قصتها، قصة كفاح، وحبكة درامية عظيمة الأهمية والتأثير، انها امرأة قدمت للإنسانية خدمات جليلة لأنها حدثت في الظروف المتزمتة، فالتحقت بكلية الطب عندما كانت حكرا على الذكور فعانت من الغربة والترحال وتغير المناخات بإستمرار، ورغم ذلك اكملت دراساتها العليا في بريطانيا وعملت في مستشفى سمرسمث في ايرلندا وفي مستشفى جونز هوبكنز في اميركا.
انها أول فتاة عراقية دخلت كلية الطب في بغداد وتخرجت فيها سنة 1939، انها ابنة شيخ الصحافة العراقية ورائدها، النائب عن مسيحيي بغداد في مجلس الأمة، وصاحب جريدة العراق، الاستاذ رزوق غنام .
لاقت الدكتورة ملك غنام صعوبات كثيرة في البداية، كونها الطبيبة الوحيدة، عملت في الكويت ثم في البعثة الامريكية في السماوة حيث كان مركزاً طبياً للعناية بالحوامل والأطفال وتدريب الفتيات العراقيات على القبالة والتمريض.
ولدت الطبيبة ملك رزوق غنام في سنة 1907 في محلة عقد النصارى في بغداد. درست الابتدائية في بغداد وأكملت الدراسة المتوسطة والثانوية في لبنان. التحقت بالجامعة الامريكية في بيروت. وبعد ذلك اقنعت والدها بضرورة التحاقها بكلية الطب في بغداد، فكان لها ماارادت، ولاقت الكثير من الصعوبات كونها المرأة الوحيدة في كلية يملأها الرجال لأنها أول فتاة عراقية تلتحق في الكلية الطبية سنة 1933 منذ تأسيس الكلية الطبية العراقية في سنة 1927. تخرجت من الكلية الطبية واعتبرت أول طبيبة عراقية وكان معها من الخريجين خمس وعشرون من الذكور، ومنهم الدكتور عادل الدوغرومجي والدكتور محمد علي الامام مدير مستشفى الامام في بغداد.
غادرت إلى بريطانيا وعملت في مستشفى همرسمث وبعدها في المستشفى الأهلي في أيرلندا. وأكملت التدريب الطبي لمدة سنة واحدة في مستشفى جونزهوبكنز في الولايات المتحدة الامريكية.
في سنة 2000 أصيبت بجلطة دماغية ولكن هذا لم يؤثر على نشاطها وقدرتها العقلية وخاصة ذاكرتها ونطقها. وفي سنة 2003 حيث كانت تسكن في منطقة هرورود في لندن ودعت بصمت، حياة حافلة بالكفاح والعطاء ...