مضى " يوم المرأة العالمي " والذي يصادف في الثامن من آذار من كل عام ، واحتفى العالم بالمرأة ، تقديراً لها ولنضالاتها وتضحياتها ، وتكريماً لدورها في مناحي الحياة المختلفة ، ووفاءً لتضحياتها في سبيل انتزاع حقوقها المسلوبة وتحسين أوضاعها وضمان حياة كريمة لها . وفي ظل تجاهل العالم للمرأة الفلسطينية ومعاناتها وحقوقها المسلوبة ، لا سيما المرأة الفلسطينية الأسيرة التي تقبع في غياهب سجون الإحتلال منذ شهور وسنوات طويلة ، و يغض النظر عما تتعرض له من صنوف مختلفة من التعذيب والإيذاء الجسدي والنفسي والمعنوي ، ولألوان متعددة من الحرمان والمعاناة ، لم تكن الفعاليات والأنشطة الوطنية بالمستوى المطلوب ، ولم ترتقِ صراحة لمستوى مكانة المرأة الفلسطينية عامة وتضحيات المرأة الأسيرة ومعاناتها خاصة ، فيما أعلن أول أمس في " جنيف " وخلال مؤتمر خصص لنصرة الأسرى ، بأن يكون العام الجاري 2011 ، عام الأسيرات الفلسطينيات ." عالم " يتعامل بمكيالين ، يُكرم المرأة وينادي بحريتها وضمان حقوقها ، ويتجاهل المرأة الفلسطينية عامة والأسيرة خاصة ، في " يوم المرأة العالمي " ، ( لا ) بل وعلى مدار عقود مضت ، ليتركها فريسة للسجان الإسرائيلي وانتهاكاته الجسيمة وجرائمه المتعددة وسياساته القمعية والعنصرية ، ضارباً بعرض الحائط كافة المواثيق والإتفاقيات الدولية ذات الصلة بعرض الحائط على مرأى ومسمع من العالم أجمع .ومضى " يوم المرأة العالمي " ، فحرمت المرأة الفلسطينية الأسيرة من الإحتفاء به بحرية ، ولم تسعَ المؤسسات الدولية التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان والناشطة في مجال حقوق المرأة ، إلى إنصافها وابراز قضيتها وتسليط الضوء على معاناتها المتفاقمة ، ودعم حقها بالحرية ، إلا ما ندر ، فاضطرت الأسيرة لأن تحيي ذاك اليوم بطريقتها الخاصة بين جدران السجون وعتمة الزنازين وأن تؤكد على اصرارها على المضي قدماً صوب تحقيق أحلامها .ونُذَّكر هنا بأن كافة المؤتمرات الدولية التي عُقدت في فلسطين وخارجها ، قد سلطَّت الضوء على أوضاع الأسيرات ومعاناتهن داخل الأسر وما بعد التحرر ، وخلُصَت تلك المؤتمرات إلى مجموعة من القرارات والتوصيات التي تدعم المرأة الأسيرة وتدعم حقها بالحرية وتنصف الأسيرة المحررة وتطالب بتوفير حياة كريمة لها ، بدءاً من مؤتمر أريحا في نوفمبر 2009 ومروراً بمؤتمرات غزة ورام الله والجزائر والمغرب ، وصولاً إلى " مؤتمر جنيف " والذي أعلنت فيه الشبكة الأوروبية ، وهي منظمة نرويجية تعمل في مجال حقوق الإنسان، بأنها ستجعل عام 2011 عام الأسيرات الفلسطينيات ، وخلال المؤتمر ذاته أعلنت النائبة في البرلمان الأندونيسي " نور حياتي " بأن أندونيسيا ستحتضن العام المقبل مؤتمراً دولياً لدعم النساء الفلسطينيات بمن فيهم الأسيرات .والسؤال الذي يراودنا الآن وبعد مضي " يوم المرأة العالمي " وتجاهل العالم بمؤسساته المختلفة لمعاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة ، هل سيكون العام 2011 عام الأسيرات وهل ستشهد الشهور المتبقية من العام الجاري ترجمة حقيقية لكافة القرارات والتوصيات التي خلُصَت إليها المؤتمرات الدولية لتشكل بمجموعها قاعدة أساسية لمرحلة جديدة ونوعية في التعامل مع ملف الأسيرات في سجون الإحتلال الإسرائيلي والأسيرات المحررات ..؟ * عبد الناصر فروانةأسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية0599361110Ferwana2@yahoo.comالموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبانwww.palestinebehindbars.org