رغم مضي ما يقارب ال 800 عام على انشائه، لكن رائحة تاريخه وجمال ملامحه مازالت محتفظه ببعض البقايا الخالدة، فعلى سلالمه وحيطانه، وعلى باحته التي تتوسطها نافورة غاية في الجمال، وتلتف حولها مقاعد حجرية أُعدت لاستفبال زبائنه في استراحاتهم، تقبع آثار عظمة بنائه وعظمة أهميته في عصورً غبرت، لكن دلائلَها بقيت خالدة تذكّر بمجدٍ كان يوماً ...
في باب الشعرية، المنطقة التي لازالت تحتفظ بنكهة العهد العثماني القديم، فى شارع مرجوش، التي تعني أمير الجيوش الجوانى، من ناحيه شارع المعز علي الشمال (شارع مرجوش جانب جامع الغمرى)، تطل آثارمبنى مكون من طابق واحد، يبدو عليه أنه كان له حظوة يوماً، حيث كانت تُسدل عليه ستائر من حرير لخطف أبصار المارة، ويمتاز بجدران ضخمة عالية، وفتحات تهوية على طراز معمارى منظم، وأشكال هندسية جميلة، وقبيل الدخول إليه، توجد لافتة من الطراز الحديث، مكتوب عليها «حمام الملاطيلي» وحمام بلدي، بالإضافة إلى بعض العبارات التى تختص بمواعيد العمل والمميزات المتواجدة بالحمام . آنذاك، والتي بقيت معلقة حتى اليوم .
إنه حمام الملاطيلي، والإسم نسبة لسيد الملط الذي اشتراه من العثمانيين والذي ورثه عنه المعلم زينهم صاحب الحمام الحالي، بني عام 1780م ويقال أنه أنشئ في عهد الوالي العثماني إسماعيل باشا، و«الملاطيلي».. يعد من أقدم الحمامات التى أنُشئت فى مصر، ولكن أُختلف في تاريخ إنشائه، ففى بعض الروايات التاريخية يقال إنه أنشئ فى العصر الفاطمى، فى عهد الحاكم بأمر الله، الذى أمر ببناء 365 حمامًا، بعدد أيام السنة، كي يستحم السلطان كل يوم فى حمام مختلف، ويُعد ضمن العديد من العادات والتقاليد، التى دخلت على يد الفاطميين، ومنها ما اندثر، ومنها لايزال موجودًا فى مختلف الأنحاء، وبعض الكُتب التاريخية ذَكرت أن حمام الملاطيلي تم تشييده فى عام 1780 ميلادية، فى عهد الوالى العثمانى إسماعيل باشا، حيث خصص للرجال والنساء، ويعتبر الحمام الوحيد الذي لم يتغير معماره إلى الآن ولم تصل له خطط الترميم التى طالت شارع المعز والجمالية وغيرها من المناطق الأثرية، ليصبح الملاطيلى أخر حمامات مصر من العصور القديمة . وكان يعرف أيظاً بحمام سويد، نسبة إلى منشئه الأمير »عزالدين السويد.. ثم تغير اسمه الى حمام مرجوش نسبه لاسم المنطقه التي بني فيها .