طارق المعروف، فنان استطاع ان يجسد شعوره نحتاً، ويجعله يترجم خلجات نفسه وحيرته امام عالم مسكون بالقهر والتضليل .. دخل في حوارٍ صامت مع الطين فشكل منه معالم رغبته في تحدي المستحيل ... ارهفت احاسيسه ومشاعره الغربة والترحال والبحث عن الامل في زحمة المتغيرات، فحاور مادة البرونز وجعله لحناً يترجم الحدث بكل تفاصيله، وخلق منه وحدات حملت لغة تشكيلية ميزت عمله وجسمت بصمته الملتصقة بالواقع والمستمدة قوتها من جذورها الممتدة في اعرق الحضارات ..
ولكي نقف على تجربته الفنية .. ونستعرض مسافاته الإبداعية التي قطعها خلال محطات حياته المزدحمة بالتناقضات والتي رسمتها الظروف الإستثنائية لحياة فناني المنفى، كان لنا معه هذا اللقاء :
إن البيئة والجو لهما تأثير كبيرعلى إبداع الفنان، كيف يتعامل الفنان مع عمله عندما تتحول بيئته الى محطات ؟
ان المفردة الإبداعية، ان كانت في الشعر ام في الأدب ام في المجالات الفنية المختلفة، عندما تقتلع من جذورها لتذهب الى بيئة اخرى، فإن من الممكن ان تواتيها الظروف وتتزاوج مع مفردات البيئة الجديدة لتنتج اعمالاً اكثرإبداعاً، او بالعكس يمكن ان تضمحل وتموت ...
هل الدراسة الأكاديمية ضرورية في صقل موهبة الفنان؟
اكيد .. دائماً وفي كل المجالات بدون استثناء، لا بد ان تعتمد على القاعدة الكونكريتية والتي هي الدراسة، المدرسة هي اللبنة الأولية في بناء المبدع، والتي تسمى بالأساس الأكاديمي ..
لماذا النحت رغم معوقات الغربة ؟
فعلاً، الصعوبة التي يواجهها النحات في الغربة كثيرة،لا تعد ولا تحصى، منها عدم الاستقرار وصعوبة نقل الأعمال وكلفة المواد،فان تنقلي وعدم استقراري تسبب في ضياع الكثير من اعمالي، لكن بعد ان يقطع الأنسان شوطاً في مجال ابداعي يعشقه وينتمي اليه يجعل من الصعوبة التخلي عن مساره الذي انتمى اليه ..
هل من الممكن توظيف خامات أخرى غير البرونز في اعمالك دون الإخلال بهويتها ؟
احب مادة الى نفسي هي البرونز، لأنها مادة مطاوعة وتحمل جمالية اللون، تتقبل اكاسيد تضفي رونقاً وتأثيراً على العمل، وكذلك فإن الكثير من الحركات الدقيقة لا تستطيع ان تعطيها مادة اخرى، وهنالك شئ اهم هو أكسدة الطبقة الخارجية للبرونز بأوكسيد النحاس الذي يكون طبقة عازلة تحافظ على بقاء العمل النحتي وديمومته، فالعربة السومرية المنفذة بمادة البرونز يقدر عمرها ب3500 سنة ..
هل هناك حداثة في النحت كما في الشعر والأدب؟
اكيد، الحداثة في النحت هي افكار او اكتشافات لعناصر او تكنيك او خطوط ومساحات ومواد تكسب العمل النحتي قوة تعبيرية فمثلاً ان القاعدة هي ان لا يكسر الخط الكلاسيكي، لكن يمكن كسره اذا كان ذلك يخدم فكرة ما ..
نجد ان اعمالك تحمل ملامح بابلية هل هذا يعود لنشأتك في ارض كانت مهد لحضارة بابل؟
عملي هو مزيج من عدة حضارات عراقية اضفي عليها طابع المعاصرة من تكنيك او خطوط وأخاديد تخدم العمل النحتي من الناحية التشريحية، فهي تعبر عن ما استخدمه النحات العراقي القديم في تشريح الأجسام البشرية والحيوانية مضافاً اليه الأفكار المعاصرة التي تعطي للعمل حداثته .
ما هي مصادر إلهامك ؟
الحياة والطبيعة وما يدور في هذا العالم من صراعات وحروب وقتل وتمزق .. لكن هذا لا يعني انني مكبلاً داخل هذه الدائرة، فانني ايضاً استلهم من رموز الحياة المضيئة، كالولادة، تفتح الزهور، جمالية خضرة النبات، ضحكة الأطفال ...
ما هي مشاريعك المستقبلية في مجال الفن؟
اقامة نُصُبْ تجسم مراحل مر بها الشعب العراقي، ونُصُبْ لشخصيات تعتبر رموز عراقية خالدة تستحق التقييم ...
طارق المعروف
www.tarikalmarouf.com
1968 - 1972
تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة - بغداد - حصل على بكلوريوس فنون تخصص نحت
1972 - 1973
تصميم وإدارة أعمال نحتية ورسم للمتحف الحربي العراقي
1973 - 1974
دبلوم في فن السينما
1977
مشاركة في مهرجان الشباب في كوبا/احتفظوا بأعماله المشاركة في متحف هافانا
1978
مثل العراقيين في عيد الشباب في تونس وذلك بمشاركته بأعمال نحتية تحمل نفس الموضوع
1972- 1979
المشاركة في المعارض المنضمة من قبل جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين
1979 - 1980
فاز بالجائزة الأولى بالمسابقة المعلنة لإقامة نصب للشهيدة الفلسطينية دلال المعربي
1980 - 1983
درَّس تاريخ الفن والنحت والرسم والسيراميك في معاهد مغربية : المعهد الملكي العالي، معهد المعمورة، معهد اليوسفية
1981
معرض شخصي على قاعة النادرة في الرباط - المغرب -
1982
درَّس الفنون التشكيلية في معهد الأحرش بن سعيد - الجزائر -
1983
عمل نحتي برونزي أكبر من الحجم الطبيعي لنادي النخلة - الرباط -
1984 - 1987
ادارة كالري فني ( كاميرا عين ) الرباط
1986
تمثال أكبر من الحجم الطبيعي مستوحى من الأسطورة البابلية تموز وعشتار
1988
في صب البرونز - مونتريال - Metasculture العمل مع مجموعة
1989
-مونتريال -Metasculture معرض مشترك لمؤسسة
Place des jardins معرض مشترك في بلاس دي جارد
1990
مشاركة في مهرجان الفن التشكيلي في مونتريال خمسة أعمال أحدها بارتفاع ثمانية أقدام
معرض مشترك تحت عنوان ( الجديد في الإبداع والتصمم ) خمسة أعمال
1994
سبعة أعمالMetasculture مشاركة في معرض مجموعة
1998
معرض شخصي على قاعة دار الفنون في مونتريال 22 عمل برونز بأحجام مختلفة
1999
معرض شخصي على قاعة بلدية تورَّمولينوس ( اسبانيا ) 21 عمل نحتي و6 تخطيط قياس 1م - 81سم
2000
مشاركة مع مجموعة فنانين عراقيين ( تورنتو ) كندا
2001
مشاركةفي معرض في لندن ( كندا )
2007
مشاركة في معرض الجالية العراقية في مونتريال