الكتاب يجيد أكثر من غيره مبدأ المقايضة مع الكاتبة، وبحكم مهنته يبدو أكثر صراحة للدخول في المساومة لعقد الصفقات التجارية خاصة أن كانت صفقة رابحة يتبادل من خلالها شتاء عمره مع ربيع الآخر، المال مقابل الجسد، الشهرة مقابل الجسد، القبح مقابل الجمال.

تسجل "هيفاء بيطار" حوراً لكاتبة موهوبة ومغمورة مع ذاتها للدخول في مساومة مع الناشر قائلةً: ( لماذا أبالغ في أناقتي أمامه؟ ألم أقبل أن أدخل غرفته وأجلس معه؟ لماذا أخدع نفسي؟ أليس واضحاً منذ البداية، أنه يريدني كامرأة مقابل أن يشهرني ككاتبة؟ ).

بالرغم من أن العديد من الناشرين لا يمت بصلة للثقافة بشيء؛ إلا ما يتعلق الأمر بمصالحه التجارية؛ فإنه بحكم الخبرة التجارية قادر على تحديد مستوى الموهبة لكاتبة من خلال قراءة عابرة لنتاجها الأدبي ليحدد مدى صلاحيته تجارياً في سوق الكتاب، وبالتالي مستوى موهبة الكاتبة، فإن كان نتاجها يحقق ربحاً تجارياً له اتخذ قراره الأولي لطباعته، لكنه لا يكتفي بالربح التجاري دون أن يربح جسد الكاتبة خاصة أن كان نتاجها الأدبي يتمحور حول العاطفة والحب والجنس. ويعتقد أنها دعوى غير مباشرة من الكاتبة له، فيتخذ منها سبيلاً لمساومتها على جسدها... أو تذهب هي ونتاجها إلى الجحيم!.
تصور "هيفاء بيطار" تلك الحالة في حوار كاتبة مع ناشر قائلة: ( لكن، ما أكتبه خبرة حياتية إنسانية، أتعرف ماذا تعني هذه الكلمات، تجربة حياتية إنسانية، كنت أقول هذه الكلمات مشددة كأنني ألخص سنوات عمري عبرها. ماذا فهمت أنت يا حضرة الناشر المثقف؟ أنا لست عاهرة، لست عاهرة ).

تتشظى الثقافة في المجتمعات المتخلفة إلى ثقافات: ثقافة السلطة، ثقافة المعارضة، ثقافة الجسد، ثقافة الترويج، ثقافة الناشر... كل تلك الثقافات يمكن شراؤها...
إلا ثقافة الضمير، فهي بعيدة المنال عن تجار الثقافة!.

صاحب الربيعي

 

1-التحصيل العلمي: بكالوريوس بالعلوم الزراعية من جامعة تشرين السورية للعام 1985.
2-ممارسة التخصص: عمل كمسؤول عن إدارة الإنتاج الحراجي لمحافظة اللاذقية في الفترة 1985-1990.
3-الوضع الشخصي: غادر العراق في العام 1977 إلى بيروت. ومنذ العام 1980 عمل ودرس في سوريا، ومن ثم غادرها في العام 1990 إلى السويد.
4-المجال الصحافي:  البداية في العام 1986 في الصحافة السورية تم نشر عدداً من الدراسات عن الواقع الحراجي ومناقشة لقانون الحراج السوري واقتراحات بتعديله وكذلك عن واقع المشاتل الحراجية والتحريج الاصطناعي. وفيما بعد تم نشر عشرات من الدراسات في الصحافة العربية والعراقية عن الواقع البيئي في العالم والنمو الديمغرافي؛ والأمن الغذائي؛ وأزمة المياه في الشرق الأوسط.
5-دورات علمية وتطبيقات مهنية: وهذه الدورات التأهيلية مدتها بين 6-12 شهر في السويد منها: إدارة مشاريع واقتصاد شركات؛ والتلوث البيئي لبحر البلطيق؛ وتنمية الموارد الطبيعية في أوروبا؛ وتطبيقات لقراءة الخرائط الجوية للموارد الطبيعية. ومن أهم التطبيقات المهنية في المنظمات والمعاهد العلمية: أجندة القرن ال 21؛ ومنظمات بيئية متعددة؛ ومعهد شمالي أفريقيا والشرق الأوسط.
6-مؤتمرات وندوات عالمية ومحاضرات: شارك في أربعة مؤتمرات دولية عن المياه في العالم (السويد؛ وبريطانيا؛ وهولندا)، بالإضافة إلى مؤتمرين في الوطن العربي. شارك في عدد من السيمنارات عن مياه الشرق الأوسط مع عدد من المختصين في جامعتي ستوكهولم وينشوبن في السويد.
7-شهادات تقدير ومنح عمل:  حاصل على ثلاثة شهادات تقدير من جامعات عربية (تونس؛ والمغرب؛ وسوريا) وحاز على منح عمل لثلاثة مرات متتالية للتفرغ لإنجاز بحوث بالشأن المائي في الشرق الأوسط من اتحاد الكتاب السويديين، إضافة إلى ثلاثة سفرات عمل للدول العربية لإطلاع على الوضع المائي. وأخيراً حاز على منحة عمل لمدة خمس سنوات من أحد المعاهد السويدية المختصة لإنجاز عدداً من البحوث المائية.
8-ناشط في عدد من المنظمات المهنية: حماية البيئة؛ واتحاد الكتاب السويديين؛ ورابطة الكتاب والباحثين العراقيين؛ ومركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي التابع للجامعة العربية ومسجل كخبير وباحث في المجال المائي.
9-الصلات واللقاءات العلمية: لديه العديد من الصلات العلمية مع مختصين عرب وأجانب بالشأن المائي، وكذلك مع عدد من وزراء ومسؤولين عن الشأن المائي في كل من: سوريا؛ والأردن؛ وتونس؛ والجامعة العربية.   


10- مؤلفاته الأكاديمية بالشأن المائي في الشرق الأوسط:

اسم الكتاب

سنة الإصدار

عدد الصفحات

دار التوزيع

المكان

1-أزمة حوضي دجلة والفرات وجدلية التناقض بين المياه والتصحير

1999

254

طلاس

الساقي

دمشق

لندن

2-الأمن المائي ومفهوما السيادة والسلام في دول حوض نهر الأردن

ISBN: 91-630-8504-6

2000

351

=

=

=

=

3-صراع المياه وأزمة الحقوق بين دول حوض النيل

ISBN: 91-630-9581-5

2001

232

=

=

=

=

4-القانون الدولي وأوجه الخلاف والاتفاق حول مياه الشرق الأوسط

ISBN: 91-631-0250-1

2001

252

=

=

=

=

5-المتغيرات العالمية وتأثيراتها على المياه العذبة

ISBN: 91-631-0925-5

2001

199

=

=

=

=

6-المياه الجوفية في الوطن العربي

ISBN: 91-631-1507-7

2002

167

=

=

=

=

7-الأنهار الدولية في الوطن العربي

ISBN: 91-631-2133-6

2002

151

=

=

=

=

8-مشاريع المياه في الشرق الأوسط

ISBN: 91-631-2074-7

2003

181

=

=

=

=

9-أهوار الجنوب في بلاد ما بين النهرين (العراق)

ISBN: 91-631-1847-5

2003

191

 

=

=

10-ملف المياه والتعاون الإقليمي في (الشرق الأوسط الجديد)

ISBN: 91-631-2807-1

2003

192

 

=

=

11-دليل البحوث المائية في الشرق الأوسط (للباحثين وطلبة الدراسات العليا)

ISBN: 91-631-3384-9

2004

160

 

=

=

12-تنمية وإدارة الموارد المائية غير التقليدية في الوطن العربي

ISBN: 91-631-3871-9

2004

167

 

 

13-الصراع المائي السوري في حوضي اليرموك والعاصي

ISBN: 91-631-3872-7

2004

124

 

=

=

14-المثقف بين المهادنة والتحدي

ISBN:  91-631-5722-5

2005

*

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved