معرض دولي للفن التشكيلي في اللاذقية

2008-05-28

أسرار الطبيعة وكينونة الإنسان في معرض دولي للفن التشكيلي

معر//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/1be08eae-842f-4ec5-934d-549297a8838e.jpeg ض الفن التشكيلي الدولي الأول في مدينة اللاذقية السورية يشكل فرصة لتبادل الخبرات بين فنانين من عدة دول عربية وأجنبية. المعرض اظهر اهتمام العرب برصد بيئتهم، في الوقت الذي ركز فيه الفنانون الأوروبيون على الإنسان وكينونته

 

بعد النجاح الذي حققه ملتقى النحت الدولي الأول الذي نظمته وزارة الثقافة السورية في تموز الماضي بمشاركة ألمانية وأوروبية واسعة على ارض معرض دمشق الدولي القديم، تنظم الوزارة الملتقى الدولي الأول للتصوير الزيتي في محافظة اللاذقية في الفترة الواقعة ما بين السادس والثلاثون من الشهر الجاري سبتمبر/ أيلول 2008. يندرج هذا الملتقى ضمن إطار احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية التي خصصت مساحة هامة لتشجيع الحوار وتبادل الخبرات بين الفنانين العرب والأجانب، لاسيما الأوروبيين منهم. ويشارك فيه ثلاثون فنانا من دول عربية وأوروبية بينها سوريا والسعودية والعراق وتونس وفرنسا وروسيا ورمانيا وكندا. ومن أبرز فعالياته تسليط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين المدارس الفنية العربية والغربية بهدف تحقيق المتعة والفائدة من جهة، ومد جسور التعاون بينها من جهة أخرى.

 

"الفنون والثقافات تمثل خط دفاع عن العولمة"

لعل //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a7b06766-847b-40b2-ac8d-6adf2152c552.jpeg ما يلفت النظر في لوحات الفنانين العرب تقديمهم لبعض الأعمال الفنية التي تعكس الثقافة المحلية وبيئتها الجغرافية وتاريخها المتراكم بشكل دقيق. وتعادل هذه الأعمال برأي فنانين أمثال الكويتي عبد الرسول سلمان مثيلتها الغربية في لغة التعبير والنواحي الجمالية. وهو أمر شديد الأهمية برأيه، لأن الفنون والثقافات تمثل خطوط دفاع رئيسية ضد العولمة التي تهدد الهويات الوطنية. سلمان قدم لوحات عبر فيها عن بيئته ووجدانه من خلال منمنمات صغيرة. ومما ذكره في سياق تعليقه عليها: "أركز في أعمالي على حرية التعبير وعلى القيم الإنسانية التي تعطي لعمل فني قيمة متميزة بغض النظر عن البيئة التي وجد فيها".

 

"الفن التشكيلي عالمي يتجاوز حدود اللغة"

 

وقد أظهر المعرض أيضا تأثير الحضارة الشرقية على المدارس الفنية في الغرب، خاصة في مجال التعبير والتجريد. الفنان التشكيلي الفرنسي مانيس مثلا رسم الكثير من أعماله اعتمادا على تجارب جمعها في الشرق الأوسط وآسيا. ويرى مانيس بأن اللوحة التشكيلية لغة عالمية لا تترجم إلى لغات أخرى كونها نتاج تأثير على الثقافات الأخرى وتأثرا بها.

وعلى //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5cac5dff-ff5e-40a6-a39a-6bcaf4c2a6c7.jpeg الجانب الأخر تأثر الفنانون العرب بالمدارس التشكيلية الغربية الحديثة بشكل كبير على حد تعبير الناقد الدكتور عبد العزيز علون. وهنا يمثل علون الرأي القائل بأنه لا توجد فواصل فنية تشكيلية بين بلد وآخر. فمن وجهة نظره يمكن أن يكون هناك فنان عربي وزميل غربي له يعبران بشكل متشابه عن موضوع معين. غير أنه يعيب على الفن التشكيلي العربي ضعفه وعدم وصوله إلى مستوى العالمية كونه حديث النشأة. كما أنه لا توجد الكثير من المعاهد والجامعات والمراكز المهتمة به، إضافة إلى ضعف التقاليد الفنية مقارنة مع أوروبا.

 

العرب يركزون على البيئة والغربيون على الإنسان

وبغض النظر عن الميزات الخاصة بكل عمل فني معروض سواء لجهة المواضيع أو النواحي الجمالية، فإن نظرة عامة إلى العروض تُظهر اختلافا في اهتمامات الرسامين العرب عن زملائهم الغربيين. فبينما يركز العرب على الطبيعة التي تشكل مصدر الإلهام بالنسبة لهم، يتناول الغربيون بالدرجة الأولى على الإنسان وكينونته حسب الفنان الأردني مجد العامري. ويصور الرسامون العرب الطبيعة بشكل مجرد أو تعبيري كما يظهر من خلال أعمال مجد. يقول مجد في هذا السياق: "أحاول عكس الزمن والأشياء التي على علاقة بألوان الأتربة والصخور وانعكاساتها في الماء". ويضيف: "استخدم ملامس مختلفة كالخشن والناعم والسميك والشفاف كما في الطبيعة حيث الغيوم الشفافة من جهة والأشجار ذات الملمس الخشن من ناحية أخرى".

 

وعلى خلاف الاهتمام بالطبيعة تركز الفنانة التشكيلية الفرنسية ليّا مافديت Lea Mavdet على الإنسان من خلال رسم جوانب مختلف من أطيافه وحركاته باستخدام ألوان محددة وهي الأبيض والأسود والرمادي مثلا. وتضيف: "أقوم برسم لوحات متحركة بعيدة عن الطبيعة التي هي بالنسبة لي مجرد مكان استرخاء بدلا من أن تكون أحد مواضيع لوحاتي". وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفنان الروماني باربو بيجان Barbu Bejan الذي يركز في لوحاته على الحياة باعتبارها مبنية على علاقات متحركة بخطوط منحنية. باربو يعلق على لوحاته بالقول "عملي يمثل التداخل بين الناس والمجتمع بحيث يمكن قراءة لوحتي كقصة أو كرواية إلى حد ما".



 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved