يوم الأحد  المصادف 09/06/2003، تألق المنتدى الثقافي العراقي - الكندي في مونتريال بنشاط ثقافي آخر حول القصة العراقية طوال الأربعينات من القرن الماضي وحتى الوقت الحالي خلال بحث اكاديمي مهم قدمه د. مصطفى السامرائي ،

وكان عنوانه  :

 " القصة العراقية", وقد قام  بتقديمه  الكاتب يحيا طاهر , الذي نوه  بقدراته الفكرية والأدبية، واشار االى اهم العوامل  التي ساعدت على ظهور القصة العراقية وعلى رأسها العامل السياسي الذي وجد فيه الكتّاب العراقيون متنفساً عما في صدورهم من ألم وقهر ... وكذلك اشاد بدور الأحزاب اليسارية في  الحث على الإهتمام  بالثقافة واكّد على الألوان الأدبية التي من بينها القصة القصيرة، مع مقدمة  - بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية - مرفقة بشريط فيديو عن حضارة العراق منذ سنة 1930 مع قطعة موسيقية يرجع تاريخها الى العصر البابلي ... . وقد لقيت المحاضرة  قبولا كبيرا من طرف مجموعة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي بمدينة مونتريال . حيث ارخَّ  الباحث لأول قصة  عراقية ب سنة 1910 نشرها الكاتب " رزوق عيسى" موسومة ب " فتاة بغداد" . أما القصة التسجيلية المستمدة من الواقع  الأجتماعي العراقي فقد امتد تأثيرها إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وصبغت آثار بعض القاصين العراقيين من الرواد مثال ذلك جعفر الخليلي وذنون أيوب وعبد المجيد لطفي وصلاح الدين الناهي وشالوم درويش إلى جانب قصص بعض كتاب الجيل الثاني مثل أدمون صبري ومحمود الدوري وخليل رشيد وسامي طه الحافظ ونابليون حنا وغيرهم.‏  وكذلك بيّن الحلقات الرئيسة في مسيرة القصة العراقية، وما صار يُعرف بالأجيال الأدبية، بدءاً بجيل التأسيس (جيل ما بين الحربين)، ومروراً بجيلي الخمسينات والستينات المهمين، وانتهاءً بجيل ما بعد الستينات.

 

 وازدان  بحث د. السامرائي بأسماء ابداعية مهمة مثل: محمد خضير، جليل القيسي، محمود سعيد، ابراهيم أحمد، عبدالرحمن مجيد الربيعي، عبد الستار ناصر، صموئيل شمعون، سمير نقاش، شموئيل موريه وبقية الأسماء المهمة التي احتفت بها محاضرته ... لقد كان بحثاً اكاديمياً مهماً مثيراً للاهتمام  .

 

وشكر الحضور الباحث لجهوده الجبارة في الحقل الأدبي والأكاديمي، وقدمت فيما بعد، بعض المداخلات التي أغنت المحاضرة،  منها  مداخلة للدكتورة أروى الياسري حيث أضافت اسماء قاصات عراقيات من اللاتي  رفدن  صفحة القصة العراقية بإبداعهن وتركن بصماتهن في تاريخ القصة العراقية من امثال لطفية الدليمي، سالمة صالح، هدية حسين، ميسلون هادي، عالية ممدوح وغيرهن الكثير .

 

 ومداخلة قصيرة للدكتورة لطيفة حليم قالت فيها:

لقد ارتَّدت بي ذاكرتي -وأنا أستمع إلى المحاضرة القيمة  للباحث الأكاديمي الدكتور مصطفى السمرائي" القصة العراقية "- ,إلى زمن آخر, عندما  كنت احل ضيفة ابحث عن بلد عربي آخر-العراق - كانت تحصل هذه الضيافة وأنا  طالبة بالجامعة في نهاية السبعينات من القرن  المنصرم، حيث  يحضر الدكتور مصطفى السامرائي في الجامعة المغربية , وذلك  ضمن المراجع التي كان يحيلنا عليها استاذ الادب العباسي عن   " المتنبي"، " الجاحظ"،" أبو العلاء المعري" و " ابوتمام ".

لم يتيسر لي زيارة بغداد، ولكن أصدقُ القول إذا قلت أني كنت احل ضيفة ب " بغداد" وأنا طفلة  صغيرة  من خلال جدتي . التي  كانت تردد زجلا مغربيا  بشاعرية جميلة مفزعة ،" أمولى بغداد مولاي عبد القادر الجيلاني",  اجمل رقعة  على كوكب الارض  .

 في هذه الأمسية حللت  حقيقة ضيفة في بلد العراق، الذي  سبق لي ان تعرفت  فيه على  الكثير من الكاتبات العراقيات يقمن في الشتات صحبة أزواجهم وتيسر لي أن ألتقي  مع  بعضهن  شخصيا أو عن طريق البريد  الجوي والالكتروني  وأخص بالذكر  : 

سميرة  المانع بلندن .( السابقون ) . (  قصص ) بغداد : وزارة الإعلام العراقية , 1976 . صلاح نيازي

حياة جاسم بتكساس ,القفز فوق الموجة . ( مجموعة سردية ) الرباط : منشورات الموجة , 1999. زكي جابر.

 وسالمة صالح ببرلين ,البحث عن الخلندق . قصص , منشورات الجمل ط ! 2006 . فاضل العزاوي.

وهدية حسين بمدينة هاملتون, حبيبي كوديا.مجموعة قصصية .المؤسسة العربية للدراسات والنشر .2010. عبد الستار ناصر

إن فرح الضيافة  اليوم  يتجدد بسماع محاضرة   الدكتور " السامرائي" في هذا الملتقى الثقافي العراقي المونتريالي، الذي يحضره السيد القنصل "  جاسم نعمة مصاول   ", و  تجمعنا فيه  " القصة" التي  تحمل مستودع اسرار كبرى لزمن متخيل في نظرتنا المشتركة للكون المليء بالمفاجاءات، منها مفاجأة احتلال البلد العظيم العراق. القصة لن تنتهي بدأتها شهرزاد في سفر لا يتوقف, لأنه يرمز إلى أعلى درجة المحبة كما يقول "نيشته", إلى مستقبل بلا حدود ودون احتلال . هكذا رحل وتشتت  الكثير من العراقيين إلي بلد آخر  بحثا عن المحبة، ورحلت معهم مخطوطات لأبحاث أكاديمية قيمة لم يتيسر لها الصدور،  ومنها  مخطوطات  الدكتور السامرائى مصطفى عبد الحميد عبد الواحد، التي يترقب صدورها  الأساتذة والطلبة بالجامعة المغربية .  

 Professeur Latifa Halim

Faculté des Lettres et des Sciences Humaines

Université

Mohammed V Agdal –Rabat.Maroc

Membre des Écrivains francophones d’Amérique   (Section de Montréal . Canada