" ليس مِن أملٍ ... "
أنتَ كنتَ تردِّدُها، منذ عشرين عاماً وأكثرَ .
لكنني كنتُ أسمعُها منكَ، مبتسماً
( كان بين يدَينا نبيذٌ من السّفْحِ )
واليومَ
آنَ الغُيومُ الرصاصُ، الغيومُ الرمادُ ، تُقِضُّ سماواتِنا،
وتُقَضْقِضُ أنفاسَنا ...
اليومَ، أسألُ عنكَ،
وأبحثُ في كلِ مُنتبَذٍ عن كراسيّ مقهى،
وعن حانةٍ رُبّما كنتَ تنهلُ فيها نبيذاً من السفحِ
أسمعُ صوتكَ يهمسُ لي
مثلَ ما كان يهمسُ لي، قبل عشرين عاماً وأكثرَ، أسمعُها :
" ليس من أملٍ ... "
أنا ما زلْتُ مبتسِماً يا صديقي الذي يتذوّقُ أغلى نبيذٍ
ويفرَحُ حين يُغَنّي قصيدتَهُ :
" ليس من أملٍ ... "
ليراني أُشاركُهُ، آنَ أكرعُ كأسَ نبيذِ السفوحِ
سفوحِ فرنسا الجنوبيّةِ
النهر
والبحر
والياسمين
وكلّ الخزامى ...
لندن 31.10.2016