السينما العراقية تحت المجهر

2016-04-16
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/3aeb1457-ade8-4053-aa5a-6b516d735227.jpeg 
السينما هي فن قادر على التغيير والتأثير في  المجتمعات، وقادر على خلق ثقافة ووعي مختلف، لكنه فن جماعي صعب مجهد وحساس، السينما صناعة وهذه الصناعة، ليست كباقي الصناعات، انها  صناعة، تحتاج إلى مقومات كثيرة، تحتاج للمال، تحتاج للخبرة، تحتاج للذوق، والادوات الخلاقة الرصينة . 
وهناك حزمة من العراقيل تواجه السينما العراقية، اذا ما أقرَّينا بوجود سينما عراقية فعلا، أولها التوجه العام للدولة، فالأنظمة التي تعاقبت على العراق، لا يمكن أن تُنشئ سينما أو مسرح أو فن، لأن المؤسسات الخربة لا يمكن ان تنتج وعي، اما الآن وتحت الحكم الحالي، فالجهات المعنية ربما أصبحت تعتبر السينما عمل من رجس الشيطان، فانها تجيز سرقة المال العام، لكنها لا تجيز نشر الجمال."
 
 * السينما في العراق كانت وماتزال تفتقد لمقومات كثيرة، ولرؤيا فنية واضحة، انها تحوم في فضاءٍ ضبابي، مغيبة، يتيمة، وشبه ميتة، وهي تطل برأسها ترنو فقط، لتجارب الماضي، على قلتِها وبساطتِها، هناك عدة عوامل جعلت منها تراوح في مكانها أو تكاد تكون ليست بالمستوى المطلوب، مقارنة بالأفلام السينمائية التي تعرض في المنطقة، على الرغم من وجود طاقات فنية كبيرة في الاخراج والتمثيل وكتابة السيناريو، لكن ظل النحس يطاردها لسنوات طويلة، ففي حقبة النظام السابق، ساد مفهوم مرعب،  وهو أن القطاع السينمائي جزء من المعركة، لذا، جعلت السلطة من السينمائي، أشبه بالجندي الذي يجب أن يكون حاضراً في كل المعارك، وظلت الإملاءات السياسية، والتهريج السياسي سائداً، مما زاد في إضعاف السينما وتسطيحِها .
قبل ذلك كانت هنالك محاولات رائدة، لرواد تركوا بصماتَهم واضحةً عليها، اما واليوم وبعد سقوط النظام السابق، فقد اهملت السينما نهائيا، بسبب الاضطرابات السياسية والامنية والاقتصادية والفوضى الحاصلة بسبب هجوم قوى الارهاب".
"لكن بقيت هنالك محاولات شابة جادة ومصرة على مواصلة النهج الفني المستقل الذي لا يريد ان ينتمي لأية جهة، الا للعراق.. 

 * أن لدى العراقيون، مواهب وطاقات فنية وإبداعية كبيرة، فالمثقف العراقي بشكل خاص، يمتلك هاجس الخلق  والإبداع، ويريد أن يوّثق ما يُنجزه، فكيف بالسينمائي الذي يعمل في حقل التوثيق نفسه، أو الذاكرة المرئية، ولكن هنالك دائماً ما يعيق عمل المثقف العراقي، ففي سنوات الحكم السابق كانت هنالك إشكاليات كثيرة يطول الحديث عنها .. العالم المتقدم كله يوثق ويخزّن لذاكرتِه التي تتراكم يوماً بعد يوم، وبما أن وسائل التخزين هي وسائل حديثة وتتطور يومياً، فليست هناك أية مشكلة تقنية في هذا الجانب، ولكن ما نعاني منه أننا لم ننجز كمَّاً كبيراً من الأفلام الروائية أو التسجيلية، فأننا خلال الستين سنة الماضية كنا ننجز بمعدل فيلمين روائيين في السنة الواحدة، في بلدٍ يمتلك ثاني أكبر إحتياطي نفطي بالعالم؟ لا أحد يستطيع أن يتصور هذا الرقم الضئيل جداً قياساً بثروة العراق وطاقات مبدعيه، هنالك طريقة معروفة في كتابة التاريخ الإعتيادي لأي بلد من بلدان العالم، ولكن هناك كتابة أخرى للذاكرة البصرية، والسينما لها دور كبير في تدوين هذه الذاكرة المرئية، أن نصيب الذاكرة المرئية من الرعاية والاهتمام يكاد يكون معدوماً، والمشكلة الأساسية التي تعيق المثقف حتى الآن أنه يعيش في فضاء مشتت، ولهذا فإن الإمكانيات الموجودة عند المثقف العراقي بشكل عام، والفنان السينمائي بشكل خاص لا تزال مبعثرة، وتحتاج إلى طريقة جديدة لتنظيم هذا التبعثر، ولملمة هذه الإمكانيات المشتتة في انحاء كثيرة من العالم .
 
ان السينما العراقية، وعلينا أن نعترف، لا تزال  تحوم في فضاء ضبابي، غير واضح الملامح بتجارب متواضعة، ومشاريع غير مكتملة، ولم يتحرر السينمائي العراقي من الأحساس بحاجته المستمرة للرعاية التي تبديها المؤسسة السياسية والحكومية في دعم مشروعه الفني، إذ لم يجرؤ إلا القليل جداً من السينمائيين العراقيين، بالبحث عن مصادر تمويل مستقلة، تنتزعه من سلطة تلك المؤسسات السياسية، التي ساهمت ولعدة عقود في توظيف الفلم السينمائي، وفي تسويق عناوينها السياسية بحجة الدور الوطني الذي يفرض على الثقافة، والفن بشكل خاص، في ترسيخ مفاهيم المؤسسة السياسية للأنظمة الحاكمة، ولذا إنجزت أفلام يشرف عليها رجال يلبسون البزة العسكرية، ولديهم الأوامر المطلقة في شطب وتغيير وتلفيق سيناريو خالٍ من السرد الدرامي المتقن، وخالٍ من البحث والأجتهاد الفردي للمخرج المبدع. وأصبح دور هذا المخرج هو كدور الجندي في المعركة ...

محطات في تاريخ السينما العراقية
 
 *اول دار سينما انشات في العراق في 5 / 9 / 1911 وهي سينما البلوكي في ساحة الميدان
 
* من ابرز افلام السينما العراقية فيلم ( سعيد افندي ) اذ انه يمتلك كل مواصفات الجودة والصناعة السينمائية من سيناريو وحوار واخراج وتمثيل وانتاج عرض الفيلم يوم 10 شباط 1958 في سينما ميامي اخرجه وعمل مونتاج كاميران حسني وسيناريو وحوار وبطولة الفنان القدير يوسف العاني عن قصة ( شجار) لادمون صبري شارك في التمثيل مع العاني كل من الفنانين الكبار جعفر السعدي ويعقوب الامين والراحلة زينب والراحل عبدالواحد طه.
الفيلم كان مفاجأة للجمهور العراقي والعربي لانه كان اجرأ فيلم نقدي لواقع الحال العراقية في الخمسينيات، وحقق نجاحا كبيرا اثناء عرضه رغم ان معظم ابطاله ومخرجه لم يكونوا في العراق عند عرضه لاسباب سياسية .
  *اول فيلم عراقي يعرض عرضا تجاريا خارج العراق هو فيلم علية وعصام الذي عرض في مصر عام 1950
*اول فيلم عراقي ملون انتج عام 1962 وهو فيلم ( نبوخذ نصر )

*- اول مؤسسة حكومية سينمائية عراقية انشأت عام 1959 ( مصلحة السينما والمسرح )
*- اول فيلم ينتجه القطاع العام هو فيلم ( الجابي ) بدأ العمل فيه عام 1966 وعرض في 15 / 1 / 1968
 *- اول فيلم عراقي انتج عام 1946 وهو الفيلم العراقي المصري المشترك ( ابن الشرق )
 *- اول ستديو بني في بغداد هو ستديو بغداد الذي انشأ عام 1948
 *- اول فيلم عراقي يعرضه تلفزيون العراق  بعد عرضه في دور السينما هو فيلم ( ارحموني / 1958 )
 *- المخرج العراقي الوحيد الذي حصل على لقب افضل مخرج في الشرق الاوسط من مجلة فارايتي الاميركية هو محمد الدراجي
  
 *- اول فيلم عراقي ينال جائزة من مهرجان سينمائي هو فيلم الحارس الذي نال الطانيت الفضي من مهرجان قرطاج السينمائي عام 1968
2012/ فاز الفيلم العراقي "المغني" للمخرج والكاتب قاسم حول بالجائزة الاولى للافلام الروائية الطويلة في الدورة الثانية لمهرجان نابل السينمائي في تونس . وكانت فعاليات الدورة الثانية للمهرجان قد اقيمت في مدينة نابل في الجنوب التونسي 
وقد أهدى المخرج القدير قاسم حول الجائزة إلى البوعزيزي الذي أسماه رمز الربيع الإنساني .
وكذلك فاز فلم "وداعا بابل" للمخرج العراقي عامر علوان. 

واخيراً، فاز الفيلم العراقي “صمت الراعي” لمخرجه رعد مشتت، بجائزة “أحمد الحضري” في مهرجان الاسكندرية السينمائي لعام 2015




عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved