لوحة مائية
**********
أيامٌ غرقى وزوارقُ مثقوبَةْ
ومياهٌ يجرحُها الملحُ
بَحّارونَ ينامونَ على موجٍ
ليسَ لديهِمْ فجرٌ أو صبحُ
ليلٌ يَعْقُبُهُ ليلٌ
جرحٌ يَعْقُبُهُ جرحُ
أيامٌ تتقافزُ كي تطفو
تغمرُها الأمواجُ عميقاً
فتنوحُ دموعُ الرسامْ
وبحزنٍ يصرُخُ: أينَ الأيامْ؟
لوحة ترابية
**********
أيامٌ مُنهَكةٌ
تتبعثرُ في البرّْ
تتساءلُ حيرى
كيف سننجو من صولاتِ الثأرْ
مابَيْنَ الخيْرِ و مابَيْنَ الشّرْ؟
سكَتَتْ سارحةً.
سربُ حماماتٍ بيضَ يحلّقُ
أطفالٌ يلهونَ على مَهَلٍ
أنسامٌ تتراقصُ في غنجٍ
قالتْ بحنانْ
ما أحلاني من أيّامْ
كانَ الرّسامْ
يتأمّلُ نشوانْ
هبّتْ ريحٌ
عَصَفَتْ بالفرشاةِ وبالألوانْ
قال الرّسامْ:
كيف سأرسمُ أياماً لا يأمنُها فنّانْ؟
لوحة زيتيّة
**********
رسم الرّسامُ مساراً حلواً للأيامْ
قال سعيداً فرحانْ
سأحاولُ فالدنيا
تستأهلُ أنْ نحيا
ما طالتْ بهجتُهُ
قتلتْ متعتَهُ
أصواتُ صُراخٍ وبُكاءْ
أصواتٌ تتساءلُ في هلَعٍ:
منْ يقتلُ منْ؟
صارَ الرّسامْ
يبكي و يتمتمُ:
كيف سأرسمُ أحلامي؟
أينَ ستمضي بِيْ الأحلامْ؟
ملبورن 22/1/2020