من الفديو كليب الى السينما انتقلت المخرجة اللبنانية نادين لبكي في فيلمها الروائي (سكر بنات ) الذي ساهمت بكتابته مع رودني الحداد وجهاد حجيلي بالأ ضافة الى أنها قامت بإخراجه وأداء الدور الرئيسي فيه .
جائزة " اوبرا بريما "
ان جائزة " اوبرا بريما " للمهرجان السينمائي في سان لويس في الأرجنتين الذي حصل عليها الفلم "سكر بنات" للمخرجة نادين لبكي هي جائزته الدولية الثانية، ويعتبر هذا الفيلم بعد ترشيحه وحصوله على الجوائز العالمية والعربية، الأنجح تجاريا في الخارج في تاريخ السينما اللبنانية والعربية.
جائزة النقد الدولي
وكان "سكر بنات" قد حاز في المهرجان الدولي للفيلم في ستوكهولم في السويد الذي اختتم في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، جائزة النقد الدولي التي تمنحها لجنة مكونة من أعضاء في الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين. وقد حاز قبل ذلك بجائزة التمثيل لمجموع الممثلات في الشريط في مهرجان دمشق السينمائي الذي اختتم في 10 نوفمبر/تشرين الثاني ومهرجان أبو ظبي الأول .
كان (فرنسا)
لقي فيلم "سكر بنات" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي الذي عرض في اطار تظاهرة خمسة عشر يوما للمخرجين في مهرجان ( كان ) اقبالا كبيرا من الموزعين على شرائه حيث بيع الى اكثر من 26 بلدا في مقدمتها الولايات المتحدة اضافة الى كندا واستراليا ونيوزيلندا والبرازيل وكولومبيا والاكوادور. بحسب مصادر انتاج وتوزيع الفيلم.
وبذلك يكون هذا الفيلم قد حقق سابقة من ناحية سرعة بيع فيلم عربي الى السوق الاميركية اذ انه بيع بعد ثلاثة ايام فقط من عرضه. وكشفت منتجة الفيلم البلجيكية ( آن دومينيك توسان ) ان فيلم "سكر بنات" كاد يبرمج في اطار المسابقة الرسمية للمهرجان لكن الادارة اختارته في النهاية لتظاهرة "نظرة خاصة". لكن المنتجة فضلت تقديمه لتظاهرة خمسة عشر يوما للمخرجين معتبرة ان "الفيلم الجيد في هذه التظاهرة يملك حظاً أكبر لخلق المفاجأة ولفت الانظار اليه وهو ما حصل مع سكر بنات
سكر بنات يعرض في فرنسا
ومن اوروبا تم شراء حقوق توزيع الفيلم في كل من فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا واليونان والدنمارك والمجر وبولندا والبرتغال وفنلندة والنروج والسويد. وسيعرض الفيلم في فرنسا في 15 آب/اغسطس المقبل في 200 نسخة ما يعد ايضا سابقة بالنسبة لفيلم لبناني. كما حقق الفيلم اختراقا في مصر التي يعتبر سوقها عصيا على الافلام العربية الاخرى حيث اشترت حقوق توزيعه شركتا "غابرييل وماريان خوري" و"غود نيوز".
اما في لبنان حيث من المقرر ان يعرض الفيلم في 14 حزيران/يونيو تقول المنتجة ان هناك تفكيرا بتجميد عرض "سكر بنات" الذي اشترت شركة "صباح ميديا" حقوق توزيعه في هذا البلد ربما بسبب الاحداث التي يشهدها حاليا. وتطمح المنتجة أن يمثل "سكر بنات" لبنان في مسابقة اوسكار افضل فيلم أجنبي بعد عرضه في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير المقبل ومشاركته قبل ذلك في مهرجان تورنتو الذي يقام في ايلول/سبتمبر المقبل. واعتبرت المنتجة انه من محاسن الصدف ان يعرض الفيلم في مهرجان كان يوم 20 ايار/مايو بعد عام تماما على انطلاق تصويره في هذا اليوم عام 2006 وانتهائه في الثاني من تموز/يوليو اي قبل ايام من اندلاع حرب الصيف.
وقد رشح لبنان فيلم "سكر بنات" لتمثيله في اوسكار أفضل فيلم أجنبي فيما رشحت مصر فيلم محمد خان "في شقة مصر الجديدة" لتمثيلها وسيتم اعتبارا من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل إصدار اللائحة القصيرة للأفلام التي ستتسابق فعليا على الأوسكار.
قصة الفلم
يروي "سكر بنات" لقطات من ملامح اجتماعية لبلد ممزق بين الحداثة والتقاليد من خلال خمس شخصيات نسائية تنتمي كل منهن إلى فئة اجتماعية لبنانية ويجمعهن العمل في محل تصفيف شعر وتزيين نسائي.
تدور أحداث الفيلم في معهد للتجميل ببيروت. في هذا المكان أو حوله تتقاطع حياة خمس نساء ، و" ليلٍي" العجوز المشاكسة التي تقاوم الخرف بالتقاط الورق من تحت السيارات، اعتقادا منها أنها رسائل غرام بعثها حبيبها. لكل هذه النسوة هموم وإحباطات تحاول كل واحدة منها أن تتجاوزها بوسائلها الخاصة أحيانا، أو بمساعدة الأخريات. ويغيب الرجل أويكاد عن واجهة البطولة. وهو إن حضر فلكي يكون محلا للسخرية؛ كشرطي المرور الذي يستغل منصبه لمعاكسة البطلة ليال ( الدور من أداء المخرجة نادين لبكي) عن طريق محاضر المرور.
كما شارك في التمثيل إلى جانب نادين كل من ياسمين المصري وجوانا مكرزل وجيزيل أسطا وسهام حداد وعزيزة سمعان وفاطمة صفا وعادل كرم. أما الإنتاج فهو للبلجيكية آن دومينيك توسان. وتتولى توزيعه في لبنان والشرق الأوسط شركة «صباح» للإعلام.
رشاقة التعبير
كاد الفيلم أن يسقط في فخ المواضيع المستهلكة، لولا القالب الهزلي ورشاقة التعبير التي طبعت معظم مشاهده. فلطالما دارت الأفلام العربية حول محاور من قبيل التزمت بشأن العذرية، وموضوع تعدد النساء، والنفاق الاجتماعي. لكن المخرجة قاومت الرغبة في السقوط في القوالب الجاهزة والانقياد إلى الخطابات المباشرة - واستفادت - من حيث التعبير- من تجربتها في مجال الإعلان والأغاني المصورة: الفيديو كليب. ولعل هذه التجربة الفنية منحتها قدرة ما على الإيحاء. لكن الايحاء قد يخونها أحيانا كما في المشهد الذي يلبي فيه الشرطي العاشق دعوة إحدى شخصيات الفيلم ويقتحم عالما نسائيا بحتا.
لقد جعلت المخرجة نادين لبكي من محل التجميل في فلم سكر بنات مكانا "للتعميد" بالمعنى الرمزي والحرفي للكلمة.وهو بذلك يعد انجازاً كبيراً لها
ينطوي الفيلم على مشاعر واحاسيس كثيرة بينها الضحك والبكاء الذي قرب بينه وبين الجمهور الذي رأى نفسه فيه وكذلك حقق رغبة المشاهد الذي يحب ان يتماهى بشخصيات الأفلام، وهذان العاملان ساهما في انجاح هذاالعمل السينمائي .
قد لا يحمل "سكر بنات" خطابا فلسفيا عميقا كما قد لا يجد الوقت الكافي للغوص في أعماق كل بطلاته، لكنه نجح في ان يتسلل بنا إلى عوالم حميمية دون إسفاف، وبكاميرا تشبه ريشة رسام انطباعي.