مدينة الصويرة، هي مدينة مغربية مطلة على المحيط الأطلسي، لها تاريخ عريق، وذات طابع معماري متميز . لقد شهدت مدينة الصويرة في السنوات الأخيرة نشاطا سياحيا كبيرا، تاريخها يرجع إلى ما قبل الميلاد، فالفينيقيون جعلوا منها قنطرة للرسو في جزيرة موغادور حين كانوا يسافرون عبر البحر إلى الإكوادور.
*أنجز فيها يواما الثاني ملك موريتانية الطنجية معملا لصناعة الصباغات المستخرجة من المحار (la pourpre) وكان يصدرها للرومان . بعد ذلك استقر بها البرتغاليون والسلاطين السعديين .
تتميز مدينة الصويرة كل التميز عن باقي المدن حيث يضمها البحر من ثلاثة جوانب، ولها طابعها الخاص وجوها ذو الرياح التي تحف البلد في جميع الفصول، ويشاع عنها منذ القدم، على افواه القدماء ان المدينة لا تحب الغرباء وتعبر عن غضبها بالرياح وهذا هو السبب الذي يجعل رياحها لا تهدأ، الا انها مدينة جميلة جدا ولا تخلو من السياح ولها ميزة اخرى هي موسيقى ((كناوة )) وهي موسيقى خاصة بمدينة الصويرة، ويعد لها مهرجاناً سنوياً كبيراً لمدة أسبوع .
وهنالك نظرة خاصة لهذا الفن إذ يعتبر من الموسيقى الروحانية وعشاقه كثيرون .
قد يجذبك الى مدينة الصويرة الهدوء الذي يحفها وبساطة سكانها، ورخص أسعارها، حيث اها مدينة رخيصة بالنسبة لباقي المدن المغربية، كالدار البيضاء، أغادير، ومراكش، قد يسحرك فيها جمال البحر، فتجد نفسك تتنقل ما بين المناطق المطلة عليه، ولا يمكن ان تقضي يوما دون ان تكون الى جانبه، وانت ترى تحليق الطيور البحرية التي تكاد تلامس الرؤوس ..
أكدت الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بجزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة عن وجود مرفأ تجاري فنيقي، إغريقي، روماني، حسب المؤرخين العرب والأجانب، فإن إسم موكادور هو الإسم القديم للصويرة القديمة، وقد أتى من الاسم الفينيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير .
يعتبر العهد العلوي عهد التأسيس الحقيقي للمدينة، والذي يعود إلى سنة 1760م، السنة التي تتزامن وإنشاء السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله ميناء الصويرة الذي فتح في وجه التجارة الخارجية بغية تطوير المغرب لعلاقاته مع أوربا .
كان من بين مقتضيات أمن المغرب في مفهوم السلطان محمد الثالث تحصين الثغور والمدن الرئيسية الساحلية، الشيء الذي جعله يكثر من بناء الأبراج والحصون . وتحقيقا لذلك أعطى اهتماما خاصا للمهندس تيودوركورني Cournut Théodor المتخصص في بناء الحصون العسكرية بأفنيون Avignon وكلفه بوضع التصميم العام للمدينة . من الناحية الهندسية نلاحظ تأثيرات هندسية أوربية تظهر بالخصوص في الصقالة التي تم تشييدها على أنقاض الحصن البرتغالي، وتحصينها بالمدافع، كما عمل على تحصين المدينة بالأسوار المنيعة، وجعلها تمتاز بشوارعها المنتظمة وطرازها المعماري الأندلسي الجذّاب الذي يذّكر بمدينة فوبون Vauban .
مهما يكن فمدينة الصويرة تشبه مثيلاتها من المدن المغربية العتيقة، التي تزخر بمبانيها التاريخية كالأسوار، حصن باب مراكش، صقالة الميناء والمدينة، باب البحر، مسجد بن يوسف، الكنيسة البرتغالية .
أصبح ميناء الصويرة في زمن سيدي محمد بن عبد الله أهم ميناء، حيث أضحت معه موكادور تلعب دورا تجاريا وتعنى بالمراقبة التجارية البحرية، بعدما أجبر القناصل والتجار الأوروبيون بآسفي، أكادير، الرباط على الإقامة بموكادور مركز تجمع الأنشطة التجارية للجنوب المغربي . كما أصبحت تمثل نقطة التقاء جميع القوافل الإفريقية والتبادل التجاري حتى اعتبرها الأولون بوابة تومبوكتو .
تتكون المدينة من ثلاثة أحياء مختلفة:
القصبة
وتضم الحي الإداري القديم، والمدينة العتيقة تقع بين محورين: الأول يربط باب دُكالة بالميناء والثاني يمتد من باب مراكش ليطل على البحر. وعند ملتقى المحورين أُنشأت عدة أسواق مختصة .
الملاح: الحي اليهودي الذي لعب دورا رئيسيا في تاريخ المدينة تبعا لسياسة سيدي محمد بن عبد الله الذي اعتمد على اليهود لتحسين علاقاته مع أوربا، إلى أن جعل منهم طائفة مهمة تسمى ب " تجار المَلِك" .
الأسوار
على غرار باقي المدن المغربية العتيقة، أُحيطت مدينة الصويرة بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله سنة 1765م، بأسوار منيعة من أجل حمايتها من أي هجوم أجنبي. رغم امتياز أسوار المدينة بخاصيات هندسية دفاعية متأثرة بالهندسة العسكرية الأوربية الكلاسيكية إلا أنها تشبه في شكلها ومكوناتها الأسوار المحيطة بالمدن التاريخية المغربية الأخرى، مدعمة بعدة أبراج وخمسة أبواب أهمها باب البحر .
يُعزى بناء الباب الرئيسي إلى عهد سيدي محمد بن عبد الله، سنة 1184هـ / 1770- 1771م ] ويعد المدخل الرئيسي الوحيد الذي يفتح في وجه المدينة، شكله الهندسي العام مأخوذ عن الطراز الأوربي، يعلو واجهة الباب شريط زخرفي رفيع مثلث الشكل وقد جاء آية في الجمال نظرا لتناسق أجزائه .
حصن باب مراكش:
يعد واحدا من الحصون الدفاعية المهمة التي تشرف على المدينة لحمايتها ضد الهجمات الأوربية . دعم بعشرات من المدافع موزعة صفا واحدا على جوانب الحصن لمراقبة جميع الأبواب الغربية للمدينة، وتبلغ مساحته 980 مترمربع، وظّف لتخزين المؤن والأسلحة . يتميز بناؤه بالصلابة والمتانة إذ بني بالحجارة المنجورة وهي التقنية الأوربية المستعملة . له مدخل بممرين متعرجين متناظرين يفضيان إلى السطح حيث قببثلاث .
ووفقاً للإحصائيات فان عدد السواح آخذاً بلإزدياد كل عام، وذلك لحضور مهرجاناتها وللتمتع بسواحلها الفريدة الساحرة وهدوئها وجمال طبيعتها ومناظرها الخلابة، وما يميز ناسها من بساطة ودماثة خلق وكذلك لأنها تحتوي وبكثافة على العديد من الساحات والأسوار والأثار التاريخية الساحرة والعظيمة، وهذه التحفة مليئة ببنايات أثرية متناسقة، إرثٌ ثقافي من أجيال سابقة مع بنايات عصرية تُكتشف من خلالها أسوار، سقالة "la sqala" وتحاط بأبواب ضخمة .