في إطار سلسلة ثقافة الحضارة لتي ينظمها قصر الأمير طاز بالقاهرة التابع لصندوق التنمية الثقافية تقام يوم الاثنين 12 - 5 - 2008 في السابعة مساء ندوة بعنوان المكتبة عبر العصور يتحدث فيها كل من :
د. شعبان خليفة رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات
د. مختار الكسباني أستاذ العمارة بكلية الآثار جامعة القاهرة
د. سهير طلعت أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون
أ. كرم يوسف مديرة مكتبة الكتب خان بالمعادي
يدير الندوة:
أ. محمد حمدي مدير مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك
قصر الأمير طاز
يقع قصر الأمير طاز بمنطقة الخليفة بالقلعة بشارع السيوفية المتفرع من شارع الصليبة.وقد أنشأ هذا القصر عام 753هـ 1350م، بناه الأمير سيف الدين طاز الدين بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية، والذي بدأ نجمه في الصعود خلال حكم الصالح إسماعيل بن الناصر محمد (743-746هـ/ 1343-1345م) حتى أصبح في عهد أخيه المظفر حاجي واحداً من أمراء الحل والعقد الذين كانت بيدهم مقاليد الدولة. وكان بطلاً شجاعاً محباً للعلماء كثير الخيرات حسن الشكل طويل القامة، ولم يعش بقصره الذي بناه في قلب القاهرة سوى ثلاث سنوات وبضعة أشهر قبل أن يدخل في الحروب والصراعات، حتى مات بدمشق في العشرين من ذي الحجة سنة 1361م .
ويعد قصر الأمير طاز شاهداً من شواهد العمارة الإسلامية بالقاهرة، ونموذجاً نادر لقصور العصر المملوكي. تبلغ مساحته أكثر من ثمانية آلاف متر مربع وهو عبارة عن فناء كبير خصص كحديقة تتوزع حولها من الجهات الأربع مباني القصر الرئيسية والفرعية، أهمها جناح الحرملك والمقعد الصيفي واللواحق والقاعات والساقية والإسطبل.
والمدخل الرئيسي للقصر عبارة عن كتلة متماسكة تبدأ بممر مستطيل له باب من خلفه واحدة في نهايته قبو علي جانبيه مدخلان يفتح كل منهما على فناء مستطيل هو صحن القصر وهذا المدخل الكامل يطل على شارع السيوفية.
كما يوجد للقصر مدخل فرعي يطل على حارة الشيخ خليل وصفته الكتابات والوثائق القديمة بأنه باب سر القصر. وللقصر قاعة سفلية رئيسية تم ترميمها بالكامل جدرانها مغطاة بطبقة من الجص الذي يناسب الحجارة التي بنيت بها القاعة في الأصل.
أما الجزء الخاص بالحرملك فهو يطل علي الفناء أو الحديقة بمجموعة من الشبابيك المصنوعة من الخشب البغدادلي والتي تعد تحفة فنية فريدة وتعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة وهي التي تعرف بالقمريات.
وقد صاحب عمليات ترميم القصر؛ الكشف عن نافورة بالمقعد الأرضي وساقية تعلو بئر ماء كانت مخصصة لسقاية الدواب وري الحديقة، وكذلك عمود رخامي له تاج كورنثي يعود للعصر البيزنطي وصهريج مياه كان مصدرا لتغذية سبيل علي أغا الملحق بالقصر ومجموعة من المجارير الفخارية وهي تماثل تقريبا أنابيب الصرف في عصرنا الحديث وأحواض للدواب، وعدد آخر من الاكتشافات الهامة.
وملحق بالقصر سبيل وكتاب علي أغا دار السعادة وهذا الأثر بأكمله جزء من قصر الأمير طاز استقطعه الأمير علي أغا من القصر بعد هجره وتهدمه حوالي عام 1715م وشيد عليه سبيل مياه لسقاية الحارة يعلوه كتاب لتحفيظ القرآن وهو من طراز الأسبلة ذات الشباك الواحد.
وقد واكب القصر العديد من الأحداث والتطورات عبر تاريخه فهو شاهد على العديد من التغيرات السياسية بالمجتمع المصري ففي عصر محمد علي استخدمه ضمن منشآت الجيش وفي نهاية القرن التاسع عشر تحول مدرسة لتعليم البنات، إلى أن قامت وزارة الثقافة بإعداد مشروع ترميم معماري دقيق للقصر لإعادته إلى رونقه الأصلي، واستخدامه كمنارة للإشعاع الثقافي بمنطقة الخليفة.