إنها طبيبة وباحثة وعالمة، حققت هدفًا وإنجازًا، يفخر به كل من يعرفها أو يسمع عنها ... وحصلت على مكانة علمية كبيرة، على الرغم من معاناتها من مرض جيني، يدعى فرط التنسّج الكظري، والذي يحدث لأربع أطفال فقط من كل 10 آلاف طفل في الوطن العربي .
اختارتها مجلة بريطانية متخصصة ضمن أقوى 100 شخصية مؤثرة في مجال طب علم الأمراض في 2018، وجاء اختيار مجلة “The Pathologist” للثقفي لدعمها تطبيقات مجال علم أمراض الجينوم الإكلينيكي التشخيصي والبحثي، بالإضافة إلى تطبيقات الطب الشخصي، كأحد أهم المؤثرين في هذا المجال .
إنها الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط في قائمة مجلة “The Pathologist”، التي تضم عددًا من العلماء والأطباء المنتسبين لأهم الجامعات ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة وأوروبا .
عملت على نشر، إنتاج ضخم ومتميز من أوراق البحث العلمي، والأبحاث والدراسات، في أشهر المجلات العلمية المتخصصة، خاصة في مجال الجينوم والأورام .
أحرزت العديد من الجوائز، وحصدت الكثير من التكريمات مثل، منحها جائزة الطالبة المتميزة، من كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، إلى جانب حصولها على جائزة أفضل بحث علمي، بين عشرة أبحاث تم تقديمها، إلى الجمعية الأميركية لعلم الأمراض الإكلينيكية بشيكاغو .
تم اختيارها في عام 2014م، كواحدة من بين خمسين سيدة، حققن تميزًا في قمة القيادات النسائية بالمملكة المتحدة، وبحلول عام 2015م حصلت على جائزة العالم الشاب في العلوم والتكنولوجيا MIT-ASO ، بالإضافة إلى حصولها على جائزة السفر، من جمعية أخصائي علم الأمراض العصبية .
استطاعت أن تتسلق أصعب الصعاب في المجالات الطبية الدقيقة، فاتجهت، لتخصص علم الجينوم ، والذي يمثل أحد أهم فروع علم الوراثة، ويدرس الباحث والمتخصص من خلاله، مادة الوراثة كاملة لدى كافة الكائنات الحية، وهو أحد أصعب المجالات الطبية الدقيقة، لأن الدارس به يحتاج إلى معرفة تسلسل الحمض النووي، للحالة كاملًا ..
اختارت دراسة علم الوراثة الجزئي لإيمانها الشديد بأن الطبيب، لابد أن يدرس كل ما يتعلق، بتشريح ووظيفة أعضاء الجسم، كي يتمكن من علاج مريضه، إلى جانب قيامها، برسم خريطة دقيقة الشكل للجينوم .
إنها الدكتورة ملاك عابد الثقفي الطبيبة الشهيرة التي حصلت على الثانوية العامة بنسبة 99.2 % وكانت الخامسة على منطقة مكة المكرمة، ثم تخرجت من كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بتقدير جيد جدا، وأكملت دراستها في مجال علم الأمراض الإكلينيكية والتشريحية والعصبية والجينية الجزيئية، وذلك في عدة جامعات بالولايات المتحدة الأمريكية مثل جامعة جورج تاون، جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، جامعة ستانفورد، جامعة هارفارد الشهيرة، والذي أدى إلى حصولها على 4 بوردات أمريكية، بالإضافة إلى حصولها على شهادة ماجستير في الأعمال والإدارة الطبية وذلك من جامعة جونز هوبكنزالواقعة بمدينة بالتيمور، في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة، وقد تفرغت بعد ذلك لعمل الزمالة البحثية لما بعد الدكتوراه، في تخصص بيولوجيا السرطان والأورام الطبية، وذلك في مركز دانا فاربر للأورام التابع لجامعة هارفارد .
بدأت مسيرتها بكلية الطب، حتى تخرجت منها بجامعة الملك عبد العزيز، لتنطلق فيما بعد، صوب عدة جامعات أمريكية، لتستكمل بها دراستها، وأخيرًا جامعة هارفارد ، لتدرس بها التخصص بعلم الأمراض الإكلينيكية والتشريحية والعصبية والجينية الجزيئية .
عقب أن انتهت الطبيبة ملاك ، من دراسة الأعمال الطبية، اتجهت مرة أخرى للحصول على الزمالة البحثية، بتخصص الأورام الطبية وبيولوجيا السرطان، بمركز دانا فاربر للأورام، والذي يتبع جامعة هارفارد، التي درست بها .
في حياتها المهنية : عُينت إثر حصولها على الزمالة، محاضرًا بمركز دانا فاربر للأورام، كما عُينت بنفس المكان بصفة باحثة وطبيبة استشارية، ثم تم تعيينها كطبيبة استشارية، في مدينة الملك فهد الطبية، إلى جانب تعيينها كأستاذ بحث مساعد، بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا .
لم تتوقف مسيرتها المهنية، عند هذا الحد، بل إنها تمكنت من الحصول على عمل بدوام جزئي، في كل من مشفى النساء، وكلية الطب بجامعة هارفارد، وفي مشفى برجهام أيضًا، كما عملت بمشفى جامعة جورج تاون بواشنطن دي سي، بصفتها رئيسًا للأطباء المقيمين .
تفرغت لعمل زمالة بحثية ما بعد الدكتوراه في بيولوجيا السرطان والأورام الطبية بمركز دانا فاربر للأورام التابع لهارفارد، وبقيت بعدها كعضو هيئة تدريس محاضر في كليه الطب بجامعه هارفارد .
تعمل حالياً كطبيبة استشارية في تخصص دقيق في مدينة الملك فهد الطبية، وأستاذ بحث مساعد في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة لعملها في بوسطن بدوام جزئي في كلية الطب بهارفارد ومستشفى برجهام ومعهد دانا فاربر للسرطان .
ركزت في ابحاثها على فك الطفرات الجينيه للأورام وخصوصا أورام الدماغ وذلك بهدف تطبيق الطب الشخصي لمرضى الاورام .
أكدت، على توقعاتها في المستقبل القريب، بأن سيحصل كل مريض على خريطة جينية خاصة به، يتمكن من خلالها بالحصول على العلاج اللازم لحالته .