انها رباب كريمة شاعر العرب الشيخ عبد المحسن الكاظمي ربيب الكاظمية وشاعر العراق المطبوع وأمير الشعر في عصره وشاعر الارتجال.
ولدت في القاهرة في الثاني والعشرين من آب سنة 1918م ترعرعت في احضان ابويها الذين لم ينجبا سواها وشبت شاعرتنا رباب وشأنها شأن من نشأ في احضان عائلة فقيرة فكانت نجمة مضيئة في سماء الشعر العربي مقتبسة نورها من ذلك القمر العاتي شاعر العراق والعرب.
تزوجت من حكمت الجادرجي قنصل العراق في الاسكندرية، وفي سنة 1939 رزقت ولداً سمته عبد المحسن على اسم ابيها وفي عام 1947 رزقت بنتاً سمتها لبنى.
التحقت بكلية طب الاسنان في القاهرة سنة 1946 بعد ذلك انتقل زوجها من الاسكندرية الى باريس فحولت دراستها الى جامعة باريس فتخرجت طبيبة اسنان سنة 1950 وصحبت زوجها الى اميركا فعملت في مستشفى جورج تاون في واشنطن وحصلت على شهادة اختصاص في امراض اسنان الاطفال واخرى من جامعة هاورد.
وفي شهر آب عام 1954 عادت الشاعرة الطبيبة الى بغداد حيث تعين زوجها مديراً عاماً بديوان وزارة الخارجية وعينت الشاعرة طبيبة في مستشفى الطلاب ببغداد وفي عام 1955 اصبحت رئيسة قسم طبابة شعبة الاسنان. بعد ذلك غادرت العراق نهائياً واقامت مع ابنتها لبنى في بريطانيا.
في سن مبكرة من حياتها بدأت بنظم الشعر الذي تجلت فيه قدرة الشاعرة على الابداع فشعرها قوي ومتين الاسلوب ولكن المؤسف حقاً انها بخلت بايحائها الى الادب العربي فهي شاعرة مقلة ولكن هذا القليل من شعرها كان يمتاز بجزالة اللفظ وقوة المعنى فهي شاعرة معاني كأبيها تعتني بالمعاني قبل الالفاظ.
ان رباب العراقية الاصل والمصرية المولد هي شاعرة امتاز شعرها اضافة الى قوته بصدق الوطنية فإسمعوها تفاخر بامجاد اجدادها:
بغدادلي لي اذ انتمي ومصر القاهرة
ان نسبوا اخلاقنا فهي الرياض الزاهرة
او ذكروا انسابنا فهي الشموس السافرة
اذا مشينا وقفت لعزنا القياصرة
وإن بدينا سجدت لنورنا الاكاسرة
وظلت رباب تقرض الشعر الكثير ولا تنشر منه الا القليل الى ان أربى ما نظمت منه على الالفين من الابيات.
لقد كانت الشاعرة رباب تحسن التصوير الشعري وتجسد صدق المشاعر وسمو الفن والخيال.