في كلمة افتتاح مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي الثاني اكد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث ونائب رئيس مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي فى افتتاح مهرجان الشرق الاوسط السينمائى الدولى الثانى فى العاصمة الاماراتية ابوظبى يوم ( الجمعة) 10/10/2008، ان أبوظبي تسير اليوم بوتيرة متسارعة نحو تحقيق طموحها بأن تصبح مركزا إقليميا وعالميا لإنتاج وصناعة الفيلم وتحفيز كبار المنتجين العالميين لجذب نشاطهم للمنطقة.

وقال المزروعي في كلمته " إن اهتمامنا بالفن السابع ينطلق من الاعتراف بواقع السينما وأهميتها ودورها في أي مشروع ثقافي حضاري.. فنحن نسعى لإدماج المعرفة السينمائية التي تراكمت لما يزيد عن قرن من الزمان في هذه الصناعة المذهلة بمشروع جديد ينطلق انطلاقة جديدة بأبعاد أوسع".

وشدد المزروعى على ان ما نريده أكبر من مجرد دعم تمويل وإنتاج الأفلام.. نريد لصناعة السينما أن تصبح كجزء من حياتنا الثقافية.. هذه الحياة التي لا تزدهر فقط على المال والموهبة بل على الإرث والمكان.. مضيفا ان المبادرة الجديدة ليست يتيمة فكل شيء في أبوظبي يتحرك لغاية الثقافة.

حضر الحفل عدد كبير من اهم نجوم السينما العربية والعالمية اضافة الى جمهور غفير من محبي السينما وممثلي وسائل الاعلام لتغطية فعاليات المهرجان والتي يبلغ مجموع قيمة الجوائز الممنوحة فيه نحو مليون دولار أمريكي وهي جائزة اللؤلؤة السوداء للافلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان والتي تبلغ أكثر من 130 فيلما من 32 دولة تتنافس في عدد من الفئات تشمل الطويلة والتسجيلية والروائية والوثائقية والقصيرة وأفلام الطلبة ومسابقة الإعلانات وجائزة الجمهور

  القضية الفلسطينية بطلة مهرجان أبوظبى السينمائي

صرحت مديرة المهرجان نشوى الروينى أن دورة هذه السنة تضمنت برنامجا بعنوان "60 سنة على تقسيم فلسطين" يديره المخرج والناقد السينمائى العراقى قيس الزبيدي، مؤلف موسوعة "السينما الفلسطينية". وأضافت: "ويشهد البرنامج عروضا لأفلام عن القضية الفلسطينية بشكل عام يعود تاريخ إنتاج أقدمها إلى العام 1970 و"تتميز جميعها بأنها أخرجت على أيدى مخرجين غير عرب والهدف من ذلك التأكيد على عالمية القضية الفلسطينية".

عرضت خلال المهرجان 16 فيلما تتراوح بين الروائية والوثائقية والقصيرة وبعضها نال جوائز على المستوى الدولى والإقليمي، ومن ضمنها فيلم "الشعب المضطهد دائما على حق" الذى تم إنتاجه فى عام 1975 ويتناول قضية اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان فى تلك المرحلة، وفيلم المخرجة سارة مونتجومرى "الانتفاضة- الطريق إلى الحرية" ويحكى قصة الانتفاضة الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة.

كما يعرض ضمن هذا البرنامج فيلم "أرض الآباء" وهو فيلم من ثلاثة أجزاء أخرجه جورج سلوزير بين الأعوام 1974 و1983 ويحاول من خلاله أن يوثق حكاية اثنين من المقاومين الفلسطينيين وحكاية عائلتين طردتا من أرضهما قسرا.

واعتبرت الروينى ان "فيلم "رسائل من فلسطين" أحد اهم الأفلام المعروضة ضمن هذا البرنامج، وقد شارك فيه 11 مخرجاً وهو من إنتاج العام 2003 وتم تصويره لمدة أسبوع كامل دون توقف وينقل بالصوت والصورة عشر قصص تتناول حياة المدنيين الفلسطينيين فى مدن فلسطينية مختلفة يعمها الخطر مثل رام الله والقدس وغزة.

وضمت قائمة الأفلام التى عرضت ضمن هذه الفئة فيلم "كل يوم" للمخرج ماركو إس بوتشينى وفيلم "جيتو غزة" للمخرجة بيا هولمكيست وفيلم "جينيت فى شاتيلا" من إخراج ريتشارد ديندو وفيلم "أنا أتيت إلى فلسطين" للمخرج روبرت كريج وفيلمى "على أرضنا" و"أصوات من غزة" للمخرجة أنتونيا كاتشيا وفيلم "فلسطين تشتعل" لمونيكا مورير وفيلم "أطلق الرصاص وابك" لهيلين كلوداوسكى وفيلم "الشاب فرود فى غزة" للمخرجتين بيا هولمكيست وسوزان خرداليان.

من جهة أخرى، عرض المهرجان برنامج "مخرجات من العالم العربي"، وقال عيسى المزروعى مدير البرنامج إن الهدف منه هو إبراز دور المرأة العربية العاملة فى الإخراج السينمائى خاصة لما تمتلكه المخرجة العربية من أدوات وحس سينمائى عاليين أثر بشكل كبير على المشهد السينمائي.

من جهتها أوضحت مديرة المهرجان نشوة الروينى أن البرنامج تم إسناد مهمة تنظيمه هذا العام إلى الناقدة السينمائية اللبنانية ريما المسمار وهو مهدى الى روح المخرجة اللبنانية رندة الشهال التى غيبها الموت فى شهر آب الماضي.

وكانت الراحلة معروفة بإنجازاتها على المستوى العالمي، حيث أن فيلمها الأخير "طيارة ورق" سيعرض فى افتتاح فعاليات البرنامج وهو الفيلم العربى الوحيد الذى فاز بجائزة الأسد الفضى فى مهرجان فينيسيا السينمائى لعام 2003.

إضافة إلى فيلم الافتتاح، عرضت ضمن هذا البرنامج احد عشر فيلما آخر منها الروائى والوثائقى والقصير وحتى أفلام الرسوم المتحركة من ثمانى دول هى لبنان وفلسطين ومصر وتونس والمغرب والجزائر وسوريا وفرنسا.

ومن بين الأفلام التى عرضت فيلم "3 سنتيمتر أقل" إخراج عزة الحسن، وفيلم "شحاذون ونبلاء" إخراج أسماء البكرى العام 1991، المستمدة احداثه عن قصة للكاتب المصرى البير قصيرى الذى اقام فى باريس لفترة طويلة قبل ان يغيبه الموت العام الجاري.

ويعد فيلم الرسوم المتحركة اللبنانى "يا ولدي!" للمخرجة لينا غايبة أحد أكثر الأفلام إثارة ضمن برنامج "مخرجات من العالم العربي"، وهو فيلم قصير يجسد الألم والمعاناة التى تنتاب الأمهات أثناء انتظار أبنائهن الذين غابوا فى الحرب.

وضمت قائمة الأفلام أيضا فيلم "ماروك" أى "المغرب" للمخرجة ليلى مراكشى وفيلم "خميسة" للمخرجة التونسية ملكا مهداوى وفيلم "خلف المرايا" للمخرجة المغربية ناديا شرابى وفيلم "حروبنا الطائشة" للمخرجة الراحلة رندا الشهال وفيلم "صورة لأم علي" للمخرجة ديمة الحر، وفيلم "صمت القصور" للمخرجة التونسية مفيدة تلاتلى وأخيرا فيلم "خيط الحياة" للمخرجة اللبنانية رزام حجازي.

وعلى صعيد آخر، تنطلق فى مدينة أبوظبى اليوم الاثنين فعاليات مؤتمر "ذى سيركل" الذى تنظمه هيئة أبوظبى للثقافة والتراث ويهتم بتشجيع إنتاج الأفلام وتحفيز المواهب السينمائية فى الشرق الأوسط.

وقال محمد خلف المزروعى مدير عام الهيئة للصحفيين إن المؤتمر الذى استمر ثلاثة أيام شارك فيه عدد كبير من كبار صناع السينما ونجومها من بينهم الممثل والمخرج والمنتج العالمى أنطونيو بانديراس وجيم جيانوبولوس، رئيس مجلس إدارة شركة توينتيث سينشرى فوكس العالمية والمخرج ذائع الصيت سبايك لي، وإم سى جى أحد أشهر منتجى ومخرجى الأفلام والبرامج التلفزيونية.

كما جمع المؤتمر عددا من قادة مجتمع الترفيه الدولى ومنتجين ومخرجين وممولين سينمائيين عالميين وعرب منهم كاثلين كندي، من شركة كينيدى مارشال كومباني، ووليد العوضي، المدير التنفيذى لشركة "سى سكاى بيكتشرز" بالإضافة إلى أشوك أمريتراج، من "هايد بارك فيلمز"، وكريستين جونز، من دومستك بروداكشنز انترناشيونال، وميراماكس للأفلام.

من جانبها، قالت إدريان بريجز مديرة المؤتمر "يقام "ذى سيركل" للعام الثانى على التوالي، ويضم جلسات حوارية حول معوقات تطور صناعة الأفلام فى المنطقة، وسيبحث كيفية استكشاف العوامل المساعدة على تنميتها وتهيئتها لتدخل فى سباق صناعة السينما العالمية".

وأضافت "يضم المؤتمر "حلقة كلوين" التى تهدف إلى التعريف بعشرة من أكثر المخرجين موهبة فى الشرق الأوسط فى برامج لعرض أعمالهم على الجمهور وتسهيل التعاون فيما يتعلق بأفلامهم المقبلة" مشيرة إلى أن "العشرة مخرجين الذين وقع عليهم الاختيار هم هانى أبو أسعد "فلسطين"، وداوود أولاد سياد "المغرب"، وأصغر فرهادى "إيران" ، وسمير حبشى "لبنان"، بالإضافة إلى أهد كامل "السعودية"، وناصر خمير "تونس"، ونبيل مالح "سوريا"، وجيهان نجيم "مصر"، وبسام الذودى "البحرين" وهشام زمان "العراق"".

* أن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي بأبو ظبي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، ويقام للعام الثاني على التوالي، تستمر دورته الجديدة هذه لمدة 10 أيام.وجوائزه الأكبر في العالم

*مهرجان هذا العام ضم برنامجاً بعنوان "لقاءات أبوظبي"، يتضمن ندوات يومية تناقش كتباً تتحدث عن السينما، ويبدأ بندوة عن كتاب "حوارات مع صناع السينما في الخليج"، كما يتضمن البرنامج حلقة بحث عن صناعة السينما في العالم العربي، وينتهي يوم الختام بندوة " 60سنة على تقسيم فلسطين". تجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى من المهرجان أقيمت العام الماضي، فيما تستمر الدورة الحالية لمدة عشرة أيام.