الشاعر الساخر أحمد الصافي النجفي

2008-09-20
 قال الصافي فصادرات بلدتي مشائخ وواردات بلـدتي جنائز

حُورب لمحاولته السماح بالتصفيق في الندوات الادبية في النجف فشل فآثر التشرد
لم يقم للصافي مهرجان فقال (كان ذاك السلام لـي مهرجاناً مهرجاني على الرصيف يُقـام)

حياة الشاعر أحمد الصافي النجفي (1897- 1977)، كما أرخها الشاعر والأكاديمي النجفي إبراهيم العاتي، الصافي عانى في حياته ألوانا من المفارقات، بين غربة بعضها اختياري وبعضها جبري، عاش الصافي بين شقاء اضفاه على نفسه، خشيةً ان يحرم من البقاء في دمشق حيث كان يعيش في غرفة بالية، ليس بينها وبين القبر من فارق غير أنها فوق الأرض. رفض أكثر من مرة راتباً جارياً من العراق، أو من أهل اليسار، وبعد ضغط السنين، وإلحاح المرض المزمن استجاب لطلب سفير العراق ببيروت ناصر الحاني، أوائل الستينات فقبل راتباً غير مشروط بتطويق حريته أو تحديد أسلوب حياته.

 أحمد بن علي بن صافي النجفي ولد عام 1897 اي قبل القرن العشرين في النجف في أسرة علمية دينية كان والده علي الصافي قد ورث علوم الدين عن أجداده، أما جدّه لأُمه فهو الإمام الشيخ محمد حسين الكاظمي أكبر علماء عصره وله عدد من المؤلفات الدينية. تعلم الصافي بعض اجزاء القرآن على (شيخة)، ثم تعلم الكتابة وأكمل قراءة القرآن في (الكتّاب) اي في (الملاّ) كما تعارف على تسميتها عند العراقيين. كان رغم صغر عمره ينوب عن المعلم في تدريس الخط للتلاميذ. توفي والده بالكوليرا التي عمت العراق عام 1907 وكان أحمد في العاشرة من عمره فتسلم شقيقه الأكبر محمد رضا إعالة العائلة. بعد تخرجه من (الملاّ) اتقن الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان وأصول الفقه من كبار المعلمين منهم المجتهد الأكبر السيد أبو الحسن الأصفهاني لثماني اعوام فأتقن هذه العلوم.

 كان أحمد ضعيف البنية فأرهقته الدراسات فأصيب ببعض انواع العصاب اي الانهيار العصبي الشديد فأشار الأطباء عليه التوقف عن متابعة الدروس فاتجه إلى المطالعة في الأدب القديم والصحف والمجلات فاكتسب معلومات ثقافية واسعة وأخذ ينشر مقالاته في مجلة المقتطف والهلال وهي مجلة صغيرة الحجم مصورة جامعة تنشر مقالات لا تنشرها صحف ذاك الزمن، فيها الكثير مما يحدث في اوربا، كانت تثقيفية يجد القراء فيها كل ما هو جديد ذاك الزمن للانجازات العلمية الحاصلة في اوربا وكانت مجلة ليس لها ضريب كانت تصل العراق حتى البصرة ولم يكن بوسعي شرائها فكنت اقرأها في المكتبة العامة في البصرة، كانت تنشرها في مصر دار الهلال, مؤسسها جرجي زيدان اللبناني الاصل. اما المقتطف فكان يصدرها فريق من المثقفين وهي اول واوحد مجلة علمية كانت تصدر في العالم وهي المجلة الوحيدة التي عرفت العالم العربي بنظرية التطور لجارلس داروين كانت تصدر من مصر ..

صدرت كتب عديدة عن حياة أحمد الصَافي النجفي وشعره النير بالاظافة لما أرّخه الشاعر والأكاديمي النجفي  الدكتور إبراهيم العاتي في كتابه (أحمد الصَافي النجفي.. غربة الروح ووهج الإبداع)، الصادر عن دار العلم للطباعة والنشر، بيروت 2007، سجل العاتي رصداً دقيقاً مكثفاً لحياة وشعر أحمد الصَافي النجفي، أحد أبرز شعراء العربية المعاصرين، من الذين اختلط شعرهم بحياتهم، وكان بدايتهم ونهايتهم. وقبل هذا، حظا الصافي النجفي بأكثر من ترجمة لحياته فلم تغيبه غربته عن مؤرخي الأدب العراقيين، فحفل كتاب (شعراء الغري) للكاتب النجفي علي الخاقاني (ت 1979) عرفته في بغداد يوم تأسست جمعية الصحفيين التي رأسها محمد مهدي الجواهري في عهد عبد الكريم قاسم، في كتابه ترجم حياة أحمد الصَافي النجفي في عرض كواحد من شعراء الغري اي النجف لكنها كانت وافية.

 اما كتاب إبراهيم العاتي في تأليفه فقد اعتمد على ترجمات عدد من الأدباء والمؤلفين عربا وعراقيين ممن أثار اهتمامهم الصَافي، كإبراهيم عبد الستار في طبعة (عبقرية الصافي) عن طرابلس- لبنان 1974، وإبراهيم الكيلاني في كتابه (الشاعر أحمد الصافي النجفي) من (دمشق 1980، وعبد اللطيف شرارة في كتابه (الصافي) طبعة (بيروت 1981)، والطبيب الأديب عبد السلام العجيلي في (وجوه الراحلين) طبعة (دمشق 1982)، وسلمان هادي طعمة في (أحمد الصافي شاعر العصر) طبعة (بغداد 1985). كان لمسقط رأس الشاعر النجف أو الغري خصوصية قد لا تتكرر في المدن الدينية الأخرى، فهي محافظة متزمتة متشددة اشد المحافظة والتزمت والتشدد على التقاليد، رسخت في المتوارث لكنها أخذت قدسيتها من واقع المدينة، والرغبة في المحافظة على تراثها. إلى جانب ذلك البعض في النجف المدينة تواقون للانفتاح، واستيعاب الجديد، ولكن وفق التقليد المتوافر والظروف. في وقت عُد التصفيق في الأماسي الأدبية، أو الاحتفالات التكريمية، وما أكثرها بالنجف، من المحرمات. وليس غريباً أن يكون الصافي النجفي كبش الفداء، أو من الثائرين من أجل التصفيق، ورغم عدم أهمية الممارسة إلا أن منعها يتبعه ممنوعات أخرى، ويكرس الشعور بالضغط والكبت. من مثل هذا الإجراء المتوارث.

 

في عام 1920 أصدر الحاكم الإنكليزي أمراً بإلقاء القبض على الصَافي لكونه من المحرضين على ثورة العشرين فاضطر إلى مغادرة العراق إلى إيران واستقر بولاية شيراز وهناك تعلم اللغة الفارسية وعمل مدرساً للآداب العربية في ثلاث مدارس وتابع نشر مقالاته في الصحف والمجلات فلفت الأنظار إليه وانتخب عضواً في النادي الأدبي وبعدها عيّن عضواً في لجنة التأليف والترجمة، ثم كلفته وزارة المعارف في ايران ترجمة كتاب في (علم النفس) لمؤلفيه علي الجارم وأحمد أمين من العربية إلى الفارسية لتدرّس في دار المعلمين بطهران فترجمه بدقة الى الفارسية، ثم ترجم رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية اذ تعتبر أفضل ترجمة لأنه نقلها عن الأصل الفارسي وطبعت للمرة الأولى في طهران. قضى ثماني سنوات في طهران ثم عاد إلى العراق بطلب من الحكومة العراقية وأصدقائه ليخدم العراق فعيّن قاضياً في مدينة الناصرية شغلها لثلاث سنوات.

 في عام 1930 ذهب إلى سورية للاستشفاء وكان يتنقل بين دمشق وبيروت متابعاً رسالته الأدبية. عندما اندلعت الحرب بين الحلفاء والمحور عام 1941 أدخل الصافي النجفي السجن بأمر السلطات الإنكليزية، مكث في التوقيف أربعين يوماً تحت إدارة الأمن العام الفرنسي ثم أفرج عنه ونظم في السجن ديوانه (حصاد السجن) وهذه بعض الأبيات االمنظومة في السجن: (لئن أسجن فما الأقفاص إلا لليث الغاب أو للعندليب) ثم (ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً فنحت لفرقة الغصن الرطيب). أمضى الصافي 36 عاماً متنقلاً بين سورية ولبنان وكانت المقاهي ضالته في دمشق كان يرتاد مقاهى (الهافانا) و (الكمال) و (الروضة) لانها كانت ملتقى الشعراء والأدباء والصحفيين. كان الصافي قليل الدخل فاتخذ غرفة قديمة في (مدرسة الخياطين) وكان من أصدقائه بدمشق الدكتور عبد السلام العجيلي وفخري البارودي وبدوي الجبل ومحمد الحريري وأحمد الجندي وعمر أبو ريشة وسعيد الجزائري. ومن أصدقائه في لبنان الشاعر القروي وميخائيل نعيمة ومارون عبود. وغيرهم. في إقامته في لبنان كان يرتاد مقهى الحاج داود ومقهى البحرين ومقهى فاروق وفي المساء كان يأوى إلى غرفة متواضعة قرب مستشفى (أوتيل ديو). كان في جميع هذه المقاهي يدخن النركيلة وهي ممارسة شائعة في العراق ولبنان وسوريا وفي مصر .

 تمرد الصافي على منع التصفيق في تقاليد المناسبات في النجف، وفق رواية العاتي واستنكاره الزعامة الدينية، قيل أنه اتفق مع صديقه صالح الجعفري كاشف الغطاء (ت 1979)، وهو متمرد آخر وفق ما جاءت به قصائده، أن يبادر إلى التصفيق بعد قول الجعفري (فحيوا بالسلام مصفقينا)، وحصل أن صفق الصافي وتبعه الشباب بالتصفيق، فشكاه القوم عند أخيه والقيم على أمره، عدّت تلك من البدع والضلال. مما سبب انحسار النجف عن النشاط الأدبي والفكري والفلسفي، ومن ضيقه بالتقاليد ووراثة القديم قال: (إن الغري بلدة تليق أن تقطنها الشيوخ والعجائز) ثم (فصادرات بلدتي مشائخ وواردات بلـدتي جنائز). الجدير بالذكر أن حوزة النجف الدينية يمتد تاريخها إلى القرن الخامس الهجري. تُخرّج سنوياً المئات من فقهاء الدين، وفيها أيضاً مقبرة عظيمة، هي مقبرة (السلام) حيث مرقد ضريح الإمام علي بن أبي طالب تستقبل الآلاف من الجنائز في الشهر. وكانت مهنة ناعشة للمغسلين وحفاري القبور ومقاولي ارسال الجنائز من انحاء العالم الشيعي ووكلاء استلام الجنائز النجفيين وبعض الجنائز كانت تأتي من الهند والباكستان .

 كان الصافي النجفي معروفا بالنقيضين بالظرف وبالجد، هواجس الهيام والاهمال تجاه الشعراء الأقدمين والمعاصري، احب واجل أبو العلاء المعري فيلسوف المعرة بشكل خاص لتوافقه الروحي اذ كان الصافي يحمل تطلعات فلسفية قال في شعره (مقامي بين فلسفة وشـعر فأيهما أتـابع لست أدري) ثم (فلي روح بظرف أبي نواس ولكن فـي وقاري كالمعري). عشق الصافي أبو الطيب المتنبي ايضا، الواقع من لم يعشق المتنبي فهو ليس عاشق شعر، قال المتنبي (وما الشعر الا من رواة قصائدي اذا قلت شعرا اصبج الدهر منشدا). في اقامة الصافي في إيران في العشرينات، درس وهام بشعر وأدب عمر الخيام وشعراء إيران الفلاسفة كالفردوسي حيث انتهل من الشعر الفارسي باللغة الفارسية التي اتقنها.

وقف الصافي موقفا مغايرا من الشاعر أحمد شوقي (ت 1932)، اذ لم يكن مرتاحا منه لانه كان يطلق عليه لقب أمير الشعراء. اذ ليس في الشعر امارات او سلاطين وكان الصافي يعطي الإمارة ان كانت لإيليا أبو ماضي (ت 195 7) بقوله: (سألتـني الشعراء أيـن أميرهم فأجبـت إيليـا بقـول مطلق) ثم (قالوا وأنت! فقلت ذاك أميركم فأنا الأمير لأمة لم تخلق). نرى الصافي يخلع الإمارة من شوقي لأنه كان في حصر شعره في العزيز الخديوي توفيق في عصر الخديويين في مصر. إثر ذلك قال الصافي (وأميـر رام أن أمدحه قلت احتاج لمن يمدحني) ثم (إن لي فوق معاليك عُلاً كنت لو تفهما تفهمني). الصافي نجده منفعلا مما يقولة الشاعر نزار قباني. كان قباني يلتقي بالصافي في مقاهي دمشق. نقل إبراهيم العاتي عن الصافي قوله في قباني، أنه لم يقل الحقيقة في بيته التالي (وشعري ما اشتراه الملوك والأمراء)، فقال الصافي أليس هو القائل لأحد الرؤساء (ليتني أستطيع أن أصنع من أجفاني حمائلاً لسيفك)؟. اشمأز الصافي من قول نزار مع أنه قال متغزلاً (فصلت من جلد النساء عباءة..وبنيت أهراماً من الحلمات). الحقيقة ان هذا البيت يثير الاشمئزاز والتقزز اذ كيف يبني أهراماً من حلمات النساء هل يذبح مليون امرأة . الصافي أحب معروف الرصافي، وبدوي الجبل، والعقاد وغيرهم من معاصريه، واحب زواره في مقاهي دمشق وبيروت. عاش الصافي النجفي حياة الفقر اذ لم يمدح امير الكويت ولا ملك السعودية للحصول على الدولارات المنفوطة كانت ايامه بائسة بين غرفة بائسة بسوق الحميدية بدمشق مساءً وبالمقاهي نهاراً. في الغرفة كان يتدفأ برؤية المصباح، وفي المقهى يلتحف بالجرائد حول صدره إن مسه البرد، وهي قراطيسه أيضاً، كان يدون قصائده على ورقها، وكان يحرر ما كتبه على حواشي الجريدة أو أغلفة عُلب السكائر، ثم يحررها بعد عودته إلى غرفته في دفاتر أشعاره. كان حضوره أو تردده على المقهى يأتي بالرزق على صاحب المقهى. نقل العاتي عن ما كتبه فؤاد الشايب العام 1943: أن صاحب مقهى انقطع عنه الصافي إلى مقهى آخر، فأتاه باكياً متوسلاً: (قل ماذا تريد... مر بما تشاء وعد إلى المقهى، أنا وأولادي تحت أمرك، وإذا أردت أن لا يتناول أحد مجالسيك مشروباً فاغمزني عليه). اذ كان حضور الصافي في المقهى ينتج عنه حضور الشعراء والأدباء الذين يجالسوه لوقت أطول، وعلى هذا يحسب صاحب المقهى رزقه. وممن زاروه فيها بدر شاكر السياب، الذي كتب عنه مقالاً بعد عودته إلى العراق في مجلة (أهل النفط) البغدادية.

 من أعجب العجب إنه لم يقم للصافي النجفي مهرجان تكريمي في حياته، رغم كثرة المعجبين وعظم مراتبهم، أو أمسية تكريمية في حياته، وقد تحايل عليه الكثيرون، لكن بلا طائل، لأنه لم يألف المجاملة. وحصل أن همس بأذنه أحد المعجبين، من الذين لا يعرفهم، قائلاً (أنت الطائر المحكي والآخر الصدى) فاعتبر هذا مهرجانه، لخلوه من المجاملة والمحاباة وما إليهما، وعندها قال: (جاء مَنْ لم أعرفه، قال سـلام قلت مََنْ؟ قال مَنْ بشعرك هاموا) ثم (كان ذاك السلام لـي مهرجاناً مهرجاني على الرصيف يُقـام) هام الصافي حباً كبيراً بدمشق ونظم فيها القصيدة التالية: (أتيت جلق مجتازاً على عجل فأعجبتني حتى اخترتها وطنا) ثم (يكاد ينسى غريب الدار موطنه في ربعها، ويعاف الأهل والسكنا).

كشف مؤلف الكتاب حياة الشاعر أحمد الصافي، وأسلوب معيشته وأخلاقه وشجونه، من شعره، وهو يرى أنه كان شاعراً صادقاً، لا علاقة له، كما يبدو، بما شاع حول العديد من كبار الشعراء بأن شعرهم غيّر حياتهم، لم يمارس العشق ويظهر في شعره عاشقاً، وصف الصافي عوزه وغربته ووصف غرفته، وعلى حد قول مؤلف الكتاب العاتي (داخله مفقود والخارج منه مولود). لذا عُرف الصافي بشاعر المعاني. و(إن أول تلك المميزات وأهمها هي البساطة في طرح الأفكار، وتناول الأشياء، والمعالجة الفنية للموضوعات، وهو يعبر عن ذلك أصدق تعبير). اختار العروبة واظهر اعتداده بها، وليس عقيدة او حزبية، فالصافي بقي على لباس الكوفية والعقال والدشداشة لباسا عربيا من الصنف البسيط، عزف المؤلف عن وصف ملابس الصافي بالرثة تجنبا لاي مس بالمشاعر. مات الصافي مثلما مات الجاحظ وأبو العلاء المعري أعزبَا ربما لم يمس امرأة. لم يرث أحداً ولم يرثه أحد، أحب فتاة نجفية ولم يطل الاقتران بها، فعاش ومات مستأنساً بالخيال.

 في لبنان شهد الصافي الأحداث الدامية فكان يسير في جوار الحيطان والمباني المتهدمة خوفاً من الرصاص. اشتد إطلاق الرصاص عشوائياً في منتصف كانون الثاني 1976 فآوى إلى غرفته القريبة من مستشفى (أوتيل ديو) ومكث مدة خمسة أيام دون طعام وأصيب جدار غرفته بخمس رصاصات وعند توقف إطلاق الرصاص خرج ليفتش عن رغيف خبز يسد به جوعه، سار قليلاً عن منزله فأحس بحرارة تسري في جسمه ظنّ في بادئ أن حمّى شديدة قد انتابته إلا أنه لم يتمالك نفسه فسقط أرضاً عند باب جاره وإذا به مصاب بعدة رصاصات. اتصل جاره بالسفارة العراقية وأعلمها بما جرى فأرسلت له سيارة إسعاف ونقلته إلى مستشفى المقاصد لإسعافه وبعدها نقل الصافي إلى بغداد في 1976 وأدخل مدينة الطب للمعالجة وقال في هذا الحادث هذين البيتين: (بين الرصاص نفدت ضمن معارك فبرغم أنف الموت ها أنا سالم) بقي الصافي عليلا تحت المعالجة إلى أن وافته المنية يوم 27 - 7 - 1977 بعد وفاته أقامت له وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والفنون مهرجاناً تأبينياً شارك فيه كبار الشخصيات الأدبية والشعرية في العراق والوطن العربي ومما جاء في كلمة سعيد فرحا (ومهما تكن آراء النقاد في شعر أحمد الصافي النجفي، فهو بحق ظاهرة قوية منفردة في شعرنا العربي، له شخصيته التي لم تتأثر بأحد، وله قوته اللغوية والشعرية الخاصة وملأ مكانه بجدارة في أدبنا العربي الحديث. عاش فارساً رحالة ومات شهيد أحداث أمته التي أحب صحاريها وجبالها الخضراء الشامخة).دواوينه الشعرية: الأمواج 1932 ـ أشعة ملعونة 1938 ـ الأغوار 1944 ـ إيثار 1946 ـ ألحان اللهيب 1948 ـ الهواجس 1949 ـ شرر 1952 ـ الشلال ـ حصاد السجن ـ اللفحات - هزل وجد ـ شباب السبعين نثرا.

 

 

توما شماني
تورنتو عضو اتحاد المؤرخين العرب

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved