لست بحاجة لكلمات مهدرجة
ولا لقصائد مفتعلة الكترونيا
ولا لخواطر التي لا تفصح عن شيء
قد يقول قائل
ما الذي يجعل الفراشة
تحوم حول مصباح ضرير
ولماذا يتفقد الراعي قطيعه
بعد ابرام الهدنة مع الذئب
وانا أتساءل منذ سنوات
لماذا فجأة
ودون سابق انذار
يتناسل الضباب
خلف العتمة
أتزود بكل ما يلزم
من أعقاب السجائر الميئوس منها
ما شأني إن كانت بطاقة هويتي رمادية اللون
ثمة من يريد أن يكون شاعراً مداحاً
والسرج على ظهره
وميكروفون الإلقاء
بين فخذيه
بعض الشعراء يتماطلون
في تسديد ما عليهم من جزية
فنراهم لا يقولون شيئا
ولا يبالون
ولا يملكون من الشعر
إلّا عواء ذئب ورقصة غراب
في ليلة مكفهرة
إنه أمر معتاد
أن يتواطئ الظل مع الشمس
الغربة المتخمة بغثيان المنفى
كأنها سحابة لم تستقر
تطاردها زخات مطر عنيف
يرتشف منه سراب ظامئ
ثمة قطار
لا ينتظر أحداً
الكل يريد الصعود
بقفز مرتجل
فوق سكة حديدية مهترئة خارج إرادتها
في حفلات التتويج
يستمعون لوجهة نظر واحدة
شريعة الغاب
يرفضها الصقر
لأنه يريد أجنحة كاملة الدسم
ومزيداً من الريش
وردة ذابلة
تتحسر على مزهرية
شاخت قبل الأوان
فغدت بعيدة عن متناول الفراشات
على سطح صفيح ساخن
كم هي النزوات الملغومة
التي ينفثها مسدس بذخيرة ثلاثية الأبعاد