التشكيل العراقي في مئة عام /عادل كامل

2007-12-06

عن موقع الفنان//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/62983586-ea1b-4ce7-b2ec-8043949571f4.jpeg العراقي

*عن بداية الحركة الفنية الحديثة في العراق : يقول الفنان نزار سليم (( يعود الفضل في بداية الحركة التشكيلية ، في أوائل القرن ، إلى عدد من الرسامين الهواة ، أشهرهم عبد القادر الرسام الذي كان ضابطاً في الجيش العثماني وزملاؤه الحاج محمد سليم ، ومحمد صالح زكي ، وعاصم حافظ وغيرهم ممن تعارف على تسميتهم بالأوائل )) إن هذه البداية ، ستكون نواة لحركة فنية لا تقارن إلا بالتجارب الرائدة في مصر ، ففي الأربعينات ، ستشهد الحركة الفنية ظهور أسماء جديدة .. هنا يصف الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا تلك السنوات على النحو التالي : (( لقد كانت الأربعينات فترة الاكتشاف والدهشة والتوقع ، فقد بدأت الأربعينات بهجرة بعض الفنانين البولونيين الى بغداد بسبب الحرب . فتعرف إليهم جواد سليم وفائق حسن وعطا صبري وغيرهم . وأول ما فعل البولونيين هو أن نبهوا هؤلاء الرسامين الشباب الى قيمة اللون وإمكاناته الهائلة ، إذ كان بعضهم قد درس على بونار بباريس ، وأتخذ (( النقطــة أسلوبــاً له ، وكان ذلك للرسامين البغداديين الشباب كشفاً عن عالم جديد )) لكنه يذكّرنا ، في مقال بعنوان : (( الفن الحديث في العراق )) ببدايات قديمة نسبياً . يقول : (( في مقبرة السليمانية في أوائل هذا القرن كان ضابط يدعى عثمان بك يرسم النساء اللواتي جئن لزيارة موتاهن ، وقد أحاطت بهن خضرة الربيع وزهوره . وقد أثار مشهده وهو يرسم من الفضول والعجب ما جعل ذكره باقياً حتى اليوم وإن لم يبقَ لنا شيء مما رسم )) كما ان الأستاذ شاكر حسن يلفت نظرنا الى الفنان : (( .. نيازي المولوي البغدادي الرسام والخطاط المزخرف الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر ومخلفاته الآن محفوظة في مكتبة المخطوطات في بغداد )) . إن الفنانين الأوائل ، كانوا قد تعرفوا على أساليب أوربية .. ثم جاء الجيل التالي الذي تلقى معارفه الفنية في أهم العواصم الأوربية ليعمق هذا المسار . بهذا الصدد يقول الفنان شاكر حسن : (( أن معنى فن حديث يربط أولاً بالرؤية المعتمدة على مبدأ محاكاة العالم الخارجي في الرسم ، أي الأسلوب الذي ظهر منذ بداية عصر النهضة الأوربية وأستمر بالتطور قرابة خمسمائة عام ثم أخذ بالتحول نحو الأساليب الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر ، ولكنه من ناحية أخرى يرتبط بالرؤية الجديدة في الفن الأوربي )) . على ان شاكر حسن يقول : (( ان معنى (( حداثة )) في الفن العراقي إذن يرتبط بحالتين ، الأولى تقليد الفن الأوربي على العموم ، والثانية محاولة اكتشاف عناصر التجديد والمعاصرة واستلهام التراث الحضاري المحلي والعربي وبالتالي التواصــــل إلى ما يمكن تسميته بالمدرســــة العربيـــة المعاصرة في الفن العراقي ))(18) . وبكلمة أخرى فأن الفن لم يكن بمعزل عن الواقع الاجتماعي نفسه ، على رغم الصدمة التي أحدثتها المعارض المبكرة في بغداد . يقول الفنان نوري الراوي : (( .. وظلت عجلة الفن تدرج على الأرض العراقية البكر ، فبرزت أسماء جديدة فتحت للفن العراقي آفاقاً لم يكن بعرفها أهلوه . ورأى الناس - لأول مرة - ان حياتهم تدخل الى قاعات المعارض وأخذهم العجب مما وجدوه من صور الوجوه التي يعرفونها ، والحياة اليومية لحياة البسطاء منهم ، وراقهم ان يجدوا في هذه الصلة الجديدة أثر الحب الذي يحفظه هؤلاء الفنانون الشباب لأصغر وحدات المجتمع المنسية المهملة )) ثم يتابع : (( كانت أول هزة أيقظت فيهم روح التجديد ، وأوصلتهم بتيارات المدارس الحديثة )) . لكن هذه الهزة سرعان ما تحولت الى علاقة حية دفعت بالفنان الى تخطي المشكلات التي واجهها لا بفعل خزينه التراثي فحسب ، بل بفعل الخبرة التي حصل عليها من جراء دراسته في أوربا ومحاولته الجادة لبلورة شخصيته وملامحها بفعل عوامل مشتركة سبق الإشارة إليها . لكن الناقد محمد الجزائري يلقي الضوء على معنى البداية والتطور في هذا المجال بقوله : (( ففي البدايات الأولى كانت (( الذات )) - على مستوى الإنتاج والتعامل - معدومة ، إذ كان الفن التشكيلي هواية ، وكان هم الفنان الذوبان في الطبيعة ومحاكاتها ، إذ لم يمتلك الفنانون العراقيون الرواد أبعاداً رؤيوية ، بل كان الفن تسجيلياً يكتفي بتلوين حدود المنظور الفوتوغرافي ، فالتقنية لم تدخل عالم التجديد أو تخطي حدود المنظور الطبيعي كما تقدم الطبيعة في الخط واللون والتناظر والظل والضوء .. ويتجسد ذلك في أعمال عبد القادر الرسام ومحمد سليم وصالح زكي وعاصم حافظ .. )) لكن الأستاذ محمد الجزائري لم يقصد بالرواد ما ذهب أو اصطلح عليه أغلب نقادنا .. لأنه سيقول : (( وحين التحق الخط الثاني - من الرواد - ( عطا صبري وأكرم شكري وفائق حسن وجواد سليم ) بحركة الفنون التشكيلية ، كان همهم البحث عن هوية تميز أعمالهم .. )) . وقد شخَّص هذا التطور على النحو التالي : [ أولاً : مرحلة البحث عن الذات ( 1920- 1930) . ثانياً : مرحلة البحث عن الهوية ( 1930-1940) . ثالثاً : مرحلة البحث عن اليقين وحركة التجديد ( 1940- 1950) . رابعاً: مرحلة التواصل مع القضية ( 1950 - 1976 ) ] (23) . إن هذا التقسيم ، غير مضلل ، إنما يوسع من دائرة النقاش ، مستقبلاً . 4- الحداثة .. التأسيس : كانت التجارب الأولى لجيل عبد القادر الرسام تقليدية . لكنها شكلت قاعدة واضحة للتطور في المفاهيم الجديد .. بل يمكن القول ان تلك التجارب التي تأثرت بالفنون العالمية قد مهدت الأسباب للتعرف على الإنجازات الأكثر تقدماً . فأرسلت الدولة ، منذ العقد الثالث والعقود التالية مجموعة من الطلاب لدراسة الفن التشكيلي . وبعودة هؤلاء شهدت الحركة الفنية تغيراً واضحاً في الاتجاهات والأساليب . وبتأسيس معهد الفنون الجميلة عام 1936 وقسم الرسم عام 1939 ، ترسخت أولى التقاليد أولى التقاليد المنهجية .. أي العمل وفق القواعد المدرسية . وبالفعل ، بعد سنوات ، ظهرت النتائج ، وبفعل موهبة جواد سليم ومهارة فائق حسن ، كما أشار الى ذلك الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا في حينه ، وبوجود جيل الرواد عامة ، تجذرت تلك المهارات بنتائج متقدمة .. وعملياً فأن تأثير الأساليب الشائعة كان واضحاً ومباشراً .. وهو تأثير دفع بهؤلاء الرواد الى المعالجات الفنية الجديدة .. فقد كان لتأثير الحداثة - العالمية - سبباً مباشراً بظهور تجارب رائدة .. بهذا المعنى عالج الفنان العراقي تلك الأساليب التي درسها أو تأثر بها في سنوات تكوينه الأولى . فنراه يعود الى الانطباعية ، كما في لوحات حافظ الدروبي وسعد الطائي وآزاد شوقي وحياة جميل حافظ .. ونراه يجرب المناخ السوريالي كما في لوحات د. علاء حسين بشير ومحمد راضي مثلاً .. أي ان الفنان كان يدرك أهمية المعاصرة وضرورة التوصل الى نتائج توازي المتغيرات في الواقع الاجتماعي والثقافي .. فقد كانت الحداثة في الشعر والقصة والمسرح ذات أثر كبير في الواقع اليومي . ولعل أثر معهد الفنون الجميلة ( والتجمهات الفنية ) لا ينسى في هذا المجال .. ذلك لأنه كان الرائد الحقيقي لهذه القواعد والأسس الجادة لخلق التجارب ذات الطابع الحديث . كذلك فأن الدور الريادي لعدد من المواهب قد جعل للحداثة قيمة أساسية لمعنى الفن . وربما لهذا السبب لا نستطيع الفصل بين الحداثة والتأسيس .. ففي الحالتين كان الفنان يغامر من أجل النتائج الجديدة . فهو مشغول بالقواعد ووضع الأسس من ناحية ، وهو يبحث عن النتائج المتقدمة فنياً من ناحية ثانية . بمعنى ان مهمة جيل الرواد كانت مزدوجة .. فالهوية الوطنية للفن لم تتبلور إلا على نحوٍ عفوي .. لكنت الأسئلة بدأت تثار وأصبحت ذات تأثير مباشر لدى عدد من الفنانين : أسئلة لا تبرر الحداثة وإنما لتجعلها متطابقة مع النوايا الفنية .. ولهذا السبب ظهرت ثلاث جماعات فنية هي : جماعة الرواد .. جماعة بغداد للفن الحديث .. وجماعة ( الانطباعيون العراقيون ) .. ومن خلال دراسة أسباب ظهور هذه الجماعات ، يمكن التعرف على مغزى الأسلوب والمعالجات .. لكننا نتعرف عامة على نتيجة واحدة ألا وهي ان الفنان العراقي غدا مدركاً لمغزى المعاصرة دون إهمال الموروث . بهذا الصدد ، مثلاً ، يقول (( روبرت شورت )) : (( أفاد المذهبان الدادائي والسريالي من إبداعات الأجيال السالفة ، وعليه استغلا كثيراً التقدم الذي تحقق في الجوانب الأسلوبية )) . وبشكل عام فأن التأسيس الفني ، ووضع القواعد ، كما في باقي الفنون ، بدأ بهاجس الحداثة ونزعة التجديد . وهذه البداية استطاعت ان تشكل قاعدة أو تقليداً للإبداع الفني . لكن الأسئلة حول (( هوية )) الفن ما زالت قائمة .. وما زال الفنان ، حسب قول للفنان حافظ الدروبي ، يبحث عن هويته . 5-الحداثة .. عودة الى الموروث : لم تكن العودة الى الموروث ، كما في أعمال خالد الرحال وجواد سليم وضياء العزاوي ، إلا للبرهنة على قيمة الماضي .. ذلك لأن اكتشاف الذات يطلب ، على حد كلمة للفنان خالد الرحال ، معرفة بالجذور . وعلى كلّ برهنت هذه العودة ، أو هذا التذكر على الأقل ، ان إعادة صياغة الموضوعات المعاصرة لا يتقاطع مع تحليل ودراسة الموضوعات السابقة . بل كان هذا الاتجاه أكثر صدقاً في التعبير عن المعاصرة . ولكن الجديد في هذا المنهج ان الفنانين وجدوا في الموروث محفزاً لمناقشة القيم الكبرى أو الأصلية في إبداع مرآتهم المعاصرة . لقد شعر جواد سليم بقلق وهو ينفذ أعماله بتأثير المدارس الأوربية .. حتى ان الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا يذكر ان فناناً إنكليزياً كان محفزاً لجواد سليم في الأربعينيات .. لهذا عاد لدراسة الفن العراقي القديم والإسلامي مؤشراً حقيقة ان التجديد ليس إلا حصيلة هذا البحث الشامل . وعلى أية حال لم يكن مفهوم الحداثة قد تبلور إلا بفعل الصراع الخاص بالأساليب وتحديد النتائج من خلال هذا الصراع نفسه .. بمعنى ان التأثيرات المعاصرة قد دفعت بعدد من الفنانين للعودة الى دراسة موروثهم دراسة متأنية عميقة . وقد أعطى هذا الاتجاه نتائج متقدمة إزاء المؤثرات الخارجية . وهنا تعكس أعمال جواد سليم الحصيلة لدراسة الموروث . بإيجاز كان مفهوم الحداثة قد ارتبط بإنجاز العمل الفني المتكامل : العمل الفني الذي يمتلك هويته الوطنية . فالحداثة بهذا المعنى ليست تقليداً للأساليب الأخرى .. بل هي ، إبداع العمل الذي تتمثل فيه روح العصر دون تقاطع مع الحلقات المشرقة للموروث . ولعل منحوتات خالد الرحال تمثل معنى الحداثة على نحو آخر .. تلك المنحوتات التي صاغ بها أسلوبه غير التقليدي والذي أصبح مؤثراً في مسار النحت الجديد .. فالعودة الى الموروث ، إذن ، كانت بمثابة مراجعة للتاريخ الخاص بالأسلوب .. وبالموضوعات أيضاً . فمن خلال دراسة أسرار الفن وخفايا الأسلوب استطاع الفنان التوصل الى ذاته . ذلك لأن الحداثة ، عامة ، لا يرتبط بقانون محدد لا على صعيد الأسلوب أو على مستوى الإنكار .. فإذا كان جواد سليم قد عاد الى الموروث ، فأن محمود صبري عاد الى الواقع . وكلاهما ، في المحصلة ، يؤكدان معنى الحداثة في التجربة . بل نحن نرى ان فرج عبو يذهب الى التجريد من أجل الهوية الخاصة بالعمل الفني . وهناك اجتهادات عديدة معروفة منها العودة الى الطبيعة . لكن مفهوم الحداثة ، كما سنلاحظ ، لم يتبلور إلا من خلال صراع الأفكار والأساليب .. وهنا نلاحظ ان الفنان نوري الراوي يشخص هذه الظاهرة تشخيصاً واضحاً في كتابه (( تأملات .. )) . ومن بين التجارب التي ظهرت تجربة البُد الواحد التي استلهم فيها الفنان الحـــــــرف العربي . وقد كتب الفنان شاكر حسن مقدمة للمعرض الأول جاء فيها : (( في الوقت الذي يتطلع فيه الفن بلادنا نحو مصيره الزاهر ، مساهماً في تطوير التراث العالمي تبرز له قيمة فكرية وفنية هامة طالما كانت من معالم شخصيته المبدعة ، منذ تدفق آخر الموجات السامية ، بين المشرقين الأدنى والأقصى ، وتلك القــيمة هي الخــــط ، أو الجانب الإشراقي في الفـــكر الإسلامي )) ثم يتابع :( نجد أنفسنا اليوم - ونحن لفيفاً من الفنانين الذين يساهمون في إدخال الحرف عبر أعمالهم التشكيلية - ملزمين بإقامة معرض فني ، ووثائقي معاً باسم معرض البُعد الواحد وتحت شعار ( الفن يستلهم الحرف ) ومن نقطة انطلاق تشكيلية بحتة ، مثمنين به هذا العنصر الفني الهام ، كجذر معبّر عن روح حضارتنا وفلسفتها معاً في أكثر جوانبها إشراقاً ، لا سيما وان مثل هذا المعرض الذي يقام لأول مرة في بغداد سيضطلع بأهميته ( الاثارية ) و ( الفنية ) و ( الشعبية ) معاً )) وقد أنضم عدد كبير من الفنانين الى هذا التجمع الذي غدا ظاهرة بارزة في معنى التجديد .. بيد ان السؤال : هل يشكل هذا الاتجاه حداثة ؟ أننا بالتأكيد نتذكر الفنان العراقي القديم ، منذ فجر السلالات ، والمصري القديم ، والصيني .. الذي استعملوا الحرف . وقد مرت الفنون العالمية عبر مراحل تطورية لم يهمل فيها الفنان إدخال الحرف كقيمة جمالية خالصة . حتى أننا سنرى الفنان في الحضارة الإسلامية يزداد ارتباطا ً بهذا الجانب في بُعديه الروحي والتقني . كما أننا - على صعيد الحداثة - العالمية - نتذكر أولى تجارب (( جورج براك )) في منح الحرف قيمة فنية جمالية وتعبيرية . على ان هذا كله لا يشكل تقاطعاً في إحياء هذا الاتجاه من منظور آخر .. فالحرف عند رافع الناصري قيمة جمالية تتوخى التعبير عن وحدة الومضة الخارجية بالحركة الروحية الخفية . وعند ضياء العزاوي يصير الحرف قيمة تعبيرية وأخلاقية . والحرف عند شاكر حسن نفسه بحث في الوحدة والتلاشي والتجدد .. والحرف عند جميل حمودي ضرب من البناء الروحي المعبّر عن جماليات الفلسفة الإسلامية من منظور عصر الماكنة ( الذرة وما بعدها .. والحروب التقليدية وعصر الإبادة والرفاهية معاً ) .. والحرف في منحوتات محمد غني حكمت يتداخل بأقواسه ليمنح أعماله طالباً متميزاً .. الخ . كل هذا ساهم ببلورة تيار يمثل أحد معالم الحداثة والتجريب في التشكيل العراقي . بحث عن الهوية الفنية متمثلة بفلسفة جمالية مثالية في الغالب . وفي جانب آخر ظهرت تجارب التلصيق ( الكولاج ) .. وهنا يظهر مدى استثمار الفنان للتجارب الأوربية .. لكن هذه التجارب محدودة جداً .

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved