عن رابطة المرأة العراقية
دعت وزارة شؤون المرأة النساء المؤهلات الى الترشح لمنصب نائب المدير العام لمنظمة المرأة العربية خلال موعد اقصاه 19/1/2013، وتقديم سيرهن الذاتية الى وزارة شؤون المرأة عبر البريد الالكتروني، على ان تكون حاصلة على شهادة جامعية وتجيد اللغة العربية ولغة أجنبية أخرى، ولديها خبرة عشرة أعوام على الأقل في مجال التخطيط وإعداد البرامج. ويمكن الإطلاع على تفاصيل الترشيح على موقع وزارة المرأة.
كما تلاحظون الشروط ليست خيالية، او صعباً توافرها في نسائنا. ولكن ما يجعلني غير مستبشرة بترشيحهن للمنصب ان الوزارة كانت قد دعت الى الترشيح لمنصب المديرة العامة للمنظمة السنة الماضية أيضاً، وتقدمت من العراق، وحسب ما اطلعت عليه وقتها، امرأة واحدة وجدت نفسها مؤهلة للمنصب!.
لم أصدق ذلك، فلدينا في العراق عدد لا بأس به من النساء يصلحن ان يتقلدن هذا المنصب. ولكن إذا كانت لهؤلاء النساء اعمال ومسؤوليات تمنعهن من الترشيح، فأين باقي النساء اللاتي يمثلن 65 في المائة من سكان العراق؟.
المرأة في هذا الباقي صبورة نعم، ومناضلة ومدبرة وووو، ولكن هناك أمر يجعلها غير مؤهلة ان تكون قيادية رغم الدورات وورش العمل التي تقام باستمرار لتطوير القدرات لدى النساء، وتخريج عدد منهن يتمتع بصفات قيادية. ويبدو ان هذه الورش إما انها ليست بالمستوى المطلوب في تقديم المعلومات والتدريب. وإما أن المشاركات جئن للاطلاع فقط، وربما لتضييع الوقت. وإلاَ أين حصيلة هذه الدورات والورش التي تكلف الكثير من المال والجهد؟
لو ان مثل هذه الدعوة وجهت للنساء في بلدان اجنبية لرأينا المنافسة على اشدها، لان أعداداً كبيرة كانت ستتقدم للترشيح والتنافس على المنصب. المرأة هناك لديها الثقة بنفسها لتدخل في اي ميدان، ومنها العسكري والفضاء وغيرها، لانها تربت على ذلك. المجتمع في تلك البلدان يدعم المرأة ويوفر لها كل الامكانيات لتعزيز قدراتها، علما انها قبل قرون خلت لم تكن كذلك، ولكن الرجل ادرك انها المكملة له وأن مشاركتها في بناء المجتمع باتت ضرورة وليس ترفاً او دعاية، كما يفعل مرشحونا وسياسيونا، عندما يستعدون للمشاركة في الانتخابات، فيرفعون لافتات تناصر حقوق المرأة ودعمها، ولكنهم يتخلون عنها حالما يتسلمون مناصبهم.
اذاً الخلل لا يكمن في المرأة العربية نفسها، وانما في ثقافة المجتمع الذي تعيش فيه، وطابع النظام السياسي فيه، على قاعدة الوضع الإقتصادي طبعاَ. فالمرأة هنا تُمنع من التعبير عن رأيها والمشاركة الفاعلة مع الرجل في مجالات الحياة المختلفة، وبالتالي فهي تنشأ على ان تكون متلقية ومستهلكة لا مبادرة ومنتجة. وما الاسماء التي نعرفها من نساء كان لهن حضورهن الفاعل في مجالات مختلفة، إلا عدد قليل من العدد الكلي لنساء العراق.
ما يؤسف له اننا نستمر على هذا النهج في التربية لنبقى في آخر ركب الحضارة، ولتبقى المرأة مطيعة تنفذ ما يطلبه الرجل منها.
إذاً تحتاج المرأة في بلادنا، الى ان تنهض وتعزز ثقتها بنفسها، وتحتاج أيضاً أن يعي المجتمع دورها واهميتها في بنائه، وان يوفر اصحاب الشأن ما يساعدها على تطوير قدراتها والمشاركة في صنع القرار داخل بلدها، وبالتالي تستطيع التنافس على اي منصب خارجه لانها ستكون جديرة بتمثيل بلدها.