وكان البعض يعتقد أن قدرة المرأة الفكرية أقل من الرجل لان مخها أقل وزناً من مخه لكن أتضح خطا هذا المفهوم بعد أن ثبت أن وزن مخ المرأة بالنسبة لوزن جسمها أثقل من وزن مخ الرجل بالنسبة لوزن جسمه, والحقيقة الأهم من ذلك التي ظهرت فيما بعد وهي أن وزن المخ لا علاقة له بالقدرة الفكرية.
أما من حيث العبقرية والنبوغ والابتكار فليس هناك ما يثبت أن الرجل أكثر عبقرية من المرأة ولكن عدد الرجال النابغين يفوق عدد النساء بسبب الظروف الاجتماعية التي تعيشها النساء والتي تحول بينها وبين النبوغ وهذا ما أشار إليه العالم تورانس بأن قلة عدد النابغات من النساء ليس بسبب فروق جنسية كما عٌرف ولكن الإبداع يتطلب الحرية وهي من ميزات الرجولة فقط طبقاً لقيم المجتمع ولذلك تفقد النساء الاستقلال وتفقد معه القدرة الإبداعية.
وفي علم النفس حقيقة علمية تثبت وجود علاقة بين الكبت وانخفاض القدرة الفكرية في الإنسان,
وأن القدرة على الابتكار والخلق تعتمد على انعدام هذا الكبت الذي يعتبر سبب من أسباب انخفاض القدرة الفكرية عند المرأة لما تعانيه منذ طفولتها وحتى مماتها من كبت بكافة مظاهره, وكذلك نتيجة لانعزالها عن الحياة وانشغالها بأعمال المنزل والأولاد الذي يحول بينها وبين التفرغ للأعمال والتدريبات اللازمة لتنمية قدراتها الفكرية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه وفقاً لأبحاث بعض العلماء مثل جيسيل وتيرمان فإن الأطفال الإناث يتكلمن قبل الأطفال الذكور وأنهن يتقدمن في النمو أسرع من الأولاد, ويظهرون نتائج تحصيلية أعلى خلال مراحل الدراسة المبكرة, وقد برر البعض ذلك بالتربية الصارمة التي تفرض عليها النظام والطاقة وعدم الخروج من المنزل فتعطي وقتاً أطول للدراسة.
ومنه لا بد من التأكيد على أن تفوق الرجال على النساء فكرياً ما هو إلا إشاعة من صنع الرجال لأسباب اقتصادية بحتة هدفها بقاء الرجل مسيطراً على المجتمع بما فيه المرأة.