يتوزع كتاب (تعاليم الصوفيين التصوف بين الشرق والغرب) إلى عدة أبواب .
يسأل المؤلف نفسه : ما التصوف ؟ وتمتد إجابته من ص9 إلى ص43 ثم ينتقل بين تعددية التصوف ويثبتها :
التصوف الهندوسي
التصوف البوذي
التصوف الطاوي
أفلوطين
التصوف المسيحي
التصوف الإسلامي
التصوف اليهودي .
توقف المؤلف عند الفيلسوف أفلوطين، قائلا : أن أفلوطين لا يملك إلاّ القليل من الحس الصوفي، فهو منشغل بمشروعه الفلسفي !!. إذاَ ما المبرر لحشر أفلوطين مع الصوفيين !!
ويزداد عجبي حين يعنون فصلاً كالتالي (خبرة صوفية معاصرة/ آرثر كوستلر).. وكوستلر عرفناه روائيا، لكن المؤلف يمنحه تعريفا صوفياً من خلال تجربته في الثورة الإسبانية التي قمعها الجنرال فرانكو في 1936 وكيف دخل في ملكوت التصوف وهو في الزنزانة ينتظر دوره مع فرقة الإعدام .
وهنا تساءلت قراءتي أن تجربة الروائي هيرمان هيسه والروائي نيكوس كزن تزاكيز أكثر عمقا من تجربة كوستلر، ما هو المانع الذي حال دون تناول تجربتهما الصوفية المتوفرة في رواياتهما ؟! .
يتوقف المؤلف ولتر ستيس عند التصوف الإسلامي معتمدا على وثائق مشوشة بحسب قول المترجم نبيل باسيليوس في حاشية ص325 ( شكل هذا الفصل مشكلة كبيرة للمترجم، بورد ستيس هنا نصوصا من الأدب الصوفي الإسلامي وبعضها مكتوب بالعربية لذلك لم يكن من الممكن ترجمتها، لكن المشكلة أنه لم يذكر المصادر العربية، بل ذكر المصادر الأجنبية التي استقى منها هذه الترجمات الإنجليزية، بحثناً عن هذه المصادر التي كان بعضها غير متوفر وجلبنا احداها من الخارج، وفوجئنا أن بعض هذه المصادر لم تذكر تحديداً المصدر العربي الذي ترجمت عنه هذه النصوص، وأحياناً كانت تكتفي بذكر اسم الكتاب دون رقم الصفحة، بالإضافة إلى أن الترجمات الإنجليزية لم تكن لأجزاء واحدة بل لمقاطع مختارة من هنا وهناك بدون ترتيب لذلك كانت رحلة البحث عن أصل هذه النصوص العربية شاقة للغاية، خاصة أن الترجمات الإنجليزية كانت بعيدة أحياناً بشكل واضح عن الأصل العربي، ومن ثم ازدادت معرفة المقاطع العربية الأصلية المقصودة صعوبة، بعد جهد شاق توصلنا إلى أغلبها وبقيت نصوص قليلة لم نستطع أن نصل إليها، ومن ثم تغيب عن هذا الفصل استشهادات بسيطة لم نستطع أن نتوصل إليها/ المترجم) .
وعثرت قراءتي على ما يؤكد عليه المترجم .
إذا كان المترجم قد أكتشف لعبة المراجع الموهومة فقط في الفصل الخاص بالتصوف الإسلامي، إلا يمكن ان يكون هذا التوهيم المرجعي متوفر في الفصول الأخرى ؟!
من خبرتي في القراءة لم ألمس أو أتنفس ُ طقوسا صوفية... لأن الكتابات الصوفية تحبر من دواة القلب ووهج النفس اللوامة كما رأيتُ ذلك في بوارق التصوف وشذراتهم وحكاياتهم ومواقفهم .
ما ذنب القارئ المبتدأ حين يفهم التعاليم الصوفية بهذه الطريقة المكتوب من قبل المؤلف ولتر ستيس .
..............................
كتاب تعاليم الصوفيين بين الشرق والغرب- ولتر ستيس
ترجمة نبيل باسيليوس
ط1 القاهرة- دار آفاق للنشر والتوزيع- 2021