أكتب عن تفاصيل الاشياء
بعض القراء
ينعتها بنثر فني
والبعض الآخر
يقول أنها تشبه شعرا
إلى حد ما
قلمي الرصاصي
الذي ضاقت به
سطور الورقة الصفراء
كاد يختنق
في طي كتاب لا عنوان له
يا ليتني
ابعث من جديد
لأكتب شعرا رديئا
مثل كل الشعراء
لاجل المجاملة فقط
ثم اضمه الى ديوان:
"الخربشات التافهة"
لشاعر مجهول
شاعر غير معروف
يحتاج الى عملية التجميل
هرموناته لا تكفي
للكشف عن وجهه الآخر
وبسبب خطأ فني
أصبح شاعرا
في عنقه ناقوس
يدق بلا انقطاع
وصافرات الانذار
تعلعل في راسه المهووس
هذا الشاعرهو أنا
مجرد سمكة
خارج الماء
يتمنى ان تنبت له
اجنحة
فيصعد بها
الى عش نسر
حاصرته طيور مهاجرة
ينغمس في نزواته
كأنه يضاجع بركانا جامحا
فيتلوى ويحترق
ابحر وحدي
وان لم اصل
الى الضفة الاخرى
فسأدعي
بأنني فقدت احلامي
في غياهب البحر
يجب أن اعترف
ان قاربي متهالك
وممزق الاطراف
لا احد يعيره اي اهتمام
لا البحر ولا السمك ولا الرمال
لم اعد قادرا
على عد اصابعي
وما تبقى من شعيرات شيب
قد تخلت عنه الايام الغابرة
لست اعرف
لماذا البرق يعاكس الرعد
عندما يتوسم
في العاصفة رائحة الغضب
ثمة صخرة عنيدة
القاها "سيزييف"
على كتفي
لن ابوح لها
بسر نزوات الاله "زيوس"
شاعر مقطوع الاوصال
يضع تحت ابطيه
اوراقا فاترة
ويخبأ خربشاته
في حقائب من زجاج
قابل للكسر