التراب

2008-02-01

مزي//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a6e54b95-877a-4815-a844-95232a0073bb.jpeg داً من الحزنِ،

أحتاجُ كي لا أموتْ.

وأحتاجُ تلك المسافة بيني وبينك،

كي أشتهيك كثيرا

وكي أطمئنّ،

إلى أنني مُتعب بكِ،

لكنني..

طاعنٌ... في امتهانِ السكوتْ.

وكي لا تصير العناقيدُ ملكي،

ولا تنتهي..

للوقار البيوتْ.

وأحتاجُ شيئاً من الخوفِ،

كي لا يطولَ الأمانْ.

وأحتاجُ، حين أكونُ وحيداً،

إلى أن يموتَ المُغنّي

وأن ينتهي للسّكوتِ الكمانْ.

وأحتاجُ، حين أكون غريباً،

إلى غربةٍ

غير تلك التي تصطفيني،

إلى امرأةٍ،

غير تلك التي تشتهيني،

إلى شجرٍ يابسٍ،

وحقولٍ،

من الحنطة القاحلة !

وأحتاجُ،

وشماً جديراً بوجهي،

واسماً جديراً بصوتي،

وموتاً،

جديراً بهذي الحياه !

وأحتاج مقبرةً للشّفاه !

ومئذنةً..

ليس يُكتمُ فيها الأذانْ.

ولا يستحيلُ الإمامُ حصاناً

على سرجهِ،

يعقدُ المهرجانْ.


مزيداً،

من الحزنِ،

أحتاجُ،

دهراً من الخوفِ،

واللاّ أمانْ.



أجِرني، إذن،

يا إلهيَ من غيمةٍ،

لا تؤدّي الخراجَ إليكْ

ومن قمرٍ،

غارقٍ في كهوف الغياب.

ومن زمنٍ،

لا أرى فيهِ وجهي،

سوى قطعةٍ،

من عجين الذّنوبْ!

مزيداً من الكفرِ..،

حتّى أتوبْ!

مزيداً من الموج أحتاجُهُ

كي أسوّي شراعي.

وأمضي إلى حافظي ذِمّتي..،

وجياعي.

مزيداً من الحزنِ،

كي،

أتعرّى على ساحلي،

وأراكْ.

وأخلع نعليّ عن جبهتي،

وأمشي إلى واحةٍ،

في ذراكْ.

وأسجدُ، مبتسماً،

حين يدفعني الشّكُّ فيكَ،

إلهي،

إلى شرفةٍ،

جمّلتها يداكْ.

مزيداً من الحزنِ،

لا بأسَ،

أحتاجُ يوماً جديداً

وحُزناً مديداً

لكي تنتهي بي خطايَ،

إلى قبلتي...

لكي لا تظلّ

عصافيرُ قلبي

على شجر الرّوحِ تبني بيوتاً

وتسكنها،

ريثما يستقيلُ النّدى

عن متاريسِ حلمي الأخير!

مزيداً من الحزنِ، كي

أتطهّرَ من شهوتي،

أن أكون بهيّا

ومن جبروت الوُلاةِ عليّا

ومن وطنٍ،

كنتُ أبكي عليهِ،

ولكنّهُ صار يبكي عليّا

ومن زمرةٍ

أحكمَتْ قيدها

في يديّا

وألقت متاريسها،

فوقَ صدري

وسيفُ خليفتِها،

مِمْعِنٌ فِيّ طيّا

وإذ قلتُ:

آ.. آ.. آهٍ

يقالُ:

تأوّهتَ ؟؟

ما بِِكَ ؟؟

سيفٌ طواكَ...،

ألا تحتملْ ؟

عربيٌّ..،

وأجملُ ما فيكَ،

أنّ احتمالكَ أكبرُ منكَ!!

لماذا تأوّهتَ يا جَمَلاً،

ضجّت الأرضُ من تحت خُفّيهِ،

لكنّهُ...،

ظلّ مسترسلاً في النّزالْ.

مزيداً من القهرِ.. أحتاجُ،

زدني حصاراً،

إذن يا إلهي،

وزدني انكسارا ً

لكي يركضَ الموجُ فيَّ،

وتصعدُ،

فيّ الحقولُ،

الخيولُ التي،

جلَّ فرسانها سقطوا

والسّحابُ الذي لم يعُدْ يحملُ البرقَ،

والشّارعُ المُستحِمُّ،

بفيءِ ضلالاتِهِ،

والضّلالاتُ في النّارِ،

- كلُّ الضّلالاتِ في النّارِ،

إلاّ التي،

هتكتْ،

سترَ هذا الوطنْ!!

أعِدْني،

إذن،

يا إلهيَ... يوماً

إلى حيث كنتُ ترابا !

يبلّلُني

ماؤكَ الأبويُّ،

ويُسقِطُ،

عن حاجبيَّ الحجابا !

لأترك روحي،

تغنّي كما تشتهي

وأُتمَّ انتسابي إليها،

لكي.. تتجلّى،

إليكَ انتسابا !

أعِدني..،

فقد ضاقَ بي وجعي،

ودمي،

قد تشاغلَ عني،

وأسئلتي،

لا تطيقُ جوابا !

أعِدْني...،

أعِدْني...،

ترابا !

••

د. محمد مقدادي

• شاعر وأكاديمي أردني ولد عام 1952 في بيت إيدس، محافظة إربد
• أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين، ورئيساً لفرع الرابطة في إربد
• حاصل على الماجستير في الاقتصاد الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية 1993
• شارك في العديد من الفعاليات الثقافية، ونُشرت قصائده في الصحف والمجلات الأردنية والعربية.

- من مؤلفاته :

1. أوجاع في منتجع الهم : ديوان شعر. 1984
2. أحلام القنديل الأزرق : ديوان شعر. 1984
3. الانفجار : مسرحية. 1985
4. حالات خاصة من دفتر العشق : ديوان شعر. 1988
5. الإبحار في الزمن الصعب : ديوان شعر . 1989
6. حقول الليلك : ديوان شعر . وزارة الثقافة - عمان. 1995
7. ذاكرة النهر
8. العولمة.. رقاب كثيرة وسيف واحد : المؤسسة العربية للدراسات والنشر. 2000
9. أميركا وهيكلة الموت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر. 2004
10. على وشك الحكمة : ديوان شعر. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. 2005
11. طقوس الغياب : ديوان شعر. دار اليازوري للنشر. 2006
- الموقع الإلكتروني : http://m-migdady.maktoobblog.com

- البريد الإلكتروني : migdados_52@yahoo.com

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved