تقع مدينة حمص في القسم الأوسط الغربي من سورية على طرفي وادي العاصي الأوسط والذي يقسمها إلى قسمين، القسم الشرقي وهو منبسط والأرض تمتد حتى قناة ري حمص. والقسم الغربي وهو الأكثر حداثة يقع في منطقة الوعر البازلتية. تبعد حمص عن دمشق 175 كم وإلى الجنوب من حلب على مسافة 200 كم وإلى الشرق منها تبعد تدمر 150 كم وإلى الغرب منها طرابلس لبنان على مسافة 90 كم .
وحمص بموقعها المميز وجوها المعتدل صيفا ومواقعها التاريخية الكثيرة المنتشره في ارجاء المدينة والنشاط الكبير المتواصل، ولأهميتها كحلقة وصل بين مناطق كثيرة من سوريا لذا فإنها مليئة بالزائرين والسياح والوافدين اليها من المناطق القريبة، وتشتهر مدينة حمص بأسواقها التراثية ومجمعاتها الحديثة فهى مدينة تجارية بأمتياز وتشتهر بانواع من اكلاتها وحلوياتها التي تتميز بها، مثل حلاوة الجبن والحلاوة الحمصية، وتنظم شركات السياحة في حمص رحلات سياحية إلى مدينة تدمر الشهيرة والى قلعة الحصن والمصايف التابعة لحمص ولجبال ومصايف الساحل السورى وفي مدينة حمص الكثير من الفنادق والمطاعم والمقاهي والمنتزهات .
حمص في صفحات التاريخ
لعل أقدم موقع سكني في مدينة حمص هو تل حمص أو قلعة أسامة، ويبتعد هذا التل عن نهر العاصي حوالي 2.5 كم، ولقد أثبتت اللقى الفخارية أن هذا الموقع كان مسكوناً منذ النصف الثاني للألف الثالث قبل الميلاد، ولقد ورد اسم حمص محرفاً في وثائق ايبلا المملكة السورية الشهيرة. وتدل أخبار موثقة التي تمت في تل النبي مندو قرب حمص أن مدينة حمص عادت للحضور، وما زالت الدراسات الأثرية قاصرة عن تحديد تاريخ حمص في العصر البرونزي والحديدي. ولكن تاريخ حمص في العصر السلوقي يبدو أكثر وضوحاً، ذلك أن قبيلة شمسيغرام كانت قد أقامت سلالة ملكية عرفنا أسمائها من عام 99 م وحتى عام 133 م. ثم كانت قبيلة كويرينا وقبيلة كوليتا في حقبة متأخرة ولبت حمص دورا هاما على مر التاريخ وذلك بسبب موقعها الواصل ما بين سوريا الداخل والبحر المتوسط وما بين الشمال والجنوب وقد انجبت حمص اباطرة وملوك ومشاهير مثل الاميره الحمصيةجوليا دمنه والاباطره كركلا ووايلا كبعل وسيفيروس الاسكندر والفيلسوف الحمصي لونجبنوس والطيب الشهير مارليان .
آثار حمص
تحتوي مدينة حمص عدة مواقع أثرية حيث شيّدت في حمص مدارس وأبنية دينية كثيرة من مساجد ومقامات في مراحل العصور والحضارات القديمة وفي العصر الإسلامي، كما شيدت فيها كنائس ومعابد خلال العهود القديمة والإسلامية الوسيطة المتأخرة أهمها:
المدرسة الخالدية
وهي مدرسة الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه، يعود بناء جامع خالد بن الوليد إلى العهد العثماني أيام الوالي ناظم باشا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني , وقد تم هدم البناء القديم الذي بناه السلطان الظاهر بيبرس في عام ( 6644 هـ - 1265 )، و كان خارج مدينة حمص حيث تكية أنشأها الظاهر بيبرس وفيها يتم تدريس التلاميذ و إطعام الفقراء الذين يؤمون المسجد أو الجوالين , و بعد هدم الجامع و التكية في أوائل القرن العشرين أقيم المسجد الحالي و مدرسة في الجهة الشرقية و الشمالية من المسجد، وتم بناء المدرسة الشرعية الحالية التابعة إلى دائرة الأوقاف بحمص عام 1948 الذي أسهم في تأسيسها الشيخ عبد القادر الخوجة ومعه الشيخ عبد العزيز عيون السود ومن درّس فيها الشيخ راغب الوفائي و الشيخ طاهر الرئيس و الشيخ عبد الفتاح الدروبي و الشيخ محمود جنيد و الشيخ محمود السباعي
ومن اشهر من زار المدرسة من العلماء:
- الخياري 1669 م
- العلامة عبد الغني النابلسي 1693 م
- الامير عبد القادر الجزائري 1861 م
و الجدير بالذكر أن آخر شيخ كتّاب لحي الخالدية حسب إحصائية 1957 هو الشيخ سعيد الخوّام الذي بلغ عدد عدد تلاميذه 150 تلميذ بالإضافة لوجود مكاتب أخرى هي مكتب الشيخ سعيد العليوي 30 تلميذ, و الشيخة توفيقة صوفان 25 تلميذ والشيخة فاطمة دباس 75 تلميذ
وتم بناء المدرسة الشرعية الحالية التابعة إلى دائرة الأوقاف بحمص عام 1948 الذي أسهم في تأسيسها الشيخ عبد القادر الخوجة ومعه الشيخ عبد العزيز عيون السود ومن درّس فيها الشيخ راغب الوفائي و الشيخ طاهر الرئيس و الشيخ عبد الفتاح الدروبي و الشيخ محمود جنيد و الشيخ محمود السباعي
الجامع النوري الكبير:
كان هيكلاً للشمس ثم حوله القيصر ثيودوسيوس إلى كنيسة ثم حول المسلمون نصفه إبان الفتح العربي إلى جامع وبقي النصف الآخر كنيسة للمسيحيين، لاحقاً وبنتيجة تهدم هذا المسجد بالزلزال في أيام نور الدين الشهيد فأعاد بناءه سنة 1129 م على شكله الحالي حيث قام بشراء الأرض وضمها لأرض المسجد الجامع.
جامع خالد بن الوليد:
الذي يضم ضريح القائد العربي البطل خالد بن الوليد المتوفى في حمص سنة 641 م. ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة حمص. يعود بناؤه إلى أواخر العهد العثماني (النصف الثاني من القرن 19 أيام السلطان عبد الحميد الثاني ) كما يضم ضريح عبد الرحمن بن خالد بن الوليد و عبيد الله بن عمر بن الخطاب .
وفيها كثير من المقامات مثل مقام أبو الهول، مقام أبو موسى الأشعري,والصحابي عمرو بن عنبسة والصحابي العرباط بن سارية في الحولة ومقام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وغيرها.بلإضافة الى
كنيسة ام الزنار 59 ميلادي وفيها زنار السيدة العذراء وكنيسة مار الليان الحمصي 432 ميلادي وفيها قبر القديس الليان الحمصي
أسماء ومسميات من حمص
1- العصياتي:
تسمية لحمّام وجامع. وهما متقاربان، غير بعيدين عن السور الشرقي للمدينة، مابين باب تدمر وباب الدريب. نسبة إلى عائلة حمصية اشتهرت باسم ابن العصياتي ومنهم البدر محمد بن ابراهيم، وكان فقيه مفرط الذكاء من طبقة القضاء الأولى. مات في عام 834 هـ 1430م. كذلك اشتهر ابنه محمد بن محمد وكان فقيهاً ونحوياً، تولى القضاء في دمشق ثم في حمص ومات فيها عام 858هـ 1454م كما اشتهر الحفيد محمد بن محمد بن محمد الذي عرف بالحافظ وقد ولد بحمص عام 843هـ 1439م.
2- السراج:
حمَّام وجامع. وهما متقابلان، في منطقة الورشة قرب باب تدمر. وكانت التسمية نسبة إلى السراج عمر بن موسى القرشي الحمصي. تولى القضاء في عدة مدن وتوفي عام 861هـ 1457م. وقد تزوج الخليفة العباسي القائم بين المتوكل القاهري ابنه السراج حواء. وكلمة السِراج هي اختصار كان شائعاً في ذلك الوقت لسِراج الدين.
3- أبو الهول:
تطلق هذه التسمية على الشارع الممتد ما بين السوق المسقوف وبستان الديوان. وهي نسبة لمزار فيه ضريح لأبي الهول. وهو تابعي كان مولى لبني طريف من كندة. وقد سمي أبو الهول لشدة سواده وضخامة جسمه، وبعد اسلامه ساهم مع قومه في فتوح الشام، وكان له دور مهم في فتح قلعة حلب. ثم سكن في حمص وتوفي بها وضريحه يزار حتى الآن..
4- كعب الأحبار:
تطلق هذه التسمية على شارع يحازي موقع السور الشرقي للمدينة القديمة نسبة إلى كعب الأحبار الذي يجاور ضريحه هذا الشارع أمام باب الدريب. وهو كعب بن ماتع الحميري من الطبقة الأولى للتابعين في الشام. مات بحمص عام 32هـ 652م. ودعي كعب الأحبار لكثرة علمه ومناقبه وحكمه. كان من رواة الأخبار يقص على الناس، وقد بلغ مئة وأربع سنوات من العمر.
5- العمري:
هو مسجد يقع في شارع الحسيني شمال شرقي القلعة. يسمى أحياناً جامع النخلة نسبة إلى نخلة كانت في صحنه ولكن الشائع أكثر هو العمري نسبة إلى عمر بن يوسف الحنفي البقراصي الذي جدد بناء الجامع. ودفن فيه عندما مات عام 1739م وقد سمي أيضاً جامع التركمان لسكن عدد كبير من التركمان حوله.
6- أبو العوف:
هو شارع شق بأوائل هذا القرن. يصل مابين شارع القوتلي (السرايا) وسوق الخضرة وقد اتخذ اسمه من ضريح في طرفه الشمالي يقال أنه لمحمد بن عوف الطائي. وهو من أشهر رواة الحديث وحفاظه بالشام في القرن الثالث الهجري. وعندما هدمت مديرية الأوقاف المقام لتجديده عام 1994 ظهرت عدة قبور مع شواهد حجرية كتب على أحداها (محمد أبو العوف الطائي الميلوي) ، يُذكر أنه بني مصلّى صغير يتسع لحوالي 40 مصليا في شارع أبي العوف يحتوي على قبره .
7- السايح (وادي السايح):
وهو منخفض يقع شمال حمص القديمة كان يسمى وادي الخالدية لامتداده نحو ضريح خالد بن الوليد. وقد سمي بالسايح نسبة إلى الشيخ محمد السايح الاسكندراني. الذي جاء إلى حمص في القرن التاسع عشر، ويذكر أنه كان مسيحياً يعيش في الاسكندرية، وأمسكه اليهود لذبحه من أجل تحضي فطير الدم، ولكنه استطاع الفرار منهم بأعجوبة. ثم أسلم وتزهد وساح في البلاد حتى وصل حمص فسكن في بيت على شكل صومعة قرب الوادي حتى وفاته.
8- الدبلان:
وهو من أشهر شوارع حمص وأكثرها شعبية للنزهة المسائية، وقد أخذ اسمه من كنية صاحب مقهى اسمه أمين الدبلان والذي أقام مقهاه على الساقية التي كانت تجري مخترقة المنطقة حتى ما بعد منتصف القرن الماضي. واشتهرت قهوة الدبلان لتعطي فيما بعد اسمها للشارع المؤدي إليها وأصبح شارع الدبلان وهو يمتد من الساعة الجديدة إلى حديقة الدبلان.
9- الشياح (جورة الشياح):
وهو اسم لحي من أحياء المدينة الجديدة. وكانت المنطقة عبارة عن منخفض على يسار المتجه شمالاً من باب السوق إلى جامع خال بن الوليد. وكانت مكاناً للمكالس، حيث يحرق فيها الحجر ويحول إلى كلس وكان الوقود هو نبات الشيح البري، وربما سكن فيها شياح (جامع الشيح) فدعيت بأسمه.
10- الشناوي (جورة الشناوي):
وهي منطقة سكنية الآن وكانت منخفضاً ما بين القلعة ومقام الخضر. وكانت تزرع سقياً لوجود نبع ماء صغير فيها. أما اسم الشناوي فنسبة إلى شخص من آل السيد سليمان تملك قطعة منها وسكن فيها، وهو شناوي من أتباع الطريقة الصوفية الشناوية المتفرعة عن الطريقة الأحمدية.
11- العدوية:
تطلق هذه التسمية على على جزء من زاوية صوفية تحولت الآن إلى مضافة لعائلة بني السباعي،و يقال انه لاحدى زوجات نور الدين الشهيد. وكانت امرأة صالحة تقية متصوفة وقد أطلق عليها اسم المتصوفة المشهورة رابعة العدوية تشبيهاً بها لزهدها
كما توجد في حمص منطقة أخرى تسمى العدوية تقع خارج باب الدريب نسبة إلى آل العدوي مالكي الأرض التي تحولت إلى حي سكني.
12 - المريجة:
وتطلق هذه التسمية على منطقة تجاور باب الدريب من الجنوب. وكانت المريجة أرض البيادر لحمص القديمة، تكدس عليها الحبوب بعد حصادها لتدرس وتذرى. وفي الربيع ينبت الحب المتساقط على الأرض فتتحول المنطقة إلى مرج أخضر. ومن هنا جاء اسمها، فالمريجة تصغير للمرجة، ولذلك كانت مقصد المتنزهين في الربيع. واشتهر فيها الاستعراض الغنائي الشعبي الذي كان يقوم فيه الشباب أثناء النزهة وهو (قبة حمام الزيني).
13 - الصفصافة:
وهي اسم لمنطقة في حمص القديمة. وسبب التسمية يعود لوجود صفصافة كبيرة كانت في ساحة صغير تقع جنوب جامع الزعفرانة ويمر بها شارع ابن زهر. وقد اشتهرت الصفصافة بفن المصدر الحمصي وكانت آخر معاقل هذا الفن الغنائي الاستعراضي التراثي في حمص.
14- قصر الشيخ:
اطلقت هذه التسمية على شارع ومنطقة في حمص القديمة تمتد من شارع أبو الهول حتى الورشة وهي نسبة إلى بيت (قصر) الشيخ عبد الله الحراكي. وهو أول مشايخ زاوية الحراكي، القريبة من القصر. وكان آخرهم الشيخ ياسين الذي تروى عنه كرامات كثيرة.
15- الثغرة:
وهي تسمية لمنطقة من حي الفاخورة في حمص القديمة، نسبة إلى ثغرة أحدثت في السور الشمالي، بعد اهماله وانتهاء دوره الدفاعي، للعبور منه إلى خارج المدينة وهي من أولى الثغرات في السور ولذلك اشتهرت وكان في المنطقة حمام عرف باسم حمام الثغرة.
16- طاقة أبو جرس:
وكانت أيضاً احدى الثغرات في السور الشرقي مابين باب الدريب وباب تدمر. وعن سبب التسمية يتناقل سكان المنطقة رواية شعبية تقول أن حيواناً يؤكد البعض أنه كلب في رقبته جرس كان يشاهد ليلاً بالقرب من الطاقة. وهناك تلميح إلى أنه من الجان ويقوم بحراسة هذه الثغرة.
17- تحت المادنتين (المئذنتين).
أطلقت هذه التسمية على جزء من شارع الأبرار وقد اكتسب هذا الاسم من مئذنتي جامع الابرار وجامع الحنابلة. ولارتفاع المآذن فقد قيل للمنطقة التي بينهما تحت المئذنتين وبالعامية الحمصية المادنتين..
18- ظهر المغارة:
تطلق هذه التسمية على أحد أحياء حمص القديمة والذي يميد شمال القلعة ويقال أنها نسبة إلى مغارة القلعة التي تتجه جنوباً وهذه المنطة خلف المغارة تماماً فهي ظهر المغارة. ولكن هناك رأي آخر يقول أن التسمية جاءت من مغارة كبيرة تمتد تحت المنطقة وظهر المغارة أي أعلاها. ويمكن أن تكون هذه المغارة -التي يؤكد البعض معرفتهم بها- إحدى الدياميس البيزنطية وهي كثيرة الوجود في حمص.
19- الكثيب:
وهو مرتفع من الأرض كان يسمى الكثيب الأحمر، وقلبت العامة الثاء تاء للتخفيف. ويقع خارج باب تدمر، شمال شرقي حمص القديمة. وقد اتخذ هذا الكثيب كمقبرة للمسلمسن منذ الفتح العربي ويذكر أن به عدداً كبيراً من شهداء الفتح من الصحابة والتابعين، ولايزال مقبرة اسلامية حتى الآن.
20- الناعورة:
وهي اسم لمنطقة من أسواق حمص الجديدة. وقد أتخذ اسمها من ناعورة كانت ترفع الماء من الساقية (المجاهدية) إلى الجامع النوري الكبير. وكانت بالقرب من باب السوق، جانب فرع مصرف سورية المكزي الآن. وقد أقيمت الناعورة في ربيع الأول 1124هـ 1712م.