إمرأة عامرة بالتحدي
سعادتها ما تراه من فرح في عيون الآخرين،لذا فإنها تحلم بعالم أفضل، تحلم بعودة ابتسامات الأطفال المسروقة، في زحمة الحروب والغزوات ... تحلم بعالم لا تمحو فيه القذائف براءة الأطفال ... بعالم لا تعكر صفوه صرعة التسابق على انتاج أسلحة الخراب ... عالم لا يعلو فيه صوت المدافع على انشودة الحب في النفوس ...لذا فإنها تجند كل طاقاتها كي يكون لها صوتٌ فاعل، من خلال سلطة القرار.. إنها امرأة عامرة بالتحدي ... انها لا تحلم وتتمنى فقط، بل انها تعمل، وتنفذ قراراً صارماً، انها كهاملت حين يقول : اكون أولا أكون ..
رقة الأنثى، وسلطة التحدي
انها النائبة الفدرالية ماريا موراني، المرأة التي تجمع بين رقة الأنثى وسلطة التحدي،بين حنان الأمومة، وقدرة تذليل الصعاب، جاءت الى كندا قادمة من لبنان في سنة 1988 وهي في سن السابعة عشر، تحمل معها ولعاً واهتماماً مبكراً بالسياسة،لكنها ككل المهاجرين دخلت معركة التأقلم للحياة الجديدة، و التكوين الدراسي، فحصلت على بكلوريوس في علم الجريمة، وماجستير في علم الإجتماع، وكانت حصيلة ذلك تأليف كتاب عن حرب العصابات ( عصابات الشوارع ) وتدرج في وظائف حكومية عديدة، وحين تم لها نوع من الأستقرار في الحياة العملية، بدات تنتظم في العمل السياسي، وبذا انتمت لحزب ( بارتي كيبكوا )، وأصبحت عضوة فيه، ثم نائبة لرئيس المنطقة، ثم رئيسة الحزب في المنطقة، عندما ترشحت عن منطقتها للمرة الأولى خسرت الإنتخابات،وفي سنة 2002 ترشحت عن الحزب ثانيةً ولم تربح ايضاً، وبما انها تؤمن بأن لايأس مع الإصرار، فإنها استمرت وفازت لانتخابات عام 2005 - 2006 . وبقيت نائبة منذ ذلك الوقت ...
ولكل هذه السمات الشخصية التي عرفت بها ماريا، احببنا ان ندخل عالمها ويكون لنا معها هذا الحوار :
هل هنالك من تحديات في مسيرة حياتك ؟
- كثيرة جداً، لأني لست من عائلة متقدمة سياسياً، ولست من عائلة غنية، لذا بنيت نفسي بنفسي، نجاحي كان بناءاً على موقفي الثابت، والذي اخذ مني الكثير من الجهد والعمل المتواصل، بدون توقف، كانت تضحياتي كبيرة كي اصل الى ما وصلت اليه ....
ماذا يميزك كإمرأة ؟
- ما يميزني هو قدرتي على التحدي..
هل حققت كل ما تصبين اليه ؟
- لم احقق حلمي لحد الآن، حلمي ان اصبح رئيسة لكيبك، الوصول الى النيابة هو خطوة اولى في طريق وصولي الى حلمي وهو العمل من اجل عالم افضل، ولتحقيق هذا الهدف لا بد ان يكون لي صوت مسموع، وهذا لايكون الاّ اذا وصلت الى منصبٍ عالٍ، ان النائب يستطيع ان يغير اشياء صغيرة، ان تأثيره صغير نسبياً، انه لا يساهم في صنع القرارات الكبيرة التي تهم العالم، هنالك اشياء اتمنى تحقيقها لجعل العالم عالماً أفضل،لكن عندما تصبح لي قوة السلطة .
ماذا تنصحين من ترغب ان تصبح نائبة ؟
- انا اشجع اللاتي يرغبن العمل في السياسة، العمل بالسياسة ليس سهلاً لمن لديها اسرة، لكنه ليس بمستحيل، انا مثلا ًلدي عائلة، عندي طفل عمره خمسة شهور، كل شئ ممكن، رئيسة الحزب مثلاً، ولدت اربعة أطفال في فترة توليها الوزارة، يجب ان تؤمن المراة ان كل شئ ( مقدور عليه ) ، ثانياً عليها ان تحاول الحصول على دعم زوجها وعائلتها، بغير دعمهم ستستطيع الوصول أيضاً، لكن الأمر سيكون أصعب .. النصيحة الثالثة عليها ان تختار الحزب الذي يتوافق مع العقائد التي تؤمن بها، ومن خلال هذا الحزب عليها العمل من اجل الوصول الى المراكز القيادية فيه على مستوى المناطق المحلية، وهكذا تبني نفسها من داخل الحزب، لتستطيع ان تحصل على ما تريد، ومع الوقت تستطيع ان تترشح لمجلس النواب، للمنطقة التي تعمل بها، اخيراً يجب ان تتذكر دائماً، ان ليس هنالك من يعطيهاالمكانة التي تريد، بل عليها ان تحصل عليها بنفسها، خاصة كونها امرأة، وإمرأة مهاجرة ..
هل وجود عدد من النساء- القادمات من دول عربية - في البرلمان، يعني ان للمرأة تمثيلاً قيادياً في سياسة كندا ؟
-للأسف، ليس في تاريخ اوتاوا ( العاصمة الكندية ) برلمانية عربية، البرلمانية العربية الوحيدة هي ماريا ماروني، واعتقد، وجود عدد اكثر من النائبات من اصول عربية في البرلمان الكندي الفدرالي، يكون له تأثير على السياسة الكندية، وخاصة ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، ومثال على ذلك ما حصل في عام 2006 من اسناد للبنانيين من قبل الحكومة الكندية بعد الأحداث التي وقعت .. فالعمل الذي قمت به من خلال حزبي، وتأثيره على السياسة الخارجية، حرك الجهات المسؤولة لتقديم المساعدات اللازمة، ولو كان عددنا اكبر لاستطعنا ان نؤثر اكثر ...على كل من يجد لديه الأمكانية ان لا يتردد بالإنخراط بالعمل السياسي، لكن نصيحتي ان لا يرشح العربي ضد عربي آخر، فالصراع يجب ان لا يكون بيننا بل ان يكون مع الخارج .
هل تجدين ان المرأة في الدول العربية، قد خطت خطوات مهمة في مجال السياسة ؟
-لا، اعتقد ان المرأة في الوطن العربي لم تتقدم كثيراً في هذا المجال، لا زال عالم السياسة هو عالم الرجال، لذا ففي كل برلمانات العالم، عدد الرجال اكثر من عدد النساء، وليس هنالك مساواة بالمجالس النيابية بين المرأة والرجل، وفي العالم العربي اكثر صعوبة فعلى المرأة - اذا ارادت ان تصل - ان تعمل بجد ومثابرة ودون توقف ..
هل اثبتت المرأة في العالم ان لها قدرات في العمل السياسي كقدرات الرجل ؟
-نعم ، وهنالك أمثلة عديدة، في الماضي مثلاً لمع اسم ماركريت تاتشر، في المملكة البريطانية، الآن هنالك رئيسة في المانيا وفي تشيلي أيظاً وسيغولين روايال في فرنسا، وغداً ربما هلاري كلنتن في الولايات المتحدة، المرأة تستطيع ان تقوم بالعمل السياسي كالرجل، وربما افضل ..
ما هو الشئ الذي يصنع البرلمانية الناجحة ؟
-البرلماني رجل او امرأة، طريقه للنجاح هو التمسك بالعقائد وان لا يتراجع مقابل اي ضعغط، ان يتمسك بمبادئه ولاتراجع لأي سبب من الأسباب ..
هل تشعرين بالسعادة والرضا ؟
نعم، انا احب عملي كثيراً، ان عملي يسمح لي ان أغير حياة الناس في منطقتي، فأعمل جهدي لتحسين اوضاعهم ومساعدتهم، وهذا يعطيني فرحاً كبيراً ..
احب الأوقات لديك ؟
-احب وقت بالنسبة لي عندما اتكلم في المجلس النيابي، وحين اذهب لزيارة سكان المنطقة، وعندما يأتيني شخص ليقول لي شكراً، لقد ساعدتيني بتغيير حياتي، وخاصة عندما يكون طفلاً، وعندما يأتيني كارت من أطفال مكتوب عليه " شكراً ماريا " انها سعادتي القصوى ..
اذا رجع الزمن الى الوراء هل ستبدلين مسيرة حياتك ؟
- انا احب عملي بالسياسة، وسأعمل بها، حتى لو رجع الزمن لن اختار غيرها، وكذلك عملي كخبيرة في علم الجريمة فانني احبه واعمل به مترافقاً مع عملي كنائبة، وكثيراً ما يتصلوا بي لإعطاء رأيي، خاصة فيما يتعلق بعصابات الشوارع .
ماذا تقرأين ؟
-كتب عن الجريمة، كتب بالتخيل العلمي، كتب تحمل الطرافة كالكاتب ( برنار لوبير ) احب كذلك سير حياة الشخصيات السياسة العالمية
واخيراً ماهي هواياتك؟
انني مولعة بعمل الحلي، احب الرسم، احب التصوير، احب ان اقرأ وأكتب ..