إنْ كنتَ، كما عرفتُ، تريد المزيدَ
من سَوالف العراقيينَ
قبل آلاف السنين،
ولما تَمَلَّ بعدُ،
فدونكَ، يا ابْنَ العمِّ،
من الرسائلِ خامسَها!
هي رسالةٌ من رجلِ أعمالٍ
اسْمه أُشوبِشْكُن (Uṣûpišqun)،
سأل كاتبَ الرُّقُمِ، أن يكتبَ له،
الى وَلَدَيْهِ العاملينِ معه، متوجِّعًا
مما يحدثُ معهما باسْتمرار!
يُرسلانِ بضاعةً الى شخصينِ
ليسا موجودين،
إذ قد قَضَيا،
ولذا فلا ثمنَ قد قُبِضَ
مقابِلَ ما أُرسِلَ اليهما!
كان ذلك مدعاةَ قلقٍ لدى الوالد،
لذا طلب أن يأتيَ أحدُهما
للمداولةِ خِشيةَ الإفْلاس!
فحوى رسالةِ الوالدِ الموجوع:
هذه رسالة من أُشوبِشْكُن (Uṣûpišqun)
أخبِرْ أمور - إلي (Amur-ilī)
وبوزور - عشتار (Puzur-Ištar*)
أسمعُ باسْتِمرارٍ تقاريرَ منكم
انكم ارسلتم سِلَعًا الى آينا - سِن (Ina-Sin)
وإلى آيْنارو (Inarawe)
بينما كلا الشخصين ميت!
ولقد بحثتُ عن ايِّ دليلٍ
لوصولِ ايِّ فضة** فلم اجد.
وعليه اطلبُ حضورَ أحدِكُما هنا، اينما كنتما
وخلافَ ذلك فإنَّ الفضةَ
التي تعود الى والدكم،
ستؤولُ الى النفاذ،
والعملَ الى الخُسران والفُقدان.
انتهت الرسالة.
دعني أهمسُ في أذنك سيد أُشوبِشْكُن:
أحِسُّ بالألم الذي كان يعتصرك،
وبيني وبينك آلافُ السنين،
لكنها ظواهرُ وحالاتٌ
تحدث على مرِّ الأيّام،
بصورٍ متعددةٍ،
فَطِبْ نفسًا، ونَمْ بسلام.
* يبدوأن إسم بوزور- عشتار (Puzur – Ištar)جاء تيمنا بحاكم مدينة ماري (Mari) شمالي بلاد ما بين النهرين (Mesopotamia) بعد سقوط الدولة الأكدية.
** الفضة هي عملة آنذاك كالدولار واليورو وبقية عملات العالم اليوم.